الرئيسية > محليات > ألوان الشباب تضفي البهجة على شوارع الحرب في اليمن

ألوان الشباب تضفي البهجة على شوارع الحرب في اليمن

ref="http://voice-yemen.com/content/yemen/0002.png"> يمن فويس- صنعاء- من عثمان تراث/ إذاعة هولندا العالمية-  الشوارع التي أصابها البؤس كله في العاصمة اليمنية صنعاء، وهجرها السكان والمارة بسبب الخوف، ونخر الرصاص والقذائف جدرانها، صارت بهيجة الآن وزاهية، بعد أن نظم عدد من الفنانين التشكيليين الشباب وهواة الرسم والتلوين حملة أطلقوا عليها اسم "لوّن جدار شارعك"، وقاموا خلال عدة أسابيع بتحويل جدران تلك الشوارع الى لوحات نابضة بالحياة، ومزدانة بالخطوط والكتل الملونة بداية الفكرة فكرة هذه الحملة طرحها الفنان التشكيلي الشاب مراد سبيع، وأعلن عنها في صفحته على الفيسبوك في مارس- آذار الماضي، ثم شرع فورا في تنفيذها منفردا. يقول سبيع لإذاعة هولندا العالمية، انه أراد من هذه الحملة أن يمسح الحزن والأسى الذي خلفته الاشتباكات المسلحة والمواجهات وأعمال العنف، التي شهدتها صنعاء إبان الاحتجاجات الشعبية في العام الماضي 2011م. أراد "إحداث نوع من التغيير كانت تحتاجه تلك الشوارع ويحتاجه الناس، وأن يعبر عن مؤازرته لها، وللساكنين، فيها، والمارين عبرها.. ويضيف: "أردت ترمم الروح اليمنية اتساع الحملة على مدى 12 أسبوعا اتسعت حملة سبيع، وزاد عدد المشاركين فيها، حتى بلغ نحو الخمسين من التشكيليين الشباب والهواة، يخرجون صباح الخميس من كل أسبوع وهم يحملون فرش الرسم وألوان "الاكليرك" و"الاسبراي" والأورنيش، ليجملوا ما كان قببيحاً. بدأت الحملة بالشوارع التي كانت أكثر تضرراً. وهناك عمل الشباب بذكاء وإبداعية على استغلال اثأر الطلقات النارية والقذائف، والبناء عليها في إنتاج لوحات تشكيلية يصير فيها أثر الطلقة جزء رئيسيا من اللوحة. وهكذا صارت الفتحة، الذي أحدثتها قذيفة في احد الجدران، فماً لإنسان يصرخ، فيما صارت فتحة أخرى، متكأ يريح أحدهم رأسه عليه، وصارت فتحات أخرى، عيون، ورؤوس، وشموس.. الخ. وعندما غطت اللوحات معظم الشوارع المتضررة، انتقلت الى مناطق صنعاء، الأخرى، لأن "جميع سكان صنعاء تضرروا من الحرب" كما يقول سبيع التفاعل الشعبي على الرغم من أن معظم اللوحات المرسومة، تصنف ضمن الفن التشكيلي التجريدي الذي يبدو غير مفهوم لمعظم اليمنيين، إلا سكان صنعاء أبدوا اهتماماً كبير بما يحدث في جدران شوارعهم، يقفون كثيرا لتأمل اللوحات المرسومة، وقد عبر معظم من تحدثنا إليهم، عن سعادتهم بما يحدث، يقولون أنهم، لا يفهمون الكثير مما هو مرسوم، ولكنهم فرحين به.. إنها بهجة الألوان. ويتجمهر الكثيرون حول الشباب عندما يرسمون، ولا يكتفي البعض بالمشاهدة، بل يبدي رغبته في المشاركة بالرسم والتلوين، فيعطيه الشباب الفرشاة والألوان. تقول التشكيلية هدى النصيري، وهي إحدى المشاركات النشطات في الحملة، أنهم سعدوا جداً بتفاعل الناس مع الحملة، وعملوا على توجيه ومساعدة المواطنين العاديين الذين شاركوا فيها، وقاموا بتخطيط بعض اللوحات وطلبوا منهم تلوين المساحات بين الخطوط الحملة والثورة يعتقد الكثير من اليمنيين أن حملة لون جدار شارعك، هي نشاط من أنشطة شباب ثورة 2011 الشبابية، لكن مراد سبيع، وآخرين من المشاركين في الحملة، ينفون ذلك، ويقولون أن احد أسرار نجاح هذه الحملة هو تحييدها، ومشاركة شباب من مختلف الأطراف فيها. ومع ذلك ترى الفنانة التشكيلية اليمنية المعروفة الدكتورة آمنة النصيري، أن هذه الحملة، تحمل روح الثورة، وتؤكد التوق الى أن تكون الثورة شاملة، وألا تكتفي بالتغيير السياسي فقط، بل تشمل جميع المجالات الأخرى بما فيها الجانب الفني والجمالي. وترى في حديثها للإذاعة أن اللوحات المرسومة في الحملة تعبر عن روح الشباب، وسعيهم للتغيير، والحرية، والعدالة. وتعتبر النصيري أن هذه الحملة هي حالة ثورية في حد ذاتها، كونها كسرت حاجز الجمود في علاقة الناس بالفنون، وكسرت وتحدت الكثير من التابوهات المتعلقة بمجال الرسم والتشكيل. وتضيف: كما أن مشاركة الشباب من الجنسين معا في الحملة (في المجتمع اليمني المحافظ)، أعطي للجميع انطباعاً بان اليمن دخلت بالفعل عهداً جديداً، وخلق نوعا من التفاؤل الشباب والمحترفين توضح النصيري، أنها وبقية الفنانين التشكيليين المحترفين في اليمن، فضلوا عدم مزاحمة الشباب في هذه الحملة، وتجنبوا المشاركة فيها بشكل مباشر، حتى لا يفتحوا باباً للمقارنة بين أعمال المحترفين والفنانين الشباب والهواة، وترى أن من شاركوا في الحملة أبدوا قدرات فنية عالية، وعبروا عن أفكار ذكية، تضمنت اختزال الفكرة، والسخرية اللاذعة، والربط بين العبارة والصورة، الى غير ذلك من الأفكار التشكيلية المبدَعة اندياح الحملة في حين يستعد منظمو الحملة، لإقامة الحفل الختامي للمرحلة الأولى منها في يوم الخميس المقبل، فان حملات أخرى مشابهة بدأت خلال الأيام الماضية في مدينتي تعز والحديدة، حيث خرج الشباب بألوانهم وفرشهم، لتوسيع دائرة اللون، التي يبدو أنها ستنداح لتشمل مدن أخرى، في أول حملة جمالية من نوعها وحجمها تشهدها اليمن.    

الحجر الصحفي في زمن الحوثي