الرئيسية > محليات > الخيار السوري لليمن

الخيار السوري لليمن

ref="http://voice-yemen.com/content/yemen/1178.jpg"> يمن فويس - اذاعة صوت روسيا : دبلوماسيو الدول الغربية وبعض الممالك العربية يستمرون في الترويج لفكرة ضرورة حل المشكلة السورية بـ"السيناريو اليمني". أي اتفاق بين السلطة والمعارضة لتسليم الحكم لأشخاص متفق عليهم. هذا بالتجديد ما تم القيام به في اليمن حيث سلم علي عبد الله صالح الحكم بناء على مطالب المعارضة. إلا أن هذا السيناريو لم يحل المشكلة اليمنية، فالوضع في البلاد يزداد سوء. في الشمال يتواصل الصراع بين الطوائف الإسلامية المختلفة، أما الجنوب فتحاول القوات الحكومية اعادة السيطرة عليه بعد أن أحكمت "القاعدة في جزيرة العرب" قبضتها عليه. ومن الممكن القول أنه وبعد رحيل صالح أصبح الوضع في اليمن يتطور حسب "السيناريو السوري"، بل في خياره الأسوأ. ويرى المراقب يفغيني يرمولايف أنه لم يكن ممكننا تجنب تطور الأحداث لهذا الحد. ويقول أنه ومنذ البداية لعب المتطرفون السلفيون دورا ملحوظا في صفوف المتمردين اليمنيين. محاولة التفاهم معهم تستقبل كعنصر ضعف واشارة لمتابعة الهجوم. وبعد رحيل علي عبدالله صالح، قاموا باجتياح جنوب البلاد. وهم الآن يهددون دول عربية أخرى. خليفة بن لادن في منصب زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري قبل أيام، دعا السعوديين للسير على خطا التونسيين والمصريين، والليبيين واليمنيين والسوريين والانضمام إلى "الثورات العربية". من المفهوم أن زعيم "القاعدة" قصد بكلمة "الثورة" ما دعا إليه الطلاب المصريون والتونسيون الذي طالبوا بالديمقراطية لبلادهم وبذلك أطلقوا "الربيع العربي". المتطرفين السلفيين لا يريدون مثل هذه الثورات، هم يريدون حالة اجتماعية مثل التي كانت في أفغانستان أيام حكم طالبان. ويريدون لأشد الجماعات الإسلامية المتطرفة أن تحكم. "الربيع العربي" وما يرتبط به من تداعيات، مهد الطريق أمام ظهور وترويج الجماعات المتطرفة. والنتيجة الآن أن الجماعات السلفية المتطرفة، يتصرفون بحرية في ليبيا، وتقوى شوكتهم في تونس ومصر. أما في سورية، فهم يقودون حربا غير معلنة ضد الحكومة. ورغم ذلك فإنهم يتلقون الدعم من الصناديق الخيرية التي يرأسها سعوديون وخليجيون. في سنوات ما يسمى "الحرب العالمية ضد الارهاب" الجماعات السلفية في الجزيرة العربية تم تدميرها تماما، أما الآن فهي بعثت من جديد، في اليمن هذه المجموعات تمارس نشاطها بحرية، وأحد أسباب ذلك، انعدام سياسة واضحة من قبل دول المنطقة تجاه هذه الجماعات. حسبما يرى الخبير أندري غروزين. الموقف المزدوج للرياض تجاه "القاعدة" يمكن فهمه من خلال المصالح الجيوسياسية للنظام الحاكم، فهو خلال السنوات العشرين وحتى الثلاثين الأخيرة، يسعى لأن يصبح مركزا سياسيا للعالم العربي والاسلامي. فمن جهة تقوم الرياض بتنظيف الساحة الداخلية وتطرد المتطرفين الذين يهددون استقرار الوضع. ومن جهة أخرى تستخدم هؤلاء المتطرفين لزعزعة الأمن في الدول التي تعتبرها معادية، أو عقبة على طريق السيطرة السياسية على المنطقة، وهذه لعبة خطيرة. المتطرفين يمكنهم تلقي الدعم من أي جهة، ولكن التجربة أثبتت أن هذه الجماعات تعض اليد التي أطعمتها. والتجربة اليمنية أثبتت مرة أخرى أن الصفقات مع المتطرفين المسلحين، لا معنى لها، لأنهم دائما يريدون أكثر وأكثر. والاعتقاد بأن المتطرفين الممولين من الغرب ودول الخليج العربي في سورية، سيلتزمون بالصفقة التي ستمنحهم جزء من السلطة. هو ببساطة غباء.  

الحجر الصحفي في زمن الحوثي