الرئيسية > محليات > نحن لا نقاتل بعدتنا وعتادنا المجردة، نحن نقاتل ومعنا الله .. أمير ولاية أبين يكشف خفايا المعارك في أبين ويتحدث عن دور القوات الأمريكسعودية في تنفيذ هجماتها على القاعدة

نحن لا نقاتل بعدتنا وعتادنا المجردة، نحن نقاتل ومعنا الله .. أمير ولاية أبين يكشف خفايا المعارك في أبين ويتحدث عن دور القوات الأمريكسعودية في تنفيذ هجماتها على القاعدة

تدور معاركُ شرسة منذ أسابيع في مدينة لودر بمحافظة أبين بين قوات الجيش واللجان الشعبية من جهة، وبين أنصار الشريعة التابعين لتنظيم القاعدة من جهة أخرى. وعلى غير عادة حروبهم الأخيرة لم يتمكن أنصار الشريعة من السيطرة على مدينة لودر إلى اليوم، وهو الأمر الذي أعطى الحكومة اليمنية الجديدة أملا في استعادة محافظة أبين كانت قد فقدته منذ أشهر، بعد الهزائم المتتالية لقوات الجيش طوال عام، كما أثار هذا الأمرُ كثيرًا من الأسئلة عما وراء سيطرة أنصار الشريعة في السابق على المعسكرات والمدن بسهولة، لكن اللجان الشعبية والجيش المدعوميْن جوا بمقاتلات يمنية وأمريكية وسعودية لم يتمكنا حتى الآن من رفع الحصار الذي يفرضه أنصار الشريعة على المدينة منذ شهر رغم أن آخر جبهة لأنصار الشريعة تقع على بعد نصف كيلومتر فقط من المدينة.

وتعتقد الحكومة اليمنية حاليا أن مدينة لودر قد تكون نقطة الانطلاق لاستعادة محافظة أبين من تحت سيطرة أنصار الشريعة، لذا نزلت بكل ثقلها العسكري إلى المدينة، لكن أنصار الشريعة يعتقدون أن مدينة لودر ستكون نقطة في آخر سطر سيطرتهم على كامل محافظة أبين.

وبين إصرار أنصار الشريعة على دخول مدينة لودر، وإصرار الحكومة على إخراجهم منها ومن كامل محافظة أبين، يبدو التنبؤ بمستقبل المعارك في المحافظة صعبًا للغاية، لكن التعرف على مقدمات الحرب قد يساعد على توقع نتائجها، وهو ما سنحاول معرفته من خلال هذا اللقاء السريع مع أمير محافظة أبين، أو ‘ولاية أبين’ كما يسمونها، جلال بلعيدي المرقشي، المعروف باسم ‘حمزة الزنجباري’.

وقد التقيت به في مدينة شقرة الساحلية التابعة لمديرية خنفر بمحافظة أبين والواقعة تحت سيطرة أنصار الشريعة >

حاوره/ عبدالرزاق الجمل

 لماذا لودر الآن؟

حياك الله.. يا أخي المتابع للأحداث يعرف أن قضية لودر ليست وليدة اللحظة وإنما تطورت مع الوقت. لودر كانت إحدى المناطق التي نتواجد فيها منذ سنتين، والأحداث تدرجت عبر الوقت.

وكنا نعيش في أوساط الناس بوئام ومحبة وتناصر وتعاضد، وكنا أيضا نتجنب الصدام حتى تمادى الجيش ومرتزقته لحد إعدام أحد المجاهدين من أبناء لودر في الشارع أمام أعين الناس، وهو الأخ ‘وليد الزبيدي’ كما قاموا بأعمال دنيئة للغاية انتهكوا فيها حرمات البيوت وأسروا بعض أبناء المنطقة بحجة أنهم من ‘أنصار الشريعة’.

هذه هي قضية لودر، وهنالك مناطق متعددة لم نتصادم معهم ولم يقع بيننا وبينهم أي قتال، لأنهم كانوا أعقل من أن يستخف بهم الجيش وتغرر بهم المخابرات السعودية، فلم يقاتلونا، ونحن من طرفنا لن نقاتلهم ما داموا على ذلك. ليس عندنا رغبة في القتال لأجل القتال، هذه نقطة يجب أن تُفهم.

 إن كانت هذه هي نظرة الناس لكم في مناطق السيطرة فلماذا تقاتلكم القبائل؟

سؤالك يفترض حقيقة غير موجودة، نحن ذكرنا من قبل أن من يقاتلنا هم مجموعات مرتبطة بمصالح شخصية أو حزبية مع الدولة ومع جهات خارجية، وتلك المجموعات لا تمثل قبائلها. في شقرة مثلاً قبل عشرة أشهر كانت شخصيات عسكرية بلباس مدني تقاتلنا وقتلنا منهم ضباطا كبارا نُشرت أسماؤهم، والآن في مدينة لودر مرتزقة تقاتل جنباً إلى جنب مع الجيش بمدفعه ودبابته، وهي في النهاية لا تمثل القبائل، بل لنا تواصل مع كثير من القبائل التي أعلنت لنا بكل صراحة أنها لا تتدخل في هذه الحرب لا من قريب ولا من بعيد، على سبيل المثال من قبائل العواذل.

 رغم سهولة سيطرتكم على مناطق كثيرة في أبين إلا أنكم فشلتم في السيطرة على لودر.. لماذا؟

الحرب ليست لعبة، أنت تتجاوز سنة كاملة مثلاً من الجهاد والقتال المستمر والعنيف في إمارة زنجبار حتى وصلنا لهذه المرحلة التي انهارت فيها ألوية الجيش هناك. لا يكسب الحرب إلا الرجل الصبور الذي يعطي الأمور الوقت الكافي.

 ألا علاقة لهذا برحيل علي عبد الله صالح عن السلطة، على اعتبار أنه متهم بالتواطؤ مع القاعدة وتسليم المعسكرات لها ‘دون مقاومة تذكر’؟

يبدو أنك تصدق الروايات الهزيلة التي تعلق كل شيء على شماعة ‘صالح’. ظروف الحرب في لودر مختلفة ونحن نحاول أن لا يتأثر الناس المغلوب على أمرهم هناك والذين منعتهم لجان المرتزقة والجيش من النزوح لتستخدمهم كدروع بشرية.

 يقول البعض إنكم إذا فشلتم في السيطرة على لودر فستنجح اللجان الشعبية في السيطرة على كامل محافظة أبين.. إلى أي مدى هذا الكلام صحيح؟

الذي يقول هدا الكلام يظن واهماً أننا مجرد جماعة مسلحة، نحن أكبر من ذلك، لقد أصبحنا جزءا لا يتجزأ من نسيج هدا الشعب ولا يمكن بإذن الله تجاوزه وإلغاؤه.

 من هي هذه اللجان الشعبية ومن يقف وراءها؟

الأمر واضح، اللجان تقاتل جنباً إلى جنب مع الجيش واللواء 111، والجيش اليمني يدار حتى على مســتوى الإعـــاشـــة من قبل السـفير الأمريكي في صنعاء حسب ما صرح به في لقاء معه قبل أشهر.

 هل حاولتم التفاوض مع اللجان الشعبية في لودر؟ وهل تودون ذلك؟

لقد جاءنا بالفعل وفد وساطة من مشايخ ووجهاء القبائل وعرضوا التوسط بيننا وبين اللجان، ونحن من جانبنا لم نمانع وكان لنا شرطان، الأول: إخراج الجيش من لودر والثاني: تحكيم الشريعة الإسلامية في لودر، وللأسف بعد أن عرض الوسطاء ذلك على اللجان اعتذروا وقالوا: لا نستطيع تطبيق الشريعة في المدينة!!.

إذا فشلتم في السيطرة على لودر ما السيناريو المتوقع لمستقبل المعارك في المحافظة؟

أنت دائما تفترض الفشل، أقول لك لو كنا سنفشل لفشلنا مند زمن، نحن لا نقاتل بعدتنا وعتادنا المجردة، نحن نقاتل ومعنا الله، وليس عندنا ما نخسره، كل شيء سنضحي به في سبيل الله، نحن ثرنا على هذا الواقع المرير في اليمن مند زمن، ومع الربيع العربي استغلينا الفرصة وأعلنا أن هدفنا هو تحرير البلاد من سلطة الحكومة المركزية المرتدة الفاسدة لنحكم شرع الله على الأرض، والناس كلها لمست صدقنا، والآن الكل يشهد لنا أننا نغيث الملهوف ونطعم الجائع ونعين على نوائب الدهر… فلن يخزينا الله أبداً.

 أنتم في نظر الناس تريدون فرض سيطرتكم على منطقة يرفض أبناؤها سيطرتكم عليها.. ألا يعد هذا احتلالاً؟

تتحدث عنا وكأننا قدمنا من كوكب آخر، طليعة المجاهدين الذين يقاتلون في لودر هم من أبناء المنطقة وأنت زرتهم والتقيت بهم، الاحتلال الحقيقي هي قوات الجيش المتواجدة في لودر والتي كانت إلى زمن قريب تقتل أبناء المنطقة في لودر بدون أية حجة، وقصة أبناء الجعادنة قبل قرابة السنة لا تزال عالقة في أذهان الناس عندما قامت قوات اللواء 111 بقتل ثمانية منهم وإحراقهم حتى صاروا رمادا في نقطة الكهرباء بلودر، الناس لا تنسى هده الأحداث ونحن لم ننسها.

 ألن يشجع فشلكم في السيطرة على لودر باقي المناطق الرافضة لكم على أن تحذوا حذو لودر؟.

يا أخي الكريم، الكثير من المناطق في أبين وشبوة البيضاء وحضرموت تطلبنا بأن نتواجد فيها حتى نطبق الشريعة ونحفظ الأمن، الناس تحبنا في المناطق التي نتواجد فيها وقد اندمجنا معهم وأصبحنا نسيجا واحدا، الناس وجدت فينا الصدق والنزاهة والعدل، الناس هنا تعبت من الحرب بدون هدف وتفهم عواقب حرب مع جماعة غير تقليدية تؤمن بأهدافها وتسعى بكل ما تملك لتحقيقها.

 اللجان والجيش والحراك من الأرض، والطيران اليمني والأمريكي والسعودي من الجو.. ما الذي يمكنكم فعله، أو علامَ تراهنون في ظل هذه الظروف؟.

الذي يقول هذا الكلام هم أهل النفاق الذين لا يعرفون موازين الحرب الإلهية، السؤال يجب أن يوجه لهذا الخليط العجيب من اللجان والجيش والحراك وأمريكا والسعودية، ما الذي يمكنهم أن يفعلوه وهم يحاربون شريعة الله وأنصار دينه، سنة كاملة من الحرب في زنجبار، ماذا حققت هذه القوات بعدتها وعتادها؟، إنها تقف عاجزة أمام أولئك الذين يقاتلون مع الله ومن أجل تطبيق شريعته، (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) أنا أعلم أن هذا الكلام لا يستوعبه إلا أهل الإيمان، كان عليهم أن يستفيدوا من دروس زنجبار وكيف بدأت تنهار الألوية المتواجدة لأنها لا تقاتل من أجل مبدأ ولا عقيدة.

فشلتم في السيطرة على مدينة لودر وبدأتم تخسرون مدينة زنجبار.. هل يمكن القول إن العد التنازلي لوجود التنظيم في أبين مسيطرا قد بدأ؟

تتحدث عن الفشل وكأنك العليم الخبير، مع أن معطيات المعركة تختلف تماماً، فلودر لا تزال محاصرة ولم يستطع الجيش ولا مرتزقته أن يفعلوا شيئاً، مع كل ما يملكون من طيران ومدفعية وأموال ومكر، حتى إنهم أدخلوا الأمريكان كمشرفين على إدارة الحرب كما نشرت ذلك بعض وسائل الإعلام، في زنجبار مثلاً المجاهدون يهاجمون كتائب كاملة ويغنمونها بكل عتادها، ويقتلون العشرات ويأسرون العشرات مثل ما حدث في الكود، عن أي فشل تتحدث إذن في غير تلك الأرقام الفلكية الكاذبة التي تعلن في الإعلام طوال الفترة الماضية عن قتلى في صفوف ‘أنصار الشريعة’. وأرجو أن لا تؤثر عليك هذه الدعايات الكاذبة فأنت صحافي عصامي مستقل تستقي معلوماتك من الميدان.

 لكنكم خسرتم ما يزيد عن مئتي مقاتل في معارك لودر من بينهم قادة ميدانيون كبار؟

ـ قلت لك هذه أرقام فلكية فقط لرفع معنويات الجيش المنهارة، ولكن في النهاية يعلم الجميع أن الحقيقة في ميدان القتال خلاف ذلك، والمهم هو التقدم على الأرض أما الجعجعة الإعلامية فهي أسهل ما تكون في هذا الزمن.

 لماذا تنجحون في معارككم مع الجيش وتخفقون في معارككم مع القبائل؟

ـ عن أي قبائل تتحدث؟، الصورة مغلوطة في ذهنك إن كنت تقصد ما تقول فعلا، لقد كررنا لكم وقلنا إننا لم نقاتل في يوم من الأيام إلا مجموعات حزبية ذات مصالح شخصية لا تمثل قبائلها، نحن من أبناء القبائل ولنا أهل وعشيرة ونتحرك بكل أريحية بين أهلنا، والكل يعلم أن معركتنا هي فقط مع أمريكا ومع من وقف ويقف في صفها من الجيش ومرتزقتهم.

 في صف من و تحت أية راية يقاتلكم الحراك الجنوبي في لودر؟

ـ هذا هو الأمر الغريب والعجيب، فهؤلاء الذين صدعوا رؤوسنا بالحديث عن قوات الاحتلال الشمالي، وهؤلاء الذين يقولون إنهم يسعون للانفصال، رأينا بعضهم يقاتل في خندق جيش حكومة صنعاء، وتناسوا كل شيء، نحن من طرفنا ليست معركتنا مع الحراك الجنوبي ولكن في لودر دخلوا في حربنا مع الجيش. هذا ما يتعلق بحراك لودر .

المصدر / عدن اون لاين


الحجر الصحفي في زمن الحوثي