الرئيسية > محليات > سياسيون : تواجد القاعدة في جنوب اليمن دينيا وليس سياسيا

سياسيون : تواجد القاعدة في جنوب اليمن دينيا وليس سياسيا

p; يمن فويس - كتب – محمود الطاهر : فسر عدد من الخبراء في الشأن السياسي اليمني أن نشاط القاعدة في اليمن لم يكن وليد اللحظة ، وإنما هو مخططا له منذ فترة كبيرة لكون أهمية المنطقة وإستراتيجيتها الجغرافية لتكون منطلق إلى العالم ، لنشر الفكر المتشدد والسيطرة على مساحة واسعة من الكرة الأرضية لإعادة الحكم السالمي ، غير أن البعض من قيادة جنوب اليمن يرى أن لا وجود لتنظيم القاعدة في اليمن ، زاعما أن ذلك هو مخططا من قبل النظام اليمني السابق .   ويتهم معظم اليمنيين وغالبية قيادة الحراك الجنوبي في اليمن أن تواجد التنظيم في جنوب اليمن بالتحديد " اللواء علي محسن الأحمر " قائد الفرقة الأولى مدرع " المنشق عن الجيش اليمني .   ويقول قاسم الداعري لشبكة الإعلام العربية " محيط " : أن القاعدة ووجودها في اليمن وخاصة في الجنوب نتاج مشروع وأجندة من ورائها نظام علي عبد الله صالح ، بحيث تكون الورقة التي يلعب عليها في أوقات يراها أنها مناسبة له ،   ويرى المحلل السياسي اليمني محمد الخامري اعتقد انه استثمر الوضع الهش الذي تعيشه اليمن هذه الأيام والتماهي الأمني الحاصل، بل ولعب على بعض التناقضات السياسية الحاصلة بين طرفي المعادلة السياسية في البلاد لصالح تنفيذ أجندته الجهادية في التوسع والانتشار والسيطرة على بعض المناطق وإعلانها إمارات إسلامية.   عودة الإسلام   بالنسبة لتركزه في المناطق الجنوبية ير الخامري بأنه يمكن أن يفسر من زاويتين أو أكثر، فهو يمكن إن يكون له جانب ديني وهو الأرجح عندي تبعا للحديث الشريف الذي يحدد عدن وأبين بقوله صلى الله عليه وسلم (يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألفاً ينصرون الله ورسوله هم خير من بيني وبينهم) وبالتالي كلهم يعملون لان يكونوا هم هذا الجيش الذين ينصرون الله ورسوله، أما الزاوية الثانية فيمكن ان يكون بحسب الدعم اللوجستي الذي وجده من احد الأطراف السياسية الذي يملك المال والسلاح وأفسح له المجال للعمل في تلك المناطق.   وفيما يخص توافق أو خلال القاعدة مع القبائل يعتقد الخامري انه لا خلاف معلن بين السلطة والمشائخ حتى الآن على الأقل، وان أي خلاف ينشأ بين الطرفين يمكن إن يساهم في دعم هذا التنظيم وغيره من التنظيمات الايدولوجية وغيرها..   تواجد القاعدة أمرا اعتياديا   أما المحلل الاستراتيجي والسياسي اليمني الأستاذ عبد الباسط الشميري قال لشبكة الإعلام العربية " محيط " بأن تنظيم القاعدة لم يكن طارئ أو جديد على المشهد اليمني إطلاقا بل إن عناصر تنظيم القاعدة تواجدت في اليمن مثلها مثل بلدان أخرى عديدة في المنطقة ومنذ التسعينات من القرن الماضي و كانت تبرز تارة في مناطق الجنوب اليمني وتارة أخرى في شرق اليمن وكانت أول عملية تنفذها طائرة أمريكية على الأراضي اليمنية في العام 2002-2003م عندما تم استهداف أبو علي الحارثي في محافظة مأرب شرق اليمن وتعد من المحافظات الشمالية وقبل ذلك ما أحدثته كتائب أو جيش أبين الإسلامي وأبو حمزة المصري وما تلا ذلك من عمليات متفرقة هنا وهناك في الجنوب والشمال، وأشار الشميري بأن القاعدة كانت تهدأ نوعا ما سرعان ما تعود لتمارس نشاطها الإرهابي ، غير أن رئيس تحرير صحيفة الشموع الأهلية المستقلة في اليمن يعتقد تواجد القاعدة في الجنوب يعود للمساحة الواسعة للتنقل وخاصة في مناطق غير مأهولة بالسكان أحيانا؛ ولقربها من المياه الإقليمية الدولية للقرن الإفريقي وبالأخص الصومال فبعد سقوط دولة سياد بري في بداية التسعينات وبقاء البلد بلا دولة ففتح الباب واسعا لتحل العناصر الإرهابية في هذا البلد وتعتبر الصومال مركزا ومنطلقا للعناصر الإرهابية.   ومنذ فترة طويلة وسواحل المحافظات اليمنية في الجنوب طويلة جدا مما يسهل عمليات التهريب سواء تهريب البشر أو المواد الممنوعة كالحشيش والهروين والمخدرات والتي تعد اليمن كمحطة ترانزيت للمهربين ودول الإقليم تعرف جيدا مثل هذا لكنها تقاعست في السابق من الإسهام في تطوير ودعم قوات خفر السواحل اليمنية أو أنها لم تكن تثق ربنا بنظام صالح فلم تعر الأمر اهتمامها لهذا نقول أن امتداد سواحل اليمن البالغة أكثر من 2300 كيلو متر من البحر الأحمر ومرورا بباب المندب وخليج عدن ثم المحيط وحتى الحدود البحرية لسلطنة عمان أمراً يصعب معه السيطرة عليها وفي ظل وضع أمنى هش كاليمن سواء أثناء فترة حكم علي صالح أو بعد رحيله بالنسبة للقبائل لا احد يمكنه أن يتهم طرفا بمساندة أو دعم القاعدة لكن لا احد أيضا يمكن إن ينكر إن بعض القبائل اليمنية ساهمت بشكل أو بآخر بتغلغل أفراد من القاعدة في اليمن سواء في مأرب أو شبوة أو الجوف أو مناطق أخرى بعيدة في الجنوب أو الشمال والسؤال الذي يصعب الإجابة عليه فعلا لماذا هذا التواجد الكبير لعناصر القاعدة في هذا التوقيت بالذات وبهذه الأعداد الكبيرة فالسيد برينان مساعد الرئيس الأمريكي لمكافحة الإرهاب يقول في تصريح سابق له إن أعداد تلك العناصر يزيد ألف شخص بينما كانت الأرقام تشير إلى المئات بما لا يزيد عن ثلاثمائة عنصرا فهل سقوط النظام أفسح المجال لها أم ماذا ؟ هذا من ينبغي التنبه له والإشارة إليه في هذا التوقيت العصيب من تاريخ اليمن الحديث ؟

الحجر الصحفي في زمن الحوثي