يمن فويس – متابعة :

كشفت صحيفة أسبوعية التي يعتبرها الكثير من المراقبين مقربة جدا من الدكتور عبدالكريم الإرياني عن العديد من أسرار وتفاصيل المفاوضات التي سبقت تسليم اللواء الثالث حرس جمهوري والوساطات التي قام بها الدكتور الإرياني وجمال بن عمر وعدد من الدبلوماسيين العرب والأجانب .. وفيما يلي نص التقرير الذي تم نشره قبل تسليم اللواء ..

أكدت مصادر موثوقة للوسط أن مسألة مغادرة الرئيس السابق لم تطرح خلال الفترة الماضية بسبب عدم رد دولة الإمارات على طلب كان قد تقدم به صالح لمنحه الإقامة قبل أكثر من شهرين

وأكد مصدر دبلوماسي لـ"الوسط" أنه وبرغم التدخل الإمريكي الرفيع لدى الإمارات بقبول الطلب إلا أنها لم ترد عليه.

إلى ذلك تعثرت الوساطة التي قادها المبعوث الأممي جمال بن عمر والدكتور عبدالكريم الإرياني خلال اليومين الماضيين لحل مشكلة استلام وتسليم اللواء الثالث مدرع حرس جمهوري، وقالت مصادر موثوقة لـ"الوسط" إن الرئيس التقى بن عمر ومعه الإرياني مساء الاثنين الماضي بغرض التوصل إلى حل ينهي القضية بعد أن كان قد تم الاتفاق في الأيام الماضية على أن يسلم طارق صالح اللواء لخلفه المعين الحليلي بشكل رسمي ومعلن مقابل ان يعين الأول قائدا للواء المكلف بحراسة رئيس المؤتمر وتم التوافق على تعيين بديل للحليلي خلال أسابيع يتم التوافق عليه إلا أنه وبحسب ذات المصادر فإن الرئيس عاد واشترط ضرورة تنفيذ القرار بدون شروط وأن يستلم الحليلي اللواء الثالث على الواقع وليس إعلاميا وهو ما استدعى عودة بن عمر والإرياني صباح يوم أمس الثلاثاء للقاء رئيس المؤتمر الذي أكدت المصادر أنه رفض وبشكل قاطع تسليم اللواء للحليلي وتمسكه بالحل الذي كان تم الاتفاق عليه والذي قضى بأن يتسلمه إعلاميا وخلال أسابيع يقوم قائد الحرس بالتشاور مع وزارة الدفاع بترشيح ثلاثة أسماء يختار الرئيس أحدهم كقائد للواء الثالث.

تصميم صالح على عدم تسليم اللواء للحليلي أرغم بن عمر على مكاشفته بأنه لا يستبعد أن يصل الأمر إلى مجلس الأمن في حالة استمر بالرفض.

إلى ذلك وفيما مدد بن عمر بقاءه في اليمن إلى السبت القادم غير مستبعدا التوصل إلى حل بديل يتم التوافق عليه خلال اليوم أو غدا في ظل رفض كل طرف التنازل، حيث يصمم هادي على إمضاء قراراته كرئيس.

بينما يعتبر صالح أن تسليم اللواء لمن يعتبره حليفاً لعلي محسن فيه تسليم لرقبته ورقاب أسرته.

وعلمت "الوسط" ان طارق صالح كان قد أبلغ الرئيس عبر وسطاء عن التزامه بتنفيذ أي قرار يصدر منه وبالذات بعد مغادرته مقر اللواء الثالث.

يأتي ذلك في ظل دعوات وجهها قائد الحرس الجمهوري للملحقين العسكريين للحضور إلى مقر قيادات الحرس الخميس القادم في ظل تكتم عن أسباب الدعوة وما إذا كانت لها علاقة بتسليم اللواء من عدمه.

وإذ مثلت القرارات التي اتخذها الرئيس وبالذات في السلك العسكري امتعاض طرفي الصراع المهيمنين على الجيش وبالذات الرئيس السابق الذي طالت أقاربه فقد علمت "الوسط" أن تسليم قائد الجوية تم بعد أن هدد الرئيس بالإعلان عن المعرقلين لقراراته رسميا وهو ماكان سيؤدي إلى عقوبات دولية.

و كان أيضا قد وجه بنقل اللواء الثالث مدرع إلى أبين لمساعدة بقية الألوية في حصار القاعدة بغرض الضغط على صالح لدفعه لتنفيذ قراراته وبالذات تسليم قيادة الجوية قبل أن يتدخل وسطاء بالإبقاء عليه مقابل مغادرة طارق قيادة اللواء وتسليمه لأركان حربه وإن بشكل رسمي حتى يتم تسوية وضعه العسكري.

وعقب ذلك وجه الرئيس بإرسال لواءين بديلين من الحرس إلى أبين قبل عدة أسابيع إلا أن التوجيه لم ينفذ بسبب تأخر وزارة الدفاع بتسليحه بحسب مصدر عسكري.

وعلى ذات السياق علمت "الوسط" من مصادر دبلوماسية أن سفراء غربيين التقوا الأربعاء الماضي قائد الحرس لحثه على إرسال اللواءين وأنه قد وعد بإرسالهما خلال أيام.

وكان ذات السفراء قد التقوا قائد الفرقة الذي وعد بإرسال لواء مشترطا أولا قيام قائد الحرس بإرسال قوة مماثلة.

يشار إلى أن اللواء علي محسن كان قام بإرسال اللواء 135 إلى أبين والذي قالت مصادر عسكرية أنه لواء مستحدث من المجندين الجدد الذين لم يتدربوا على القيام بمهمات قتالية كالتي تجري في أبين.

هذا وكان قد كشف سفير الاتحاد الأوروبي في لقاء أجرته معه الوسط قبل عدة أسابيع عن توجه للرئيس بإرسال ألوية للجنوب للحفاظ على الوحدة.

صحيفة الوسط العدد 381