الرئيسية > محليات > مؤسسة السعيد بتعز تحاضر عن قيمة التسامح وأبعاده الحضارية بين الرؤية الإسلامية والرؤية الفلسفية الغربية

مؤسسة السعيد بتعز تحاضر عن قيمة التسامح وأبعاده الحضارية بين الرؤية الإسلامية والرؤية الفلسفية الغربية

يمن فويس – أبو عمرو :

ضمن فعاليات مهرجان السعيد الثقافي أقيمت اليوم على قاعة منتدى السعيد الثقافي بتعز فعالية المحاضرة الخاصة بعنوان "قيمة التسامــــح وأبعاده الحضارية بين الرؤية الاسلامية والرؤية الفلسفية الغربية" ألقاها الأستاذ الدكتور عبد الله محمد علي الفلاحي أستاذ الفلسفة بجامعة اب والفائز بجائزة المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم للعلوم الاسلامية مناصفة في الدورة الرابعة عشرة لعام 2010م.

وقال المحاضر في سياق محاضرته بان التاريخ يشير إلى ظهور فكرة التسامح في الثقافات الشرقية القديمة التي تجسدت بالتعاليم البوذية والكونفوشيوسية في حضارات  الصين والهند واليابان ، وفكر وادي الرافدين ، ومصر القديمة قبل اليونان ، وأضاف : من خلال استعراض النماذج التاريخية لقيمة التسامح في الحضارتين الإسلامية والغربية ، ظهر أن الإسلام بتشريعه الإلهي قد قدم أروع الشواهد التنظيرية والعملية للتسامح ، وعلم الإنسانية قيمة الإنسان وكرامته وأهمية التسامح في تشييد أركان الحضارة الإنسانية في الوقت الذي شهدت البشرية تجارب مريرة في حياتها من القسوة والعنف والاضطهاد قبل أن يأتي الإسلام ، مؤكدا بان ذلك هو ما اعترف به خصوم الإسلام والمسلمين من دعاة الحضارة الغربية الحديثة والمعاصرة

وأردف بأن واقع الحال اليوم الذي يظهر فيه مفهوم التسامح في الإسلام تكمن في أن  مشكلة غياب التسامح أو تراجع ثقافته بين البشر على اختلاف مللهم اليوم  يرجع إلى تحول الفكر أو النظرية الدينية أو الفلسفية من عقيدة ومعرفة وقيمة خالصة ، جاءت بها الكتب السماوية إلى أيديولوجيا محرفة ، وموجهة برغبة الناس ، وأهوائهم بصفة عامة ، وعند أهل القوة والسلطة و النخب المثقفة والجماهيرية بصفة خاصة

منوها بأن  العولمة اليوم ، هي نوع من الاستعمار المقنع التي تفرض على الغير وتتعامل معه بنوع من اللاتسامح  لأنها رغبة في محو ثقافات و حضارات شعوب ، و السيطرة على ثروتها , وقال  هناك عنف مسلط على الأشخاص من قبل السلطة الحاكمة  وهو نوع من الموقف اللا متسامح  الذي يأخذ شكلاً سياسياً واقتصادياً وفكرياً  فلا يمكن التساهل معه  لأنه سلب لإنسانية الإنسان ، و حقوق الأفراد.

واختتم المحاضر بالتأكيد على أن  قيمة التسامح والأبعاد الحضارية هي ثقافة شبه غائبة عن الأذهان والممارسة اليومية مع أنفسنا  أو مع غيرنا وأضاف "كم نحن بحاجة إلى نشر هذه الثقافة  حتى تتحول في وجداننا وعقولنا كجزء من هويتنا الذاتية ، وعقيدتنا التي ندين بها لله وحده

وقد أثريت المحاضرة بالعديد من المداخلات والمناقشات من قبل الحضور أكاديميين ومثقفين ومهتمين بالشأن الثقافي والإسلامي.

أدار المحاضرة الدكتور علي غانم أستاذ الأدب الحديث بجامعة تعز


الحجر الصحفي في زمن الحوثي