الرئيسية > محليات > القدس العربي : مبعوث الأمم المتحدة يبدأ مهمة صعبة لنزع فتيل الأزمة بين صالح وهادي

القدس العربي : مبعوث الأمم المتحدة يبدأ مهمة صعبة لنزع فتيل الأزمة بين صالح وهادي

يمن فويس - بدأ المبعوث الخاص للأمم المتحدة حول اليمن جمال بن عمر مهمته أمس في صنعاء لنزع فتيل الأزمة الناشبة بين الرئيس عبدربه منصور هادي والسابق علي عبد الله صالح، إثر رفض قادة عسكريون من عائلة صالح الانصياع لقرارات هادي بالانتقال من مواقعهم العسكرية إلى مواقع أخرى أقل أهمية.

وأخمدت زيارة بن عمر لليمن أمس معركة كانت على وشك النشوب بين صالح وهادي، إثر إصرار الأخ غير الشقيق لصالح قائد القوات الجوية اللواء محمد صالح الأحمر، على عدم تسليم موقعه القيادي للمعيّن مؤخرا من قبل هادي، اللواء راشد ناصر الجند.

وظلت المواجهات والمناورات ملتهبة بين هادي وأتباع صالح منذ السادس من الشهر الجاري، حين دشن هادي اولى خطوات إعادة هيكلة الجيش التي تستهدف إقصاء أفراد عائلة صالح من المواقع الحساسة والهامة في مؤسسات الجيش والأمن، ووصلت خلال اليومين الماضيين إلى درجة المواجهة إثر انسداد الأفق بين صالح وهادي وانقطاع حبال التواصل بينهما.

وعلمت (القدس العربي) من مصادر دبلوماسية غربية أن صالح لا زال يتعامل مع الآخرين على أساس وضعه السابق كرئيس للبلاد، بينما تثير هذه التصرفات حفيظة هادي، والذي قرر مؤخرا اتخاذ مواقف حاسمة حيال تصرفات صالح وافراد عائلته، ورفض استقبال صالح أو تلقي أي اتصال منه خلال الأيام الماضي، وبدأ فعليا مطلع الشهر الجاري استخدام سلطاته الرئاسية بثبات وحزم، خاصة وأنه يحظى بتأييد ودعم شعبي محلي ودبلوماسي إقليمي ودولي.

وأكدت أن هناك توجه جاد لفرض عقوبات أوربية على محمد صالح الأحمر، إثر رفضه لقرارات هادي بتسليم قيادة القوات الجوية لخلفه، واعتبروا تصرفاته بأنها محاولة لـ(الابتزاز) السياسي.

وقالت إن رئيس بعثة الاتحاد الأوربي بصنعاء السفير ميكليه سرفونه دورسو بدأ عمليا تحريك هذه العملية أوروبيا للبدء في اتخاذ إجراءات فرض عقوبات على الأحمر وربما خيارات لعقوبات أخرى إذا ما استمر في رفضه للقرار الرئاسي الذي يأتي في إطار تنفيذ المبادرة الخليجية لإعادة هيكلة الجيش والمتفق على بنودها سلفا بين كل الأطراف السياسية.

وبدأ بن عمر زيارته لصنعاء أمس بلقاء الرئيس هادي للإطلاع على آخر مستجدات الوضع السياسي والعسكري والأمني في البلاد، والعوائق التي واجهت هادي خلال الأيام الماضية حيال إعادة هيكلة الجيش والصعوبات التي يواجهها حاليا من افراد عائلة صالح.

وجاءت زيارة بن عمر لليمن من أجل الدفع بعجلة تنفيذ المبادرة الخليجية للأمام بعد أن واجهت العديد من المعوقات واصطدمت بـ(حجرة عثرة) عديدة لم تكن في الحسبان خاصة بعد انتقال السلطة بسلالة من صالح إلى هادي في شباط (فبراير) الماضي.

وفسّرت المصادر الرسمية اليمنية زيارة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر بأنها تأتي 'في إطار متابعة الأمم المتحدة الدوري لسير تنفيذ التسوية السياسية في اليمن، المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014'.

وقالت مصادر الرئاسة اليمنية أن هادي بحث مع بن عمر 'جملة التطورات والمستجدات على مختلف الصعد الأمنية والسياسية والاقتصادية وما تحقق على صعيد ترجمة التسوية السياسية التي انطلقت مرحلتها الثانية بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في 21 شباط (فبراير) الماضي والتي اختار فيها الشعب اليمني طريق السلام والوئام والخروج من الأزمة الطاحنة التي نشبت مطلع العام الماضي والخروج من تلك الأزمة بحل سياسي أجمعت عليه كل الأطراف على المستوى الوطني، وأيده المجتمع الدولي بأسره'.

ونسبت إلى المبعوث الأممي قوله 'إن الأعباء الكبيرة التي حملها الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي على عاتقه بإجماع كل الأطراف التي توافقت على ذلك يجب عليها اليوم أن تكون عونا صادقا له دون تسويف أو تلكؤ وتنفيذ كل ما يصدر من قرارات وتوجيهات وخطوات تهدف إلى حلحلة الأزمة وخروج اليمن إلى بر الأمان'.

وأضاف 'إن المجتمع الدولي كله يقف مع الرئيس عبد ربه منصور هادي من أجل تنفيذ التسوية السياسية في اليمن وفقا لما هو مرسوم في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والقرار 2014'.

القدس العربي


الحجر الصحفي في زمن الحوثي