الرئيسية > عربية ودولية > مؤرخ أمريكي: ما يجري في غزة ناتج عن اقتحام الإمبريالية للشرق الأوسط

مؤرخ أمريكي: ما يجري في غزة ناتج عن اقتحام الإمبريالية للشرق الأوسط

" class="main-news-image img

قال مقال نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية للمؤرخ الأمريكي من أصول فلسطينية، رشيد الخالدي، إن حرب غزة "لا نستطيع أن نفهمها على النحو الصحيح، إلا في سياق الحرب التي دامت قرنًا من الزمان على فلسطين".

 

وأضاف الخالدي في مقاله، أن الأحداث المروعة التي وقعت خلال الأشهر الستة الماضية، ليست فريدة من نوعها، ولا تقف خارج حدود التاريخ، رغم الجهود التي تبذلها إسرائيل لإنكار أهمية السياق، وتفسير الحرب وفق الخصائص "البربرية" التي يتسم بها أعداؤها، من وجهة نظرها.

 

وأشار الكاتب إلى التغيرات التي طرأت في أعقاب حرب 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مؤكدًا أن الحرب "قابعة فوقنا مثل سحابة سوداء ساكنة، تزداد قتامة، وتنذر بالخطر مع مرور أسابيع لا نهاية لها من الرعب، الذي ينكشف أمام أعيننا".

 

 

نكبة جديدة

ولفت الكاتب إلى حديث بعضهم الذي اعتبر أن ما حدث كان بمثابة "11 سبتمبر" في إسرائيل، ونكبة جديدة، وإبادة جماعية غير مسبوقة بالنسبة للفلسطينيين، مؤكدًا أن حجم الأحداث واللقطات المباشرة للفظائع والدمار الذي لا يمكن تحمله لم يسبق لها مثيل.

 

وقال "إننا نعيش في مرحلة جديدة، حيث ماتت عملية أوسلو المقيتة ودُفنت، وحيث تشتد حدة الاحتلال والاستعمار والعنف، وحيث يُداس القانون الدولي، وتتحرك الصفائح التكتونية الثابتة ببطء".

 

وأردف: "إن الفظائع التي نشهدها لا يمكن فهمها حقًا، إلا باعتبارها مرحلة كارثية جديدة من حرب مستمرة منذ عدة أجيال".

 

وكشف أنه بصدد طرح كتاب جديد باسم "حرب المئة عام على فلسطين" مشيرًا إلى أن الأحداث التي وقعت في فلسطين منذ عام 1917 نتجت عن حرب متعددة المراحل، شنتها القوى العظمى الراعية للحركة الصهيونية على السكان الفلسطينيين الأصليين، وهي حركة كانت استعمارية استيطانية في الوقت نفسه، بالإضافة إلى الحركة القومية التي تهدف إلى استبدال الشعب الفلسطيني في وطن أجداده، وتحالفت هذه القوى فيما بعد مع الدولة القومية الإسرائيلية التي انبثقت عن تلك الحركة.

 

وشدد الخالدي على أن الفلسطينيين قاوموا بشدة اغتصاب بلادهم طوال هذه الحرب الطويلة؛ ما يفسر الإطار التاريخي والوحشية التي شهدناها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

 

 

الإمبريالية

ورأى الكاتب أن "ما نشهده ليس مجرد صراع قديم بين العرب واليهود، مستمر منذ زمن سحيق، وليس مجرد صراع بين شعبين، إنما هو نتاج حديث لاقتحام الإمبريالية الشرق الأوسط، وصعود قوميات الدولة القومية الحديثة، العربية واليهودية منها على حد سواء".

 

وتابع: " إن الصراع نتاج الأساليب الاستعمارية الاستيطانية الأوروبية العنيفة، التي استخدمتها الصهيونية، لتحويل فلسطين إلى أرض إسرائيل، على حد تعبير أحد القادة الصهيونيين الأوائل، زئيف جابوتنسكي؛ وهو نتاج المقاومة الفلسطينية لهذه الأساليب".

 

وأوضح الكاتب، أن "هذه الحرب لم تكن قط حربًا عادلة بين الصهيونية وإسرائيل من جهة، والفلسطينيين من جهة أخرى، وكانت مدعومة في بعض الأحيان من قبل جهات فاعلة عربية وغيرها".

 

وأردف: " لقد انطوت هذه الحرب دائمًا على تدخل هائل من جانب القوى العظمى إلى جانب الحركة الصهيونية وإسرائيل: بريطانيا حتى الحرب العالمية الثانية، والولايات المتحدة وغيرها منذ ذلك الحين".

 

وشدد على أن هذه القوى العظمى لم تكن قط وسيطًا محايدًا أو نزيهًا في الصراع، لكنها كانت دائمًا مشاركًا نشطًا في هذه الحرب دعمًا لإسرائيل، مثلما لم يكن هناك أي تكافؤ بين الجانبين، بل بدلًا من ذلك اختلال كبير في التوازن لصالح الصهيونية وإسرائيل.

 

ورأى الكاتب أن ذلك تأكد بشكل صارخ من خلال الأحداث التي تلت 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع وجود اختلال واضح بتوازن القوى في المستويات غير المتناسبة من الموت والدمار والتشريد، حيث تبلغ نسبة القتلى الفلسطينيين إلى الإسرائيليين الذين قتلوا حتى الآن حوالي 25 إلى 1.

 

وتابع الخالدي: "وفي حين أن تصرفات حماس وإسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي قد تبدو وكأنها تمثل تغييرًا أو خروجًا، إلا أنها تتسق مع عقود من التطهير العرقي الإسرائيلي والاحتلال العسكري وسرقة الأراضي الفلسطينية، ومع أعوام من الحصار والحرمان لقطاع غزة، ومع عنف في كثير من الأحيان".


الحجر الصحفي في زمن الحوثي