الرئيسية > دنيا فويس > غزّيون فرقتهم الحرب: لا نعلم شيئا عن مصير أهلنا

غزّيون فرقتهم الحرب: لا نعلم شيئا عن مصير أهلنا

" class="main-news-image img

فرّقت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكتوبر تشرين الأول الماضي بين أفراد العائلة الواحدة، بعد أن قسمت القطاع إلى نصفين شمالًا وجنوبًا.

 

وتحرم الحواجز العسكرية الإسرائيلية مئات الآلاف من النازحين في جنوبي قطاع غزة من العودة إلى بيوتهم أو الالتئام مع عائلاتهم شمالي القطاع.

 

حليمة شهاب، فلسطينية من شمالي قطاع غزة تعيش مع زوجها في مخيم النصيرات وسط القطاع، تقول: "يفصلني عن عائلتي الموجودة في شمال غزة بضعة كيلومترات، تحتاج بالسيارة إلى أقل من ربع ساعة لرؤيتهم واحتضانهم".

 

وأضافت لـ"إرم نيوز": "لا يمكن تخيل أن تغيب عن عائلتك التي لا تبعد عنك سوى بضعة كيلومترات وأن يتم حرمانك من رؤيتهم لستة أشهر من دون ذنب".

 

 

وعن معاناتها وعائلتها جراء الحرب تقول: "قصف بيت جدي والد أمي واستشهد قرابة 50 شخصًا من أخوالي وأولادهم وزوجاتهم في منطقة جباليا البلد، ولم أتمكن من وداعهم أو مواساة والدتي في استشهاد أشقائها والتخفيف عنها في هذه الظروف القاسية".

 

وأكملت السيدة شهاب: "لقد ولدت طفلتي الأولى قبل شهرين من الحرب، واليوم شارفت على المشي ونطق بعض الكلمات ولم يرها جدّاها مطلقًا، لا على الواقع ولا بشكل افتراضي؛ لعدم توفر إنترنت ووسائل تواصل باستمرار".

 

وتساءلت: "إلى متى سيستمر هذا الحال وتبقى هذه المسافات القصيرة جدًا تفصلنا عن أقرب الناس لنا وتحرمنا من رؤيتهم؟ حيث يقتلنا الجنود الإسرائيليون في حال فكرنا في الوصول إلى الحاجز العسكري".

 

وأعربت عن أملها في أن تقف هذه الحرب فورًا، وأن ترى عائلتها والالتقاء بها، وأن ترى أمها طفلتها الأولى التي لا تعرف حتى كيف أصبح شكلها.

 

من جهته، قال سعيد شومر من مدينة غزة: "نزحت مع زوجتي وأطفالي بعد أن عشنا ليالي تشبه أهوال يوم القيامة جرّاء شدة القصف الإسرائيلي على منطقتنا بشكل جنوني".

 

وأضاف: "كان الموت يحيط بنا من كل جانب قبل أن نجد فرصة للنزوح مع المئات من الجيران باتجاه شارع صلاح الدين، ومنه إلى جنوب وادي غزة مرورًا بالحاجز العسكري".

 

 

وتابع: "وصلت إلى جنوب الوادي واستأجرت شقة في مخيم النصيرات كأقرب نقطة لشمال الوادي يفصلها حاجز عسكري إسرائيلي، وأعيش فيها مع زوجتي وأطفالي منذ نحو خمسة أشهر، لم أرٓ فيها والديّ أو أشقائي".

 

وأكمل شومر: "أستطيع أن أرى من سطح البناية التي استأجرتها ملامح المنطقة التي تعيش فيها عائلتي، إلى جانب مشاهدة ألسنة الدخان المتصاعدة من المنطقة بفعل القصف الإسرائيلي على تلك المناطق، من دون المقدرة على الوصول إليهم، حيث يفصلنا حاجز الموت الذي إن فكرت باجتيازه أو الاقتراب منه سيكون الثمن الموت المحقق".

 

وأكدّ شومر خلال حديثه: "أكثر ما أحزنني هو قدوم شهر رمضان بعيدًا عن عائلتي، وقد اعتدنا فيه أن نتشارك مائدة الإفطار طوال الشهر، ودعوة الأخوات والأنساب وسط أجواء من الألفة والمحبة".

 

وختم حديثه: "هذه المرة، لم نعش مائدة إفطار واحدة، ولا أعلم ما هو حالهم في ظل انعدام الغذاء والمجاعة التي يعيشها سكان شمال وادي غزة؛ بسبب منع الجيش الإسرائيلي شاحنات المساعدات من الدخول وقصفها بشكل مستمر".

 

 


الحجر الصحفي في زمن الحوثي