الرئيسية > منوعات > هل نبالغ في تحديد قدرات ومخاطر "التزييف" عبر الذكاء الاصطناعي؟

هل نبالغ في تحديد قدرات ومخاطر "التزييف" عبر الذكاء الاصطناعي؟

" class="main-news-image img

تستخدم في الكثير من الأحيان تقنية التزييف العميق عبر الذكاء الاصطناعي لإلحاق الضرر، ولكن الأساليب الحالية المصممة لتقليل الاحتيال أو منعه يجب أن تكون كافية للحماية من هذه التكنولوجيا.

 

وفي العصر الرقمي الذي نعيشه اليوم، أصبح الخط الفاصل بين الواقع والخيال غير واضح، حيث أثار ظهور تقنية التزييف العميق مخاوف كبرى، وجدلاً عميقاً بشأن صحة المحتوى المرئي.

 

ونظرًا إلى أن العناصر المرئية المتلاعب بها أصبحت أكثر تعقيدًا، إلا أنه من الضروري فهم التكنولوجيا الأساسية وتأثيرها المحتمل، خاصة وأن ظهور التزييف العميق له آثار عميقة على جوانب مختلفة من المجتمع، بما في ذلك السياسة، والصحافة، والترفيه، والخصوصية الشخصية. 

 

ومن خلال الضوابط المناسبة والمضمونة والبقاء في حالة تأهب لاحتمال حدوث محاولة احتيال جيدة الصياغة، يجب أن نكون قادرين على تجاوز هذه العاصفة، وبالتالي إذا كنت منتبهًا، فلا يوجد سبب يجعلك تنخدع بالتزييف العميق.

 

يذكر أن تقنية التزييف العميق ليست جديدة تمامًا، بل تم استخدامها لسنوات في استوديوهات أفلام هوليوود، ولكنها الآن متاحة للجميع من خلال التطبيقات التجارية، ما أدى إلى زيادة حجم المحتوى المزيف المتداول على الويب.

 

وعندما يتم استخدام تقنية التزييف العميق بهدف الترويج للمعلومات الخاطئة والمضللة، هناك دائماً ما يشعرنا بالراحة في معرفة أنه يتم تطوير أدوات من شأنها اكتشاف مقاطع الفيديو المعدلة بواسطة الذكاء الاصطناعي. 

 

وفي السياق ذاته، ما يبث الأمل أيضًا هو تلاقي عمالقة التكنولوجيا مثل "غوغل"، و"ميتا"، و"OpenAI"، و"مايكروسوفت" وغيرها من الشركات، على أنه يجب إنشاء طرق جديدة للحد من انتشار التزييف العميق، مثل إضافة علامات غير مرئية تسمى علامات مائية على المقاطع والصور التي يتم إنشاؤها أو تعديلها باستخدام التزييف العميق والذكاء الإصطناعي

 

ومن العوامل المطمئنة أيضاً، هو أن قاعدة اقتراحات جديدة نصّتها لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية ستدخل حيز التنفيذ في وقت قريب للمساعدة على حظر عمليات الاحتيال من خلال الذكاء الاصطناعي.

 

كما ستبدأ شركة ميتا قريبًا في تصنيف الصور المزيفة بعمق أو الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي المنشورة على منصاتها على "فيسبوك"، و"إنستغرام"، و"Threads" على أنها "متخيلة باستخدام الذكاء الاصطناعي"، للتمييز بينها وبين المحتوى الحقيقي.

 

وإلى جانب انتشار الوعي الفردي لدى مستخدمي الإنترنت، بحيث أصبح أغلبية الأشخاص يقومون بالتحقق من أصالة المحتوى قبل المشاركة، ولهذا دور أساسي في تقليل المخاطر التي يشكلها التزييف العميق.

 

وأصبح اكتشاف التزييف العميق صعبًا على نحو متزايد، إلا أنه ليس أمرًا مستحيلاً، وفي ما يلي أبرز الطرق:

 

برنامج لاكتشاف تعديلات الذكاء الاصطناعي

 

 يقوم هذا النوع من البرامج بتحليل البصمات الرقمية التي يتركها المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي؛ لتحديد ما إذا كان قد تم التلاعب بالصورة، أو الفيديو، أو الملف الصوتي.

 

العلامة المائية المدعومة بالذكاء الاصطناعي

 

تتضمن هذه التقنية إضافة معرف فريد إلى الصورة أو النص الذي يحدد أصلها. وهذا يجعل من السهل تتبع المصدر، ما يمكن أن يساعد في تحديد صحتها.

 

مصدر المحتوى

 

تهدف هذه الإستراتيجية إلى توضيح مصدر الوسائط الرقمية، الطبيعية منها والاصطناعية. ويساعد الاحتفاظ بسجل لمصادر الوسائط وتاريخها الأشخاص على اكتشاف ما إذا كان شخص ما قد تلاعب بها.

 

مع عدم وجود معايير عالمية لتحديد المحتوى الحقيقي أو المزيف، يمكن لأجهزة الكشف ألا تلتقط كل شيء، حيث يجب التركيز على تفاصيل أخرى من شأنها المساعدة على التمييز بين المحتويين الحقيقي والاصطناعي، ومنها:

 

الوجه والجسم

 

 تقتصر معظم عمليات التزييف العميق على بدائل الوجه. من هنا، فإن إحدى طرق اكتشاف التزوير هي تحديد التناقضات بين نسب الجسم والوجه، أو بين تعابير الوجه وحركات الجسم أو وضعياته.

 

طول الفيديو

 

 يتطلب التزييف عالي الجودة عدة ساعات من العمل والتدريب على الخوارزمية؛ لذلك عادةً ما تكون مقاطع الفيديو المزيفة مدتها بضع ثوانٍ إلى دقائق معدودة فقط.

 

صوت الفيديو

 

 توجد برامج لإنشاء أصوات مزيفة. كن حذرًا إذا كان الفيديو لا يحتوي على صوت أو يحتوي على صوت لا يتطابق مع الصورة، وخاصة حركة الشفاه.

 

داخل الفم

 

تقنية التزييف العميق ليست جيدة جدًّا في إعادة إنتاج اللسان والأسنان وتجويف الفم عندما يتحدث الشخص؛ ولذلك فإن التمويه داخل الفم يدل على صورة زائفة.

 

تفاصيل أخرى

 

 التفاصيل هي نقطة الضعف في برنامج التزييف العميق؛ لذلك يمكننا اكتشافها من خلال التركيز على الجوانب الصغيرة، مثل الظلال الباهتة حول العينين، وشعر الوجه غير الواقعي، والجلد الناعم أو المتجعد بشكل مفرط، والشامات الوهمية، ولون الشفاه غير الطبيعي.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي