الرئيسية > عربية ودولية > مصر بوابة مهمة للبرازيل لتعزيز شراكتها مع أفريقيا

مصر بوابة مهمة للبرازيل لتعزيز شراكتها مع أفريقيا

" class="main-news-image img

تعد مصر بوابة مهمة بالنسبة للبرازيل لتعزيز العلاقات مع قارة أفريقيا، وفي هذا الإطار تندرج زيارة الرئيس لولا دا سيلفا إلى القاهرة، والتي أظهرت توافقا كبيرا بين البلدين سواء تجاه الرغبة في تطوير العلاقات الثنائية والانتقال بها إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، أو تجاه رؤية كليهما حيال التحديات الإقليمية والدولية الطارئة ومنها الحرب الدائرة في غزة.

 

وقال الرئيس البرازيلي إنه ناقش مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي “الموضوعات والإجراءات التي من شأنها جعل تعاوننا ينمو مرة أخرى في المجال الثنائي ويتوسع في المحافل متعددة الأطراف”. وأوضح أنه اتفق مع الرئيس السيسي على رفع العلاقات إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية.

 

وأضاف دا سيلفا، في مؤتمر صحفي عقد الخميس مع السيسي، أن مسؤولي البرازيل ومصر، يجب عليهم القيام بدور أكبر لبناء علاقات كبيرة وقوية في كل المجالات الممكنة، منها الثقافة والدفاع والاقتصاد والتكنولوجيا والعلوم، بالإضافة إلى تحقيق ديمقراطية الأمم المتحدة في مجال الثقافة والتربية.

 

 

وأعرب عن أمله في أن يقوم الرئيس السيسي بما يلزم للمضي قدما في علاقة إستراتيجية قوية، حيث إن حجم المبادلات التجارية هو بمليارين فقط، وهذا قليل جدا بالنظر إلى أهمية اقتصاد البلدين وحجم المجتمعين.

 

وتابع “ما نريده هو أن نشتري من مصر ونبيع لمصر، والنتيجة الأخيرة يجب أن تكون مفيدة، وتحقق حجما تجاريا متوازنا ويصب في مصلحة اقتصاد البلدين، ونحن بلدان كبيران في مجال التنمية، ونعمل على تشجيع التنمية الاجتماعية والاقتصادية من أجل تحقيق السلام والأمن”.

 

وهذه أول زيارة لرئيس برازيلي إلى مصر منذ عشرين عاما، ويرى مراقبون أن الزيارة وإن كانت تستهدف تطوير العلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية إلا أنها لا تخلو أيضا من خلفيات سياسية في علاقة برغبة البرزايل في تعزيز تموقعها على الصعيد الدولي.

 

وتأتي زيارة دا سيلفا في إطار جولة إقليمية ستشمل إثيوبيا، حيث سيحضر في السابع عشر من فبراير قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا كضيف شرف.

 

وتمثل هذه الجولة الثانية للرئيس البرازيلي إلى القارة الأفريقية خلال ولايته الثالثة، حيث زار في أغسطس الماضي، جنوب أفريقيا وأنغولا وساو تومي وبرينسيبي.

 

وقال جيلسون فونسيكا، مدير معهد التاريخ والتوثيق الدبلوماسي، التابع لوزارة الخارجية البرازيلية، في وقت سابق إن العلاقات الجيدة مع أفريقيا تعتبر أمرا أساسيا لصورة البرازيل على المستوى الدولي.

 

وأكد الدبلوماسي البرازيلي أن جولة الرئيس دا سيلفا الحالية ستكون أساسية لإعطاء دفعة جديدة للعلاقات الثنائية بين البرازيل وأفريقيا وخاصة مصر، مشيرا إلى أن العديد من دول القارة الأفريقية تسجل معدلات عالية من النمو الاقتصادي، وأن “أهميتها الجيوسياسية آخذة في الازدياد. ولهذا السبب من المهم بالنسبة للبرازيل أن تعمق علاقاتها مع أفريقيا”.

 

 

ويرى محللون أن انضمام مصر وإثيوبيا إلى مجموعة بريكس، يضاعف من حرص البرازيل على تطوير العلاقات مع كليهما، حيث إن الدولتين الأفريقيتين تشكلان سوقا استهلاكية مهمة، فضلا عن أنهما تمثلان أحد أعمدة القارة السمراء، وبالتالي من المهم جدا تعزيز الشراكة معهما.

 

وقال رامي عاشور أستاذ العلاقات الدولية، إن البرازيل تتعامل مع مصر باعتبارها كتلة مهمة في المنطقة الأفريقية، مشيرا إلى أن البرازيل ومصر عضوان في تجمع بريكس، وسيكون بينهما تبادل بالعملات المحلية، موضحا أن مصر تحتاج إلى الطفرة التي حققتها البرازيل في صناعات عديدة.

 

وأضاف عاشور، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “التاسعة”، على القناة الأولى، “ما يحدث بين مصر والبرازيل سيخدم زيادة معدلات النمو البرازيلي والاقتصاد المصري”، مشيرا إلى أن البرازيل ستوفر لمصر منتجات كانت تشتريها بالدولار، وسيتم توفيرها الآن بتكلفة مخفضة.

 

وخلال المؤتمر الصحفي مع نظيره البرازيلي، قال الرئيس المصري إن “المباحثات الثنائية عكست حجم توافق البلدين في المجالات المختلفة وأيضا في ما يخص القضايا الدولية”.

 

وأضاف السيسي “توافقنا على أهمية وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن (الإسرائيليين) والمسجونين (الفلسطينيين)، وإدخال مساعدات بأكبر حجم ممكن إلى القطاع لإنقاذ المدنيين، وصولا إلى إطلاق مرحلة ما بعد الحرب لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس”.

 

من جانبه، قال دا سيلفا إن بلاده “كانت من أول الدول التي نددت بهجوم حماس في السابع من أكتوبر الماضي، لكن ليس هناك أي مبرر لرد فعل إسرائيل لهزيمة حركة حماس، للأسف هي تقتل نساء وأطفالا، وهو أمر لم يسبق لنا أن شهدناه في أي مكان من العالم”.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي