الرئيسية > دنيا فويس > تجدد معاناة نازحي إدلب في فصل الشتاء

تجدد معاناة نازحي إدلب في فصل الشتاء

" class="main-news-image img

تتجدد معاناة النازحين في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، مع دخول فصل الشتاء، حيث يكابد هؤلاء للحصول على التدفئة، عبر جمع المخلفات وحرقها، متجاهلين مخاطرها الصحية وما ينجر عنها من أمراض تنفسية وصدرية.

 

وتقع المئات من مخيمات النازحين في إدلب ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام، التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى سلطة أمر واقع، وشكلت مؤسسات لإدارة تلك المناطق تقودها حكومة “إنقاذ”.

 

وعمدت حكومة الإنقاذ منذ مطلع العام الحالي، إلى تخصيص تمويلات للاهتمام بجمالية المدن الواقعة بالقرب من الحدود السورية – التركية وتحديدا قرب معبر باب الهوى والطريق المؤدية إلى مدينة إدلب، في مقابل تجاهل تام لأوضاع المخيمات.

 

ويعمل سكان المخيمات على جمع المخلفات، مثل النايلون والفلين وأغصان الزيتون خلال فترة النهار، من أجل حرقها للتدفئة ليلاً، حيث تزداد برودة الطقس في المحافظة.

 

ولا تكفي القدرة الشرائية للعمال الذين يتراوح دخلهم اليومي بين 30-50 ليرة تركية (1 دولار يعادل 29.9 ليرة)، لشراء محروقات مثل الحطب باهظ الثمن، وقشور الفستق والجوز.

 

وقال ماهر طه، وهو نازح من منطقة معرَة النعمان جنوبي إدلب “نجمع النايلون وأغصان الزيتون نهاراً من أجل استخدامها في التدفئة ليلاً”.

 

وأضاف طه الذي يقيم في مخيم الراعي شمال إدلب “نكسب 20 ليرة تركية من جني البطاطا، وهذا يكفي طعامنا فقط، وليس لدينا المال لشراء الحطب”.

 

وأوضح النازح وهو أب لخمسة أطفال، أنهم لم يقوموا بأي استعدادات لفصل الشتاء من ناحية الحطب أو الفحم أو الوقود، قائلا “الجو بارد جداً، نغطي الأطفال بما لا يقل عن 3 بطانيات لتدفئتهم، وإذا مرضوا فإن أسعار الدواء مرتفعة الثمن”.

 

وتابع “لا نعرف ماذا نفعل لأننا لا نستطيع شراء الحطب أو الوقود لتدفئة الأطفال، نشعل النار في الخارج ليلاً، وعندما يتوقف الدخان نأخذها إلى داخل الخيمة”.

 

ومضى قائلا “نحن قلقون من أن تشتعل النار في الخيمة وتحرقها، وبنفس الوقت أريد الحيلولة دون إصابة أطفالي بالمرض، لو كان لدينا الحطب لما ذهبنا لجلب هذه الأشياء”.

 

ويقول نشطاء إن هيئة تحرير الشام تحاول ترك ملف المخيمات مفتوحا في سياق رغبتها في إحراج النظام السوري دوليا، دون أن تهتم لأوضاع النازحين، والمعاناة التي يكابدونها صيفا وشتاء.

 

ويشير النشطاء أن الدعم الوحيد الذي يحصل عليه سكان المخيمات هو من بعض المنظمات الإنسانية، خلاف ذلك فإن لا أحد يبالي بما يجري.

 

من ناحيته، قال محمد إبراهيم، الذي يسكن في مخيم الطاح شمالي إدلب، إن النفايات التي يجمعونها من مكب النفايات من أجل التدفئة تضر بصحة أطفاله. وأوضح إبراهيم أن “الأطفال يشكون من التهاب الشعب الهوائية وضيق التنفس والربو، لأننا نحرق النفايات التي نجمعها”.

 

وأضاف “نجمع النفايات لمدة 4 ساعات على الأقل يوميا، لأن مساعدات الفحم تصل متأخرة، ويستمر هذا الأمر حتى نهاية الشتاء، في العام الماضي احترقت امرأة تعيش في المخيم مع خيمتها أثناء إشعال الموقد”.

 

وقال عبدالسلام يوسف رئيس مخيم الطاح، إن “الصعوبات التي يعاني منها المدنيون المقيمون في المخيم أكبر مما كانت عليه العام الماضي”.

 

وأضاف يوسف، أن “الخيام المؤقتة لا يمكنها حماية العائلات من البرد”، مضيفا “في بداية كل شتاء، تزيد معاناة المخيم، فهي مخيمات عشوائية، والخيام مهما كانت محصنة، فإنها لا تحمي من البرد، وسرعان ما تدخل الأمطار إليها”.

 

 

وأشار إلى أن ذلك يمثل “مشكلة كبيرة، ولأن الإمدادات تصل متأخرة، فيلجأ الأهالي لجمع المخلفات، ولا يمكن شراء المدافئ أو الحطب الغالي، فيذهبون إلى أطراف الطرق وبين الأشجار، ويلجؤون إلى الألبسة المستعملة ليحرقوها، ما شكل حالات اختناق للأطفال”.

 

وأوضح أن “المدنيين الذين يعيشون في المخيم، لا يملكون القدرة على شراء موقد”، مبينا أن “الدخل الشهري يتراوح بين 1500 و3000 ليرة تركية، وسعر الوقود باهظ الثمن، وسعر الطن الواحد من الخشب أو برميل الديزل يتراوح بين 170-200 دولار”.

 

وأكد أن “المشافي مكتظة، وهي صعوبة أخرى، والمدنيون المقيمون في المخيم يتعرضون للعديد من الأمراض مثل السعال الديكي والتهاب الشعب الهوائية، كما أن أسعار الأدوية باهظة جداً”. وختم بالقول “نناشد كل المنظمات أن تكون على استعداد تام لإغاثة النازحين، وتكون لها خطط مستقبلية، ففي كل عام نقع بنفس المعاناة، وحتى الآن لا توجد خطط لإنقاذ الأرواح من خلال تأمين التدفئة”.

 

وتشهد مناطق شمال غربي سوريا، عجزا هائلا في عمليات الاستجابة الإنسانية، الأمر الذي يظهر النتائج الكارثية المتوقعة على المدنيين عموماً، والنازحين ضمن المخيمات بشكل خاص خلال فصل الشتاء الحالي.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي