الرئيسية > اقتصاد > ماذا يملك المركزي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة في 2024؟

ماذا يملك المركزي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة في 2024؟

" class="main-news-image img

 

في "وول ستريت"، أصبح السؤال الأهم هو متى تبدأ رحلة خفض أسعار الفائدة في السوق الأمريكية؟ وجاء هذا التحول خلال الأسبوع الماضي بعد أن توقع جميع مسؤولي "الاحتياط الفيدرالي" الـ19 باستثناء اثنين منهم أن "المركزي الأمريكي" سيخفض أسعار الفائدة مرة واحدة في الأقل خلال العام المقبل، وفقاً لأحدث ملخص للتوقعات الاقتصادية لمجلس الاحتياط الفيدرالي.

في حين يعتقد معظم المسؤولين أنه سيكون هناك ما مجموعه ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة في عام 2024، فإن أحد مسؤولي بنك الاحتياط الفيدرالي يتوقع خمسة تخفيضات.

ومع ابتهاج المستثمرين بهذه التكهنات الجديدة، دفع المستثمرين الأسواق إلى الارتفاع، إذ سجل مؤشر "داو جونز الصناعي" أرقاماً قياسية جديدة حتى الـ13 من ديسمبر/ كانون الأول الحالي.

وفق ما يشير إليه تقرير "الفيدرالي" في سبتمبر/ أيلول الماضي، فإن توقعات مسؤولي البنك في شأن المسار المستقبلي لأسعار الفائدة "تخضع لقدر كبير من حالة عدم اليقين"، وذلك لأن تقييماتهم للسياسة النقدية المناسبة التي سيتم تطبيقها في المستقبل تعتمد على كيفية أداء الاقتصاد، أو "إجمالي البيانات".

قرارات غير مسبوقة في 2019

كانت المرة الأخيرة التي خفض فيها بنك الاحتياط الفيدرالي أسعار الفائدة في بداية الوباء وظهور جائحة كورونا، وخلال سلسلة من الاجتماعات الطارئة في مارس (آذار) 2020، اتخذ البنك خطوة غير مسبوقة تتمثل في خفض أسعار الفائدة بمقدار 1.25 نقطة، مما أدى إلى وصول أسعار الفائدة إلى مستويات قريبة من الصفر.

وأوضح "الفيدرالي" أن التخفيضات كانت ضرورية لمواجهة الأخطار التي يشكلها فيروس كورونا على الاقتصاد.

قبل الوباء، خفض "الاحتياط الفيدرالي" أسعار الفائدة في عام 2019 مع احتدام الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وجاء أول التخفيضات الثلاثة في ذلك العام في يوليو (تموز) 2019. وأوضح رئيس البنك جيروم باول، أن التخفيض بمقدار ربع نقطة كان ضرورياً "للتأمين ضد الأخطار السلبية الناجمة عن ضعف النمو العالمي وعدم اليقين في السياسة التجارية وللمساعدة في تعويض التأثيرات التي تحدثها هذه العوامل حالياً على الاقتصاد".

ووصف باول، التخفيض الأول والتخفيضات اللاحقة في ذلك العام بأنها "تعديلات منتصف الدورة"، مما يعني أن هذا لم يكن بداية جولة طويلة من تخفيضات أسعار الفائدة، بل كان تعديلاً طفيفاً لإعادة توجيه الاقتصاد. وقال في المؤتمر الصحافي الذي عقده البنك المركزي الأميركي في يوليو 2019 بعد الاجتماع، إن هذا يختلف تماماً عما سيفعله البنك "عندما يكون هناك ركود أو تراجع حاد للغاية".

لماذا يخفض "الفيدرالي" أسعار الفائدة؟

تسلط الحالتان الأخيرتان لخفض أسعار الفائدة الضوء على سببين رئيسين وراء خفض "الاحتياط الفيدرالي" سعر الإقراض القياسي، ففي مذكرة بحثية حديثة، قال المحلل الاقتصادي الأمريكي في "دويتشه بنك"، جاستن ويدن، إن "الفيدرالي" يخفض أسعار الفائدة "عندما يحدث خطأ ما في الاقتصاد"، وكان هذا هو الأساس لتخفيضات أسعار الفائدة التي بدأت في الأعوام 2007 و2001 و1990، التي كانت بمثابة بداية فترات ركود مختلفة.

وقال رئيس قسم الاقتصاد الأمريكي في "بنك أوف أميركا" للأوراق المالية، مايكل غابن، إن بنك الاحتياط الفيدرالي يخفض أيضاً بشكل استباقي استجابة للبيانات التي تظهر أن الاقتصاد يفقد قوته أو بعد أحداث مثل 11 سبتمبر 2001 "التي تعزز الاعتقاد بقدرتها على توليد ضعف في جميع أنحاء الاقتصاد".

لكن ليس لتخفيضات أسعار الفائدة دائماً جذور سيئة، فيرى غابن، إنه إذا خفض بنك الاحتياط الفيدرالي أسعار الفائدة العام المقبل، فهناك فرصة جيدة لأن ذلك ليس بسبب وجود خطر وشيك للركود أو الحاجة إلى التأمين ضده، مضيفاً "قد يكون هذا القطع مختلفاً عن أي وقت آخر".

من وجهة نظره، فإن "الفيدرالي" سيخفض أسعار الفائدة في العام المقبل لأن التضخم يقترب من هدف البنك المركزي البالغ 2%، موضحاً أنه إذا نجح ذلك، فإن مستوى سعر الفائدة المستهدف الحالي للبنك سيكون مقيداً بشكل مفرط ويضع عبئاً على الاقتصاد.

وفيما لا يستبعد فريق الاقتصاديين في "دويتشه بنك" حدوث ركود في العام المقبل، يتوقع البنك الأمريكي أن يرتفع معدل البطالة إلى مستوى 4.6% بحلول الربع الثالث من العام المقبل من المعدل الحالي البالغ نحو 3.7% نتيجة لخفض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للبلاد، معتبرين أنه "إذا حدث ذلك، فهذا سيناريو سيئ... سيكون خفض أسعار الفائدة أمراً حتمياً".


الحجر الصحفي في زمن الحوثي