الرئيسية > اقتصاد > لماذا قفزت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق؟ وما المتوقع لعام 2024؟

لماذا قفزت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق؟ وما المتوقع لعام 2024؟

" class="main-news-image img

 

قفزت أسعار الذهب لفترة وجيزة بنسبة 3% لتصل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 2135 دولار للأونصة يوم الاثنين (4 ديسمبر) متجاوزة الرقم القياسي السابق المسجل في أغسطس 2020، قبل أن يتخلي عن مكاسبه يوم الثلاثاء ليتداول عند 2062 دولار وهو أيضًا رقم قياسي جديد، ومنذ بداية شهر أكتوبر حقق المعدن الأصفر مكاسب بنسبة 16% مدفوعًا بعدم اليقين الاقتصادي والسياسي، وعلى الرغم من الارتفاع الحالي للذهب، فإن التوقعات طويلة المدى غير واضحة أكثر.

وتأتي أحدث سلسلة من القفزات في أسعار تداول الذهب بعد أن أدلى رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" بتصريحات حذرة، الأمر الذي اعتبره الكثير من المحللين والخبراء على أنها إشارة إلى أنه قد يتم خفض أسعار الفائدة قريبًا، مما أثر سلبًا على الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة، يقول أحد خبراء السوق البارزين: أن الأسواق تنظر إلى تعليقات باول علي أنها تتجه ببطء نحو سياسة التحفيز.

 

وقد تعززت أسعار المعدن النفيس على مدى الشهرين الماضيين، حيث أدت الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس إلى زيادة الطلب على الذهب، الذي غالبا ما ينظر إليه على أنه أصل ملاذ آمن في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والصراع الجيوسياسي، بالإضافة إلى ذلك، قد يبحث البعض عن مكان أكثر أمانًا لاستثمار أموالهم، حيث من المقرر أن يذهب 41% من سكان العالم إلى صناديق الاقتراع في عام 2024.

يعتقد الخبراء أن الذهب يمكن أن يبلغ متوسطها 2100 دولار في الربع الثاني من عام 2024، في حين يتوقع آخرون أن تصل الأسعار إلى 2090 دولار للأونصة بحلول الربع الثالث.

وفي تقرير مجلس الذهب العالمي عن توقعات الذهب لعام 2024، أشار المجلس إلي أن الكثير من خبراء الاقتصاد يتوقعون حاليًا حدوث "هبوط ناعم" للاقتصاد الأمريكي، حيث يحاول البنك الاحتياطى الفيدرالى العمل على اعادة مستوي التضخم إلى الرقم المستهدف دون حدوث ركود الأمر الذي سيكون إيجابي بالنسبة للاقتصاد العالمى.

وتاريخيًا، لا تعتبر بيئة الهبوط الناعم جذابة بشكل أساسي للذهب، وذلك وفقًا لهيئة الصناعة (التى تمثل شركات تعدين الذهب)، مما يؤدي إلي متوسط عائد ثابت إلى سلبى قليلاً.

وأضاف مجلس الذهب العالمي: "وعلى الرغم من ذلك، يمكن أن تقدم التوترات الجيوسياسية المتصاعدة فى عام انتخابى رئيسى للعديد من الاقتصادات الكبري، إلي جانب استمرار تدفق عمليات الشراء من البنوك المركزية، دعم إضافي لأسعار الذهب".

ماذا تريد أن تعرف عن أسعار الذهب في الآونة الأخيرة؟

وصلت أسعار الذهب إلى 2135 دولار للأونصة يوم الاثنين، متجاوزة ذروتها السابقة البالغة 2072 دولار التي وصلت إليها في أغسطس 2020، ومع ذلك، يبدو أن المتداولين يختبرون مستوى الدعم الجديد حيث تراجعت الأسعار منذ ذلك الحين إلى 2028 دولار، ومع ذلك، ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 10% منذ بداية العام حتى الآن، حتى بعد تراجعها لفترة وجيزة إلى المنطقة الحمراء في أكتوبر.

يبدو أن الذهب قد عاد إلى الاتجاه الصعودي في أعقاب بيانات التضخم وما يترتب على ذلك من آثار على أسعار الفائدة، والواقع أن تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر أكتوبر أظهر عدم تغير معدل التضخم الشهري ونمو الأسعار السنوي بنسبة 3% فقط، وقد أثار هذا التكهنات بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة في وقت أقرب مما يفترض البعض.

 

عندما تنخفض أسعار الفائدة ( أو من المتوقع أن تنخفض ) يميل المستثمرون إلى الانسحاب من سندات الخزانة والتوجه إلى الذهب لأن أسعار الفائدة المنخفضة تجعل الذهب خيارًا أكثر جاذبية نسبيًا، كما تتراجع عائدات سندات الخزانة لأجل عشر سنوات التي انخفضت بالفعل من 5% في منتصف أكتوبر إلى مستواه الحالي 4.3%، ومع استمرار نمو توقعات خفض أسعار الفائدة، فمن المرجح أن تستمر العائدات في الانخفاض، ومع فكرة انخفاض العائدات في الأفق، من المتوقع أن تستمر أسعار الذهب في الارتفاع.

تميل تخفيضات أسعار الفائدة أيضًا إلى إضعاف الدولار الأمريكي، وهو قوة دافعة إضافية نحو المعدن الأصفر الأكثر مقاومة.

وأشار أحد المحللين إلى إنه قد تم تسعير احتمالات نهاية دورة التشديد ورفع سعر الفائدة، مما أدي إلى انخفاض العائدات طويلة الأجل، وخلق ذلك بيئة أكثر ملاءمة للمعدن الأصفر كأصل لا يدر عائد.

الذهب سيواصل الصعود ويصل إلى 3000 دولار

في الواقع، يعتقد الخبراء أن الذهب قد يكون على شفا ارتفاع كبير، فمن خلال التحليل الفني من المرجح أن الذهب قد يرتفع إلى 3000 دولار إذا كسر الحاجز النفسي 2100 دولار.

يتوقع بنك أوف أمريكا بالمثل، في أبريل، توقع بنك أوف أمريكا أن يرتفع الذهب إلى 2200 دولار للأونصة في الربع الأخير من العام، وهو توقع قد يثبت دقته، على افتراض أن الارتفاع الأخير له بعض العوامل.

ومن المتوقع أن ترتفع أسعار الذهب بشكل كبير في العام المقبل في عام 2024 وسيصل إلى أعلى مستوى جديد على الإطلاق عند 3000 دولار للأونصة، يسير سعر الذهب الآن في مسار صعودي ويجذب مشاعر صعودية قوية على الرسوم البيانية، وبالتالي فإن المعدن الثمين يتحرك صعودًا بنسبة تزيد عن 6% كل يوم ويصبح تراكمه مكلفًا، ويأتي النمو الإيجابي بعد نمو الدين الأمريكي بشكل لا يمكن السيطرة عليه ليصل إلى 33.6 تريليون دولار في نوفمبر من هذا الشهر.

هل يجب الاستثمار في الذهب الآن؟

توقع استراتيجي بلومبرج للسلع وغيرهم من الخبراء البارزين أن أسعار الذهب قد ترتفع بنسبة 50% في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 2700 دولار خلال النصف الأول العام ثم يصل في النهاية إلى 3000 دولار بحلول نهاية العام، وفقًا للمحللين، يوضح معظم استراتيجيي السلع أن الذهب قد يبدأ تداوله عام 2025 بسعر 3000 دولار للأونصة.

ولذلك فإن كافة المؤشرات تشير إلى أن الذهب قد يشهد أفضل عام في 2024 متحدياً كل التوقعات والاحتمالات السلبية، إذا ضرب الركود الأسواق الأمريكية العام المقبل، فسيكون الذهب هو الاستثمار المفضل للمتداولين، ويُنظر إلى المعدن الأصفر على أنه ملاذ آمن ضد تصحيحات السوق ويعمل أيضًا كتحوط ضد التضخم.

 

إذًا ما الذي يدفع سعر المعدن الثمين للارتفاع؟ يعد ارتفاع الدين الأمريكي هو السبب الرئيسي لارتفاع أسعار الذهب في الرسوم البيانية هذا العام، يبتعد المستثمرون المؤسسيون عن سندات الخزانة الأمريكية حيث أن الاقتصاد الأمريكي متورط في ديون ثقيلة ولكن لا يمكن السيطرة عليها، وبما أن الذهب يعتبر ملاذاً آمناً ووسيلة للتحوط ضد التضخم، فإن كبار المستثمرين يدخلون الآن سوق السلع الأساسية لحماية استثماراتهم.

 

كما تسبب الصراع في الشرق الأوسط في ارتفاع أسعار المعادن الثمينة، ويشكل الصراع بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس تهديدا مباشرا لسوق الأسهم وبالتالي يشهد تدفقا أقل للأموال لتتحرك الأموال إلى سوق السلع وخاصة الذهب، خاصة مع توقع البعض بحدوث ركود في العام المقبل.

 

فهل هذا هو الوقت المناسب لشراء الذهب والاستثمار فيه؟ يمكن أن تكون الإجابة بنعم، فقط إذا زاد الدين الأمريكي بشكل أكبر في الأسابيع المقبلة، إذا قام المشرعون الأمريكيون باحتواء الديون فقد تنخفض أسعار الذهب وتنخفض إلى ما دون مستوى 1800 دولار، ومع ذلك، إذا تصاعدت الديون بشكل أكبر، فإن المعدن الثمين لديه فرص أكبر للارتفاع والوصول إلى 2700 دولار و3000 دولار.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي