الرئيسية > رياضة > هل خروج يونايتد من المنافسات الأوروبية فرصة للتحسن بالدوري الانجليزي؟

هل خروج يونايتد من المنافسات الأوروبية فرصة للتحسن بالدوري الانجليزي؟

" class="main-news-image img

 

يرى الهولندي إريك تن هاغ المدير الفني لمانشستر يونايتد أن خروج فريقه خالي الوفاض من الموسم القاري بخسارته 1 - صفر أمام بايرن ميونيخ الألماني في الجولة الأخيرة لدور المجموعات لدوري الأبطال، قد يكون فرصة للتركيز على إصلاح الخلل والعودة للمنافسة على مكان بالمربع الذهبي للدوري الإنجليزي.

وفي مجموعة ضمت بايرن ميونيخ وكوبنهاغن الدنماركي وغلاطة سراي التركي، أنهى يونايتد المنافسات في ذيل القائمة، وفشل حتى في تأمين المركز الثالث الذي يحول صاحبه للمنافسة في الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ)، ليؤكد الفريق الإنجليزي العريق أنه يعيش في أزمة!

لقد أنفق مانشستر يونايتد نحو 400 مليون جنيه إسترليني (501.84 مليون دولار) على التعاقدات الجديدة منذ تعيين تن هاغ مدربا للفريق في 2022، لكن مؤشرات التحسن التي تفاءل بها الجمهور الموسم الماضي تلاشت بعد أداء متواضع هذه الموسم واعتراف المدرب بأن تشكيلة فريقه ليست جيدة بما يكفي.

وينعكس تخبط يونايتد داخل المستطيل الأخضر مع ضعف على الصعيد الدفاعي، حيث اهتزت شباكه 15 مرة في خمس مباريات أوروبية، بمعدل 3 أهداف في المباراة، في حين فقد نجاعته الهجومية في الدوري المحلي إذ لم يسجل سوى 18 هدفا في 16 مباراة، ويأتي هذا التواضع الهجومي ليونايتد رغم واقع أن النادي أنفق ببذخ على ضم لاعبين من عينة المهاجم الدنماركي راسموس هويلوند (75 مليون يورو) خلال الصيف الماضي، وقبله بعام واحد الجناح البرازيلي أنتوني (95 مليون يورو)، وشارك اللاعبان معا في التشكيلة الأساسية أمام البايرن دون ترك بصمة.

لكن الواقع أن الخط الخلفي كان من أهم أسباب الخروج المبكر من دوري الأبطال حيث استقبل 15 هدفا في أسوأ سجل لفريق من الدوري الإنجليزي الممتاز في المسابقة القارية، وتذيل المجموعة بشكل لم يدع له حتى فرصة الانتقال إلى مسابقة الدوري الأوروبي، ليكتفي بالمنافسات المحلية حتى نهاية الموسم.

ويتأخر يونايتد (27 نقطة)، الذي خسر سبع مرات في 16 مباراة، بفارق عشر نقاط عن غريمه ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي، وربما يكون من سوء حظ المدرب تن هاغ أنه سيلعب ضد هذا الفريق في قمة مرتقبة الأحد المقبل، وهو لا يزال يحمل ذكريات أليمة من الخسارة 7 - صفر في الزيارة الأخيرة لملعب أنفيلد.

ولا يشعر جمهور يونايتد بأي تفاؤل في ظل المستوى المتذبذب للفريق، فبعد أي مكسب يحققه تعود النكسات الصادمة وآخرها بخسارة مباراتين متتاليتين على ملعبه أمام بورنموث (المتواضع) بثلاثية السبت محليا، ثم أمام البايرن ليتأكد خروجه من المسابقات الأوروبية، وشتان الفارق بين يونايتد مساء الثلاثاء ويونايتد في 26 مايو (أيار) بقيادة المدرب الأسطوري أليكس فيرغسون 1999، عندما كان يخوض نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم أمام بايرن ميونيخ، ويعاني من التأخر بهدف حتى نهاية الوقت الأصلي، لكن في الوقت بدل الضائع سجل هدفين متتاليين وانتزع اللقب في واحدة من أشهر المباريات النهائية في تاريخ المسابقة القارية.

في أمسية الثلاثاء، كان يونايتد يلعب في أولد ترافورد أمام بايرن، الذي ضمن الصعود في صدارة المجموعة بغض النظر عن النتيجة، ولم يكن أمام صاحب الأرض سوى ضرورة الانتصار لامتلاك فرصة في عبور دور المجموعات، بشرط تعادل كوبنهاغن مع غلاطة سراي في المباراة الأخرى. لكن ما حدث أن يونايتد خسر بهدف. هذا في الواقع ليس بغريب لكن ما يوضح ما وصل إليه الفريق أنه لم يسدد سوى كرة واحدة على المرمى طوال 90 دقيقة، ومن تسديدة بعيدة المدى من المدافع لوك شو، لذا لا يمكن إلقاء اللوم على بعض المشجعين في الخروج المبكر قبل حتى إطلاق صفارة النهاية.

وحتى لو كان يونايتد قد انتصر، لم يكن سيكمل مشواره في دوري الأبطال، حيث فاز كوبنهاغن على غلاطة سراي وانتزع بطاقة التأهل لدور الستة عشر إلى جانب بايرن، بينما جاء العملاق النائم في المركز الأخير وبرصيد أربع نقاط فقط من ست مباريات، ورغم انضمام الحارس الكاميروني الدولي أندريه أونانا هذا الصيف مقابل 50 مليون يورو، فإنه ارتكب الأخطاء الفادحة مرارا وتكرارا، ويتحمل مع باقي زملائه مسؤولية التفريط مرتين في التقدم بفارق هدفين أمام كوبنهاغن الشهر الماضي ثم الخسارة 4 - 3 في نهاية الأمر، وكذلك إهدار التقدم بهدفين مبكرين أمام غلاطة سراي قبل حوالي أسبوعين والتعادل 3 - 3 في إسطنبول، وكان هذا الموسم في دوري الأبطال شاهدا على استمرار كابوس يونايتد على ملعبه، الذي اشتهر باسم «مسرح الأحلام»، فخلال ثلاث مباريات في دور المجموعات، لم يحقق إلا الفوز بهدف على كوبنهاغن، وحينها كان محظوظا في إهدار الفريق الزائر ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع.

وقال تن هاغ عقب الخسارة أمام البايرن: «لا تزال هناك أشياء كثيرة نلعب من أجلها والآن يمكننا التركيز بالطبع على الدوري الإنجليزي الممتاز. نرغب في التأهل مجددا لدوري الأبطال الموسم المقبل، لذلك علينا أن نبذل قصارى جهدنا لنكون في المراكز الأربعة الأولى بالدوري». وأضاف «لدينا أيضا كأس الاتحاد الإنجليزي، لذلك هناك الكثير من الأشياء التي نلعب من أجلها».

وانتقد بول سكولز نجم يونايتد السابق والذي يعمل محللا بشبكة «تي إن تي سبورتس» عدم وضوح الخطة التي يلعب بها الفريق وقال: «يونايتد يبدو بلا هوية، الفريق لا يستطيع بناء الهجمة بسلاسة، القلق الأكبر هو أن (راسموس) هويلوند لم يحصل على أي فرصة. إنهم لا يصنعون أي شيء. كانت مشاركة سيئة في دوري الأبطال».

ورغم أن الوافد الدنماركي سجل خمسة أهداف ليونايتد في دوري أبطال أوروبا فإنه لم يسجل أي هدف للفريق في الدوري الإنجليزي. وقال كريس سوتون المهاجم البارز السابق بالدوري الإنجليزي الممتاز لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «في الحقيقة، يونايتد في وضع سيئ للغاية».

ورغم وجود تسريبات من مصادر مقربة من «أولد ترافورد» بأن قرار إقالة المدير الفني بات مطروحاً على طاولة الإدارة، فإن مشكلة عدم وجود البديل المناسب، والتعويض المالي الذي يصل إلى 17 مليون جنيه إسترليني ربما يمثل عائقاً لاتخاذ مثل هذا القرار، خاصة في ظل عدم وضوح الرؤية حول دخول الملياردير البريطاني جيم راتكليف شريكاً بالربع في أسهم النادي وإشرافه على ملف كرة القدم، وإعلان الرئيس التنفيذي ريتشارد أرنولد ترك منصبه بنهاية العام.

وأثرت الفوضى التي أحدثتها عائلة غليزر الأميركية المالكة للنادي منذ إعلانها نهاية العام الماضي فتح الباب أمام المستثمرين الراغبين في شراء يونايتد أو جزء من أسهمه، قبل التراجع ورفض عرض رجل الأعمال المصرفي القطري الشيخ جاسم بن حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الذي تخطى 5 مليارات جنيه إسترليني مع تحمل دفع مديونيات النادي البالغة 700 مليون إسترليني أيضا، ودراسة قبول عرض مجموعة إينيوس التابعة لراتكليف (71 عاماً) المقدر بحوالي 1.56 مليار دولار لشراء ربع الأسهم بشرط إشرافه على عمليات كرة القدم.

لقد كانت جماهير يونايتد تمني النفس برحيل عائلة غليزر قبل بداية الموسم الحالي، وترى روابط مشجعي الفريق أن الملاك الأميركيين يمارسون نوعاً من التعذيب البطيء للجماهير، وتسببوا في حالة من الاضطراب الداخلي بين إدارات مانشستر يونايتد واللجنة المشرفة على كرة القدم.

ورغم الضغط الذي يتعرض له ما زال تن هاغ يرى أنه الرجل المناسب لقلب حظوظ مانشستر يونايتد، وقال في وقت سابق: «لدينا الكثير من الانتكاسات هذا الموسم، وأتفهم أنه عندما لا تكون النتائج جيدة، فمن المنطقي أن تشكك الجماهير في قدرات الفريق وأجهزته الفنية، لكنني واثق من أنني أستطيع إصلاح الأمور، لقد فعلت ذلك في جميع الأندية التي عملت بها، وفعلت ذلك هنا أيضاً العام الماضي، لكن في هذه اللحظة نحن في وضع سيئ. أنا أتحمل المسؤولية عن ذلك». وأضاف «أنا أعده تحدياً. أنا مقاتل وأنا في تلك المعركة ويجب أن أتأكد من أنني أتقاسم المسؤولية مع لاعبي فريقي، وأننا نبقى معاً ونقاتل معاً وسنحصل على نتائج أفضل».

ودعا المدرب الهولندي لاعبي فريقه للتكاتف والتلاحم من أجل تجاوز الانتكاسة الحالية، والتعويض في مواجهة ليفربول الأحد بالدوري.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي