الرئيسية > منوعات > ما سر المخاوف الإسرائيلية من مصر والتحركات العربية الأخيرة؟

ما سر المخاوف الإسرائيلية من مصر والتحركات العربية الأخيرة؟

" class="main-news-image img

 

تحدث اثنان من الخبراء المصريين عن وجود مخاوف في إسرائيل من حدوث "شقوق مخيفة في العلاقات" مع مصر بسبب استمرار القتال الدائر في قطاع غزة.

وقال الخبير المصري والمحلل السياسي حسن بديع إن ما نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية عن شقوق مخيفة في العلاقات الاسرائيلية المصرية يعكس في حقيقة الأمر مخاوف إسرائيلية حقيقية ومخيفة بالنسبة لإسرائيل بعد معركة "طوفان الاقصى". فإسرائيل تعلم جيدا مدي الكراهية العميقة التي يكنها الشعب المصري لهم لدرجة أن التطبيع المصري الرسمي مع إسرائيل تطبيع بارد جدا حتى درجة التجميد.

 

وأشار في تصريحات لـRT إلى أن هذا الجمود اصبح نموذجا يحتذى هو النموذج الأمثل لعلاقات مجمدة. وقد ازداد الأمر سوءا بعد الحرب على غزة حيث أصبح من المستحيل على الحكومة المصرية تجاهل مشاعر الغضب والعداء والكراهية لدى الشعب المصري تجاه إسرائيل.

ونوه بأن المخاوف الإسرائيلية تكمن من المستقبل المجهول للعلاقة مع مصر خاصة وأن العلاقة كانت قد تعرضت لهذا من شهرين بعد قيام الجندي المصري محمد صلاح بقتل أربعة من الجنود الإسرائيليين ثم قيام شرطي مصري بقتل اثنين من الإسرائيلين في الإسكندرية بعد انفجار طوفان الأقصى، وقيام مجموعة من المواطنين المصريين باللجوء للقضاء لإلغاء معاهدة كامب ديفيد، فضلا عن التعسف الإسرائيلي في منع دخول شاحنات المساعدات المصرية لغزة برغم المعاهدة الرسمية بين البلدين. عموما كلها أمور تضع العلاقة الرسمية في مهب الريح. ولا ننسى أن إسرائيل من نفسها سحبت بعثتها الرسمية من القاهرة وهو ما يعني أن العلاقة الرسمية قد ماتت إكلينيكيا (سريرياً) حتى ولو تم التوصل لاتفاق بين إسرائيل وفلسطين لأن العلاقة الرسمية أصبحت عبئا بالفعل على صانع القرار الرسمي في مصر.

من جانبه، أكد الكاتب الصحفي المصري أشرف أبو الهول أن الشروخ في العلاقات بين مصر وإسرائيل في الفترة الأخيرة، ليست منذ العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، مشيرا إلى بداية هذه الشروخ منذ مقتل المجند المصري محمد صلاح من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى تعمق هذه الشروخ مع العدوان الحالي على غزة عندما تأكدت مخاوف مصر من تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وكان هذا واضحا في تصريحات وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي السابق داني ايلون ودانيال هداري كبير المتحدثين باسم الجيش الاسرائيلي عندما نصح الفلسطينيين بالذهاب إلى شبه جزيرة سيناء.

وتابع أبو الهول: بالرغم من نفي إسرائيل لصحة هذه التصريحات، الا أن كل تصرفاتها في الواقع تشير إلى هذا السيناريو، بالرغم من محادثات مصر وإسرائيل في ما يتعلق بإدخال المساعدات إلى غزة وإخراج العالقين من الجنسيات الاجنبية، إضافة إلى مواقف إسرائيل المتعنتة في رفض وقف إطلاق النار والتوقف عن استهداف المدنيين والسيطرة على غزة وإدارتها واحتلالها عسكريًا.

أشار الكاتب الصحفي إلى أن هناك نقاط خلاف أخرى مثل دعوة مصر وأطراف عربية ودولية إلى إدارة قطاع غزة بعد حماس، وكل هذه المواقف هي بمثابة شروخ عميقة بين مصر وإسرائيل، ظنًا أن هناك رغبة حقيقية بين الطرفين في عدم التصعيد ووصول الأمور إلى حالة انفلات بينهما، لأن كل الأطراف مستفيدة من السلام حتى لو كان باردًا، إلا أن الأجواء ساخنة إلى أقصى درجاتها في الشارع المصري ضد إسرائيل بشكل خاص، وما زالت هناك رغبة عارمة لدى المصريين في التصعيد، سواء بقطع العلاقات أو بالتدخل عسكريًا في غزة.

وأوضح أشرف أبو الهول: أن القيادة السياسية المصرية تعي تماما خطورة الحرب وأنها لن تكون في مصلحة أي طرف وأنها لن تفيد، مشيرًا إلى الشعب الفلسطيني في غزة وانه لن يستفيد منها، فالأمور أصبحت متشابكة أكثر مما يجب، لا سيما الضغوط الأمريكية على إسرائيل لاحترام رفض مصر في ما يتعلق بالتهجير وسيطرة إسرائيل على غزة، والإدارة الدولية والخارجية أو المصرية على القطاع.

واختتم اشرف أبو الهول حديثة قائلا: اعتقد أن الأصوات في اسرائيل والتي تطالب بالتهدئة مع مصر، أكثر من المحرضين ومنها اليمين المتطرف، ولكن في النهاية هناك شقوق تحتاج إلى وقت لإصلاحها وتهدئة الأمور وإعادتها كما كانت من قبل.

تحركات مكثفة في الشرق الأوسط

في غضون ذلك، قال اللواء محمد عبد الواحد الخبير العسكري والاستراتيجي إن المنطقة تشهد حراكا دبلوماسيا مكثفا في الوقت الحالي.

وأوضح أن القاهرة شهدت زيارة وفد من حماس، واجتماعا يضم رئيس وزراء قطر ورئيس الموساد الإسرائيلي ومدير المخابرات المركزية الأمريكية في الدوحة، والذي سبقه اجتماع لمدير المخابرات المركزية الأمريكية في القاهرة.

 

وأضاف عبد الواحد كما شهدت القاهرة قمة مصرية قطرية، حيث يركز هذا الحراك الدبلوماسي على ثلاثة محاور أساسية، أولها الإفراج عن الأسرى المحتجزين لدى حماس وهو مطلب على رأس أولويات أمريكا، لتشعر بالنصر في هذه المعركة وعدم احتجاز أي جنسيات أجنبية لدى حماس.

وتابع: أما المحور الثاني فهو الوصول إلى هدنة مؤقتة وقصيرة بهدف تسليم الأسرى في مقابل تقديم بعض المساعدات الإنسانية والطبية البسيطة، بالإضافة إلى المحور الثالث، وهو مناقشة مستقبل غزة ما بعد الحرب وهو إشكالية معقدة للغاية وغير واضحة وربما يتضمن ذلك ملفات سرية لم يعلن عنها بعد، لكن هذه العملية بشكلها الحالي تتجاوز ما أعلنته إسرائيل وهو القضاء على حماس وتفكيك بنيته العسكرية، وكل تركيزها على تفريغ غزة وخاصة المناطق الشمالية بأكملها من خلال القصف الممنهج المستمر للمربعات السكنية، وتدمير المصادر الحياتية بشكل كامل، من محطات مياه إلى كهرباء ومستشفيات ومدارس، لتجعل شمال غزة منطقة لا تصلح للحياة مطلقا ربما لإعادة ترتيبها فيما بعد.

وأشار الخبير العسكري إلى أن إسرائيل تدفع في اتجاه عمليات النزوح القسري الممنهجة للفلسطينيين من الشمال إلى الجنوب، لا سيما في ظل الصمت الدولي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها من الغرب على هذه الانتهاكات، وبالرغم من مناداة تلك الدول بالحريات والديموقراطية إلا أنها تنتهك حريات مواطنيها المتعاطفين مع القضية الفلسطينية والرافضين لعمليات القتل البشعة للفلسطينيين.

 

ونوه: "يتضح مما قرأت سابقاً أن ما يحدث في غزة ليس من إسرائيل فقط، ولكن هناك تحالف دولي تشارك فيه بعض دول المنطقة لإعادة ترتيبها مرة أخرى، بحيث تحقق الهيمنة والسيطرة الجيوسياسية والاقتصادية وهذا هو الأهم لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في المنطقة، بالإضافة إلى تعزيز دور إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط ولو على حساب جيرانها سياسياً بالقضاء على كافة أشكال المقاومة الموجودة في المنطقة، وربما جعلها مقاومة بسيطة شكليا ولكنها مستأنسة وسحب كل الأسلحة من جميع أنحاء المنطقة".

وتابع اللواء عبد الواحد: "الهدف من ذلك أيضا هو تحجيم دور روسيا الجيوسياسي وتقويض طموحات الصين الاقتصادية ونزع أذرع إيران العسكرية لتقليص دورها في الإقليم تدريجياً، مضيفًا: نرى أن الولايات المتحدة الأمريكية تطالب بعدم توسيع رقعة الصراع".

وأوضح قائلا: نستنتج من ذلك أن هناك خططا ممنهجة تدريجيا، وهي القضاء على حماس ثم القضاء على حزب الله، ثم المليشيات الشيعية الموجودة في سوريا والعراق وصولاً إلى إيران فيما بعد، لاسيما تصفية القضية الفلسطينية وربما تقزيمها وترحيل الفلسطينيين قسريًا إلى دول الجوار وفرض سياسة الأمر الواقع. RT


الحجر الصحفي في زمن الحوثي