الرئيسية > عربية ودولية > الجيش السوري يستخدم ذخائر إيرانية

الجيش السوري يستخدم ذخائر إيرانية

ref="http://voice-yemen.com/content/yemen/مجزرة-ادلب1-554x308.jpg"> يمن فويس - متابعة : محمد دغمش أمضى أسبوعاً في إدلب وسط روائح الموت وإرادة الثوار مراسل العربية لـ”النهار”: الجيش السوري يستخدم ذخائر إيرانية لم تكن مهمة اعلامية عادية، وليست رحلة سياحية مدتها سبعة أيام أمضاها مراسل محطة “العربية” محمد دغمش في سوريا، بل كانت مغامرة ولوج الاعلام العربي الداخل السوري لنقل الحقيقة الى العالم. الساعة الحادية عشرة ليلاً دقت ساعة الصفر بالنسبة الى دغمش، فأحد النشطاء السوريين في تركيا وصلته احداثيات مفادها أن الطريق نحو جسر الشغور آمنة. وبمساعدة ناشط سوري آخر داخل البلدة استطاع مراسل “العربية” عبور الحدود التركية – السورية سيرا، ليمتطي بعدها “البغل” مدة ساعتين، سالكاً طريقاً وعرة، وصل عبرها الى جسر الشغور. احتمى دغمش بعناصر “الجيش السوري الحر”، الذين ساعدوه في الوصول الى أدلب “وما بعد بعد أدلب”. اقتصرت رحلته الاولى على زيارة المناطق الحدودية ليعود الى تركيا ويقرر دخول سوريا ثانية، لكن هذه المرة الى مناطق أكثر عمقاً. وفعلاً وصل الى أدلب ومكث فيها خمسة أيام يراقب أجواء المنطقة وضواحيها، ليكن بذلك المراسل العربي الأول الذي يدخل تلك المناطق. في أدلب وبنش وسرمين وباقي المناطق التي زارها، لمس دغمش الأمان عند الأهالي، والسبب أن هذه المناطق “محررة” ويسيطر عليها “الجيش السوري الحر”. ساعد أهالي أدلب مراسل “العربية” في الدخول الى بنش، حيث شاهد للمرة الاولى جثة هامدة ملقاة الى جانب الطريق، “لم يستطع معرفة هوية صاحبها نظراً الى خطورة التوقف في المكان”. الرحلة الى هذه المناطق تجنبت ثلاثة اخطار: “الجيش السوري، والجيش التركي، والجيش الحر”. وشرح دغمش ان “ما يقال عن تساهل رجال الجيش التركي مع العابرين، وخصوصاً الاعلاميين، أمر غير صحيح، بل إن هؤلاء يتساهلون مع اللاجئين فحسب، ويرشدونهم الى المخيمات المخصصة لهم. أما “الجيش الحر” فكنا حذرين جداً في اعلامه بقدومنا، للإبتعاد من أي خطأ غير مبرر يؤدي الى إلحاق الأذى بنا، وكان تعامله معنا ممتازاً، اما الجيش السوري فلو صودف ان التقينا به فما كنا لنخرج، ولم أكن اضع احتمال الاعتقال بتاتاً فهناك مصير واحد هو التصفية، لأنني أحاول نقل الحقيقة”. عيون مراسل سياسياً تختلف الأمور عما هي في الاعلام، اذ نقل لنا مراسل “العربية” مواقف الناس من المعارضة السورية والمجلس الوطني، وقال دغمش: “لا مكان للمعارضة السورية في أدلب، ومن هم على الأرض يصرون على تسمية أنفسهم الثوار”، كاشفاً عن “حال تململ كبيرة طالت أهالي أدلب من تشتت المعارضة وعدم قدرتها على تحقيق المكاسب السياسية للثورة”. هناك على ابنية أدلب وبنش وسرمين، فجوات سوداء رسمها الجيش السوري بقذائفه. ووفق دغمش، فان الجيش الأسدي كان يوقظ الأهالي كل صباح بقذائف تنهال عشوائياً على الاحياء، وكأنه يقول لهم: “صباح الخير أنا موجود بالقرب منكم”. بعض المناطق التي زارها دغمش، لم تقطع عنها الكهرباء، لكنها حرمت الاتصالات منذ بدء الثورة السورية، كما يؤكد انها مناطق مأهولة بما لا يقل عن 40 ألف سوري، والنازحون اقتصروا على النساء والأطفال أما الرجال ففضلوا البقاء في منازلهم وأحيائهم. ورغم الشح الغذائي الذي طال القرى في سوريا استطاعت أدلب التأقلم مع الأزمة، فاعتمد سكانها على المزروعات لتأمين الغذاء لاطفالهم. ونفى دغمش، وفق ما أعلمه أهالي أدلب، وصول اي مساعدات لهم، سواء من معارضين أو مجلس وطني او حكومات اجنبية. هامش الحياة لم يبتعد عناصر “الجيش السوري الحر” عن دغمش بل لازموه طوال رحلته، لحمايته من نيران الجيش السوري. ينقل صورة واضحة عن هؤلاء انهم يعيشون “على هامش الحياة، ولا حديث بينهم الا عن الموت الذي يفضلونه على الركوع او الاستسلام أمام النظام”. بالنسبة الى قضية السلاح ومصدره، أكد مراسل “العربية” ان ما يحمله عناصر “الجيش الحر” هو سلاح خفيف وقديم، اما التواصل في ما بينهم فيتم عن طريق ارسال الاشخاص لضمان وصول الرسالة، خصوصاً عندما تكون كتائب الحر على مقربة بعضها من بعض”. ولفت الى ان ما رآه من اسلحة بين أيديهم يقتصر على “الكلاشنكوف”، نافياً وجود أي دعم عسكري لهذه العناصر، لكنه أوضح ان هذا الجيش (الحر) يعتمد على خبرة بدائية في تصنيع المتفجرات والذخائر والألغام، وكشف عن ان “هذه الأسلحة الخفيفة يتم تهريبها عبر الحدود التركية من دون موافقة حكومة أنقرة. وهناك من باع أرضه ومواشيه ومنزله ليشتري السلاح”. ووفق ما ذكر “الجيش الحر” لدغمش فإن “قيادة هذا الجيش في تركيا منفصلة تماماً عن كتائب “الجيش الحر” داخل سوريا، ويغيب التواصل معها لعجز القيادة عن دعم عناصر الجيش الحر مادياً وعسكرياً”، كاشفاً عن أن مهمة القيادة “تنحصر بالاعلام فقط”. ليس هناك معقل واحد لـ”الجيش السوري الحر”، انما مقر داخل كل مدينة سورية، ولكل مجموعة قائدها وعناصرها وسلاحها الخاص. ووفق دغمش ان “الجيش الحر منقسم الى قسمين، الأول: المنشقون عن الجيش السوري، والثاني: مدنيون تطوعوا في “الجيش الحر” معظمهم من أهالي القرى فقدوا احد افراد أسرتهم على يد النظام”، لافتاً الى ان حجم القسم الثاني “يتوسّع مع ازدياد العمليات العسكرية”. لا يرى دغمش اي عنصر اجنبي في سوريا، سواء الى جانب النظام او الى جانب الثورة، لكنه لاحظ “مخلفات لأسلحة ايرانية، عبارة عن طلقات فارغة داخل بلدة اسمها عين البيضا قرب الحدود التركية”، مؤكداً رؤيته “جماعات مسلحة عبارة عن لجان شعبية لحماية الأهالي من النظام”. خلال وجود دغمش في سوريا، نشرت صحيفة لبنانية خبر اعتقال مراسل “العربية” في سوريا ليعود دغمش وينفي ذلك، وقال: “الحقيقة وصلني الخبر خلال وجودي في مدينة بنش، وارعبني جداً خوفاً على أهلي، واعتقد ان المخابرات السورية كانت تعلم بوجودي في مكان ما في أدلب، ولا أعلم سبب نقل الصحيفة الخبر الخاطئ”، طالباً منها “الاعتذار تبعاً للمقتضيات المهنية”. المصدر: صحيفة النهار اللبنانية

الحجر الصحفي في زمن الحوثي