الرئيسية > محليات > حضور رسمي وسياسي في حفل تأبين فقيد الوطن عبد القدوس المضواحي بصنعاء

حضور رسمي وسياسي في حفل تأبين فقيد الوطن عبد القدوس المضواحي بصنعاء

يمن فويس - صنعاء : اقيم اليوم الاربعاء في العاصمة اليمنية صنعاء  حفل تأبيني لفقيد الوطن الكبير  والقيادي في التنظيم الوحدوي الناصري الدكتور / عبد القدوس المضواحي وسط  حضورا رسمي وسياسي كبير. وفي حفل التأبين الذي اقامته اللجنة التحضيرية ألقى رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه كلمة أشار فيها الى ان مناقب وصفات الفقيد الذي خسرت برحيله الساحتان اليمنية والعربية مناضلا وطنيا وقوميا عالي الهمة.

وقال باسندوة: " نلتقي اليوم في هذا الحفل التأبيني للفقيد الراحل الدكتور عبد القدوس المضواحي، لنتذكر صديقا عزيزا فقدناه ومناضلا، ونتذكر إنسانا رائعا بلغ في أخلاقه وسلوكياته قمة عليا في النبل والسمو، ونتذكر قائدا سياسيا واضح الرؤية جسور المواقف نادر المثل.. نتذكر كل ذلك لان الذكرى تنفع المؤمنين..".

وأكد الأخ باسندوة ان الفقيد المضواحي ظل عصيا على الرضوخ لأساليب الترغيب والترهيب، وظل على الدوام ذلك الثائر المخلص لمبادئه المحب لشعبه المتفاني في خدمة الأهداف العظيمة التي آمن بها.. وقال " لقد ارتبط الراحل العزيز الدكتور عبد القدوس المضواحي بعلاقات وثيقة بالشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي لكنه لم يرهن هذه العلاقة لمنفعة شخصية او لمنصب زائل وظل يعمل هو ورفاقه في الحركة الوطنية اليمنية من اجل وضع السلطة في خدمة الشعب لا في خدمة فرد او عائلة معينة.

ولفت رئيس الوزراء الى ان الالتزام الأخلاقي والسلوكي للدكتور عبد القدوس المضواحي هو الأساس الذي جعله عفيف اللسان نظيف اليد طاهر السريرة.. مبينا ان حبه وإخلاصه لشعبه ووطنه هو الأساس الذي حصنه من الانزلاق الى متاهات الخصومة اللجوجة وتجنب المعارك المفتعلة والهامشية والابتعاد عن استعداء الآخرين لأنهم يخالفونه في وجهة النظر".. وقال" وعلى نفس القاعدة من حب الشعب والإخلاص لمصالحه كان الدكتور عبد القدوس صوتا قويا في الدعوة الى وحدة القوى الوطنية ورص صفوفها في مواجهة الاستبداد والظلم والتخلف ومن اجل بناء وطن يزدهر بالحريات والعدالة والمساواة والتنمية".

وأكد ان الدكتور عبد القدوس المضو احي نموذجا فذا من القادة السياسيين الذين وضعوا أهواءهم الذاتية ورغباتهم الشخصية خارج الحسابات والمواقف السياسية واتخذوا من الشعب ومن تحقيق مصالحه هدفا لهم ولم يحيدوا عن هذا الطريق قيد أنملة على الرغم من تعقد الظروف وتزايد المخاطر او تنوع المغريات المعروضة.

وأوضح الأخ باسندوة ان الفقيد الراحل مثلما كان مناضلا وطنيا يتسم بالنقاء والثبات المبدئي، فقد كان مناضلا قوميا يتصف بعمق الانتماء للأمة العربية ولقضاياها الكبرى ومثلما كانت له ادوار ومواقف مشهودة على الساحة الوطنية، فقد عرفته الساحة العربية في مشرق الوطن العربي ومغربه مكافحا عن حقوق العرب وحرياتهم وعن قضاياهم في التحرر والتقدم والوحدة.

وحث الشباب اليمني والعربي على ان ينهلوا من معين قيمه الذي لاينضب وان يتخذوا منه قدوة تحتذى.. وقال" أدعوا الشباب في اليمن وفي البلدان العربية لان يتعلموا السياسة من الدكتور عبد القدوس ومن أمثاله السياسيين المفعمين بالصدق والنظافة".

وفي كلمة التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري قال الاخ سلطان حزام العتواني الأمين العام للتنظيم قال فيها:" لقد تلقينا معاً بأسى وحزنٍ يتجاوز جغرافيا المكان والذي نجتمع فيه اليوم لرثاء أحد رموز البلاد الوطنية , ونجتمع اليوم علّنا نواسي أنفسنا قبل أهل الفقيد المفجوعين بهذا الرحيل الذي لم يكن مجرد رحيل رجلٍ تتجسد فيه الوطن بل رحيل وطنٍ تجسد في رجل."

واضاف العتواني : ان حزننا اليوم لا ينبع من لحظةٍ تمكنَ فيها الموت من الظفر بالانقضاض خلسةً وعلى حين غفلةٍ من فقيدنا ليسدل الستار ويكتب خاتمةً لتاريخٍ مشرق من النضال , فمن نرثيه اليوم سبق وأن تحدى الموت وهزمه هو ورفاقه من قادة التنظيم في الملحمة الوطنية التي جسدوها في 15أكتوبر 78م حين استشعروا الخطر المحدق بالوطن والمستقبل من قوى التخلف والارتزاق , تلك القوى التي اغتالت مشروع الدولة المدنية الحديثة وقائدها الرئيس الشهيد /إبراهيم الحمدي رحمه الله .

 وقال:" لقد شاءت الأقدار أن أقف اليوم مؤبناً أخاً كريماً ورفيق درب عزيز على قلبي , وهو ما يضاعف حزني ويزيد ألمي على فراقه. لقد عشنا سنوات نضال بحلوها ومرها ورغم ما حملته تلك السنوات من آلام ومعاناة خصوصاً مع ضراوة الهجمة على كل حامل فكر وعاشق حرية إلا انها حفلت بكل ما هو كفاحي وانساني وتركت بصمات تستحق أن تحكى لتأخذ مكانها في سجل التاريخ."

 وأكد إن رحيل المضواحي وما مثله من خسارةٍ على الصعيدين التنظيمي والوطني قد ترك فراغاً كبيراً يصعب ملؤه حيث خسر التنظيم ابناً باراً انتمى الى صفوفه باكراً وكان على الدوام مثالاً للمناضل الصلب الثابت الخطى الشديد الوفاء, لقيم الناصرية ومثلها العليا.

واشار إلى أن الفقيد احتل مواقع قيادية متقدمة في مرحلتي العمل السري والعلني وشغل موقع الرجل الأول في التنظيم في بعض مراحل مسيرته وكان مثالاً للقيادي القدوة والنموذج المحتذى, الذي يحظى بالحب والاحترام داخل التنظيم وخارجه , تقديراً لأدواره النضالية والتضحيات الجسيمة التي قدمها , وهو القائد والثائر الذي تربى على نهج الشهيد عيسى محمد سيف ورفاقه من أبطال الحركة الناصرية في 78م .

 وقال ان الفقيد امتاز بسجايا نضالية عظيمة , وسيرته تحكي فصول مشهودة ونقاط ضوء, وعنوان مجدٍ , ستظل تتناقلها الأجيال وتمثل نبراساً لعشاق الحرية وكل التواقين للانعتاق والسائرين على درب النهوض الوطني والقومي.

 واوضح أن الفقيد عاش مع طليعةٍ امتلكت وعياً مبكراً بدورها الرسالي , وأدركت حجم التحديات التي واجهت الثورة ومشروعها الوطني , وكان المضواحي رحمه الله مثالاً للطليعي الذي يتقدم الصفوف دفاعاً عن الثورة وقيمها , وعندما انحرف المسار الثوري وارتهن القرار الوطني كان ورفاق دربه الخالدين سباقين في الانتفاض والتمرد على النظام الفردي والاستبدادي يوم 15أكتوبر 78م ومنهم من نال الشهادة , ومنهم من ظل سائراً على نفس الدرب يحمل رسالة الثوار من أجل التغيير ويبشر بالغد الأخضر.

وأضاف أن الاقدار شاءت أن يلتحق "المضواحي" بالرفيق الأعلى وهو يرى قلاع الظلم والاستبداد تتهاوي واحدة تلو الاخرى , وقد أصبح مشروع التغيير الذي ناضل من أجله واقعاً ملموساً يمضي في تحقيق أهدافه العظيمة في القضاء على الحكم الفردي الاستبدادي العصبوي العائلي ويضع اللبنات الاولى على طريق بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة

 وقال العتواني إن عجلة التغيير تحركت ولا يمكن أن تعود للوراء مهما كانت الصعوبات والتحديات , وإن من يحاول إعاقة مسيرة الوفاق الوطني وزرع العراقيل أمام الحكومة واختلاق الفوضى وضرب مقومات الحياة العامة , سينكشف أمره وستعريه جماهير شعبنا التي لن تنفض من الساحات إلا بعد تحقيق كامل الأهداف التي خرجت من أجلها .

 واشار العتواني إن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ومعه بقية أحزاب اللقاء المشترك وشركاؤه , وكل مكونات المجلس الوطني لقوى الثورة الشبابية الشعبية السلمية يؤكدون على أهمية سرعة تنفيذ المبادرة الخليجية وآلياتها المزمنة والاسراع في عملية توحيد الجيش وإنهاء الانقسام القائم اليوم ,والبدء الفوري بإعادة هيكلة الجيش وتوحيده تحت مسؤولية وزارة الدفاع , وكذلك إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وإخضاعها لسلطة وزارة الداخلية والعمل على توفير الأجواء المناسبة للحوار الوطني.

من جانبه اعتبر رئيس الهيئة العليا لأحزاب اللقاء المشترك الاخ عبد الوهاب الأنسي رحيل الدكتور عبد القدوس المضواحي خسارة فادحة للحركة الوطنية اليمنية والعمل السياسي بشكل عام ولأحزاب اللقاء المشترك والتنظيم الوحدوي الناصري بشكل خاص , مشيرا إلى أن خسارة الرحيل قد تجاوزت حدود الوطن لتمتد من الماء إلى الماء فلا غرابة أن نسمع صوت الدكتور المضواحي حاضراً في القاهرة وبيروت ودمشق تماماً كحضوره في صنعاء وتعز وعدن والحديدة .

وأضاف الإنسي في كلمته التي ألقاها في حفل التأبين "لقد رحل في لحظة نحن أحوج ما نكون له ولأمثاله من رواد الحركة الوطنية والسياسيين المحنكين الذين قلما تجدهم في الساحة الا انه خلف من بعده جيلا من الشباب الذين تحملون رسالته التي ناضل من اجلها بمسؤولية عالية وهي رسالة الحرية والانعتاق من أنظمة الفساد والاستبداد. "

وقال أن ثقافة الحوار التي ظلت صفة ملازمة للفقيد المضواحي وحنكته السياسية التي لازمته طوال مسيرته النضالية جعلته أن يكون رجل الحوار الأول دون أن يماري في ذلك احد , مشيرا إلى أن المضواحي كان سباقا في جمع شمل المعارضة اليمنية منذ إعلان التعددية السياسية التي جاءت مرادفا للوحدة المباركة حيث ساهم في تأسيس التكتل الوطني للمعارضة ومن بعده مجلس التنسيق الأعلى لأحزاب المعارضة وصولا إلى صيغة اللقاء المشترك.

وأشار إلى أن ثقافة الحوار التي انتهجها الراحل المضواحي علمتنا كيف ننتصر لحقوقنا المسلوبة والمصادرة وكيف نتعامل مع من نمد له الورد ويمد لنا الموت.

وتابع أننا اليوم نجتمع لتأبين معلما من معالم الفكر الذين سطروا بمواقفهم الخالدة انصع صفحات التاريخ . 

وأضاف رئيس المشترك" لقد كانت أصداء الرحيل تدوي بكل العواصم التي شعرت بهذا المصاب كون الأمة قد فقدت واحداً من خيرة الرجال الذين جعلوا فلسطين هي قضيتهم الأولى في كفاحهم الطويل ضد قوى الهيمنة. "

وقبل إلقاء كلمة الرئيس علي ناصر محمد، قال السفير علي محسن حميد الذي ألقاء الكلمة نيابة عنه :" بداية أود القول أنه لولا انتصار الثورة لما تمكنا في تأبين الفقيد الراحل في هذا المكان ، لقد ذرف الرئيس علي ناصر محمد دمعا غزيرا أثناء تأبين الفقيد الكبير في القاهرة في 25 فبراير وذرف دموعا غزيرة أيضا في عام 2007 أثناء إحياء الذكرى الخامسة لاستشهاد توأم عبد القدوس الشهيد المناضل جار الله عمر في مقر حزب التجمع الوحدوي بالقاهرة وكان عبد القدوس حاضرا ذلك التأبين.

 وتحدث الرئيس السابق علي ناصر محمد عن الأدوار والمواقف النضالية الوطنية والقومية للفقيد المضواحي خلال مسيرة حياته،وقال في كلمته بحفل التأبين التي ألقاها نيابة عنه السفير حميد :" لقد عاش أبو إيهاب واهبا وبسخاء وقته وجهده وطاقته الثورية للثورة وللوطن والوحدة والحرية والكرامة وترجمة للتعددية السياسية إلى أفعال وقدم في سبيل ذلك أغلى ما يملك.

 وأضاف :" كان عبد القدوس مناضلا مقارعا للسلطة منذ وقت مبكر وعانى من القمع و من التشرد بعد فشل انقلاب 15 اكتوبر 1978 ، وكان ككل المناضلين المؤمنين بعدالة قضيتهم وبحتمية انتصارها لا يكل ولا يمل وهو يناضل في الخارج كما لو كان يناضل في الداخل، لقد واصل نضاله ودوره الوطني لإنهاء سلطة نهبت ثورة سبتمبر وأكتوبر والوحدة وحولتها إلى كلمات بدون مضمون وأسطوانات مشروخة تسبب الصداع وتشير إلى إفلاس السلطة وخلوها من أي ولاء وطني والتزام بقضايا المجتمع وتقدمه واستقراره.

 كما تحدث عن مشاركته في ثورة الشباب السلمية ،وقال: " يرحل عنا عبد القدوس وقد أسمعت ثورة الشباب كل من به صمم أن إرادة الشعب لا تقهر، وكنت على علم باتصاله المستمر بالساحة وميادين التغيير والحرية حتى آخر يوم التقيته فيه،وكان إيمانه عميقا بانتصار ثورة الشباب الذين عقدوا العزم على التغيير السلمي وواجهوا القمع والسلاح بصدور عارية وكان الفقيد يردد معهم في كل جمعة قبل سفره الإضطراري إلى القاهرة للعلاج من مرض في القلب : ارحل ، و الشعب يريد تغيير النظام.

 وأوضح أن الراحل العظيم لم يكن مهتما بما يخدم الوطن في حقل السياسة فقط بل في مجال من أهم المجالات وهو التعليم ،حيث كان من مؤسسي الجامعة اللبنانية في اليمن وعضوا في مجلس أمنائها،وقال: لقد ترجم في هذا الصدد ما قاله المناضل الكبير المرحوم الأستاذ أحمد محمد نعمان بأن التعليم هو الطريق إلى تغيير النظام الملكي.وكان الوطني النبيل عبد القدوس يشعر بقدسية الوحدة اليمنية والعربية والإسلامية وكناصري وقومي عربي مخضرم ورجل فكر معتدل ومنفتح، كان يسير عكس خط سير من تباهى بالوحدة المعمدة بالدم والمغمسة بالضم.

 وزاد :لقد كان عبد القدوس مع وحدة الشراكة والتكامل والإخاء والتعاون في السراء والضراء ،معبرا عن ذلك بطريقته كطبيب وهي وضع البلسم على الجرح وزرع البسمة على شفاه المريض وذلك خير ما يعمله الطبيب الإنسان،متحدثا عن دوره الانساني المصاحب لمواقفه النضالية وقال :" لقد كان عبد القدوس إنسانا بكل ما تحمله الكلمة من معنى،و كان عبد القدوس يؤمن بالعمل الجماعي وجسد ذلك في دوره الواضح في وثيقة العهد والاتفاق وفي إنشاء اللقاء المشترك الذي التزم بخيار المقاومة السياسية للسلطة وقواعد اللعبة السياسية النظيفة وكشف ألاعيب السلطة بطرق حضارية لاشك أنها أرست نوعا من الوعي الجماهيري الذي شكل مع عوامل وقوى أخرى مقدمة طبيعية لاندلاع ثورة الشباب السلمية، وقبلها كان الجنوب يعلن رفضه للتهميش في حراك سلمي سبق الثورات العربية وقدم التضحيات الجسام التي يفوق تضحيات بعض هذه الثورات.

 وسرد صفات الفقيد النبيلة ،وقال :" لقد كان المضواحي صديقا صدوقا، وإذا وعد صدق سواء على الصعيد الإنساني أو في مجمل علاقاته التي كان يضفي عليها حميمية وودا لا نظير لهما، أو بأعماله وإنجازاته وبصماته الإنسانية في مجال الطب، كطبيب أو العلمية والعملية ،والطبيب المبدع عبد القدوس كان سياسيا محنكا مقتدرا ووطنيا من الطراز الأول ووحدويا عربيا لا يبارى في الإخلاص لقضايا الأمة العربية المصيرية. وقدراته ومواقفه تلك مكنته من أن يحوز على ثقة الأخرين ومن القيام بأدوار فعالة كنت شاهدا على بعضها على المستوى اليمني والعربي والإسلامي.

 وحيا الحاضرين في تأبين الفقيد وقال :" أحي اجتماعكم المبارك لتأبين من يستحق هذا الاجتماع وما قبله في بيروت والقاهرة وما بعدهما فالصديق المناضل د. عبد القدوس الذي نقف اليوم حزنا وحدادا على روحه الطاهرة لفقدانه كصديق ورفيق درب لكل أحبائه الموزعين في دول شتى تقديرا وإجلالا لجهوده ذات البصمات الواضحة حيثما حل، بالأمس كانت صنعاء ترثيه واليوم عدن تواسي أهله وبيروت تتذكر مآثره وأثاره التي لا تمحى من الذاكرة العربية ، والقاهرة قالت كلمتها الصادقة بحقه وهي لن تنساه كما لن تنساه صنعاء وعدن وحضرموت وتعز وشباب الثورة الذي كان روحيا نضاليا وسياسيا واحدا منهم.

 وأختتم كلمته .." أن الحديث يطول عن الراحل العظيم الدكتور عبد القدوس المضواحي وما التكريمات المتكررة في اليمن وخارج اليمن لذكراه الخالدة إلا أصدق تعبير عن أنه كان قامة يمنية وعربية كبيرة تستحق مؤتمرات وندوات عديدة لتقول الشيئ القليل عن عطائه الكبير".

وشكر الاخ عبد الملك المخلافي عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في كلمة القاها بأسم اللجنة التحضيرية للتأبين الحضور الكبير من السياسيين والممثلي ممنظمات المجتمع المدني وشباب الثورة في يوم الوفاء لللفقيد الكبير.

وقال المخلافي أن هذه الفعالية تأتي بعد سلسلة من الفعاليات التي أقيمت في عدد من العواصم العربية ووصلت إلى المغتربيين اليمنيين في الولايات المتحدة الأمريكية وفاء للرجل ولمواقفه الناصعة على المستوى الوطني والعربي.

وخاطب المخلافي رفيق نضاله الفقيد المضواحي بان ينم قرير العين فأن شباب الثورة صناع الحلم يواصلون الدرب ويسيرون صوب تحقيق الحلم.

وأكد المخلافي على أن الفقيد كان مناضلا مخلصا مبدئيا مؤمنا وملتزما لللتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ومبادئه وأفكاره ، ومؤمنا أيضا بكل ماهو مشترك وبالتنوع .

وقال ان ما ناضل الفقيد المضواحي من اجله سعيا لتحقيق دولة مدنية يواصله جيل جديد ، وأنه لم يعد هناك من يجرنا في نفق مظلم. مشيرا إلى أن الفقيد جسد المبادئ سلوكا والسلوك مبادئ.

وخاطب المخلافي رئيس حكومة الوفاق الاخ محمد سالم باسندوة قائل: بأن الثورة امانة في عنقك وزملائك من الوزراء وأن الف عبد القدوس وعيسى محمد سيف، وجار الله عمر، وعبدالفتاح اسماعيل وعبد السلام مقبل والآلاف من الشباب الذين رووا هذه الارض بدمائهم في ثورتهم السلمية ، وكل التضحيات العظيمة لمن استشهد على مدى سنوات النفق المظلم من اجل دولة مدنية حديثة ديمقراطية.

وفي كلمة أسرة الفقيد قال إيهاب عبد القدوس المضواحي النجل الأكبر للفقيد أن والده علمهم القيم والمبادئ والسلوك السليم ، وكان زاهدا .

وقال إيهاب "علمني أبي أن الحياه زاد لنا واننا زاد لها ..ونحن زيادة عليها وهكذا عاش عمره قصيرا في أيامه طويلا في الآثر الذي تركه وراءه.

 وأضاف أن والده كان مدرسة حيه لهم يميزها عن كل مرافق التربية والتعليم والجامعات والدراسات العليا وانها لا تمتحن فيهم المعرفة فقط بل والممارسة ، وعلمه التواضع فهو رفعة المؤمن – علمهم الرضا وثقافة الابتسامة كثقافة جارية نبذلها في كل حين.

 وزاد نجل الفقيد "وفي تفائله عشنا أملا بأن القادم أفضل وهكذا كان ..واليوم وبعد عقود ثلاثة من العمر أتعرف علي أبي من جديد .. وفي قلبي أبي الذي عانى من عدة عمليات جراحية مفتوحة التئم جرح الوطن".

 الدكتور محمد الظاهري تسأل في كلمة بأسم قوى الثورة قائلا : لماذا نجيد الرثاء ولا نجيد الوفاء..؟ وهل يمكن ان نكرم المناضلين احياء ونجيد التكريم قبل التأبين..؟

وذكر الدكتور الظاهري مواقف له مع الفقيد منها انه عندما كان طالب دكتورة واثناء اعداده لرسالته التي كانت حول التعددية السياسية وعلاقتها بالقبيلة حين التقى بالمضواحي وقابله في عام 2001 بعد أن خذله قادة الاحزاب ونصحوه للذهاب الى المكتبات للبحث ، مشيرا إلى أن الفقيد كان الفقيد شهما معه معلوماتيا، وانتقد من كان حاكما انتقد سياساته وليس شخصه.

وقال أن الفقيد كان كريما متواضعا ووطنيا قوميا بامتياز ووحدويا جسورا .

من جهته قال د عبدالكريم دماج في كلمة المجتمع المدني ان رحيل الدكتور عبد القدوس المضواحي مثل فقدان لمقاتل عنيد وشجاع عن القيم والأخلاق، حيث كان مناضلا وطنيا وسياسيا بارزا.

وأضاف دماج قائلا" أن وفائنا للفقيد المضواحي تتطلب منا أن تغدو منظومة المثل الإنسانية الرفيعة التي تمثلها فقيدنا هي المثل السائدة والمرجعية الأسمى في تفكيرنا وسلوكنا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا , مؤكد على مواصلة درب نضاله الذي أفنى حياته من اجله وهو درب الحرية والكرامة ودرب الدولة اليمنية الديمقراطية دولة سيادة القانون والمواطنة المتساوية.

وتابع أن تأبين المضواحي هو احتفاء بديمومة وخلود قيمة النبل المتفردة في زمن هيمنة ثقافة الانحطاط والتخلف.

وقال دماج انه قدرا طيبا أن يشهد المناضل المضواحي بدايات هذا الانتقال الفذ وان يرى ثمرة حياته النضالية الحافلة بالعطاء تنضج يوما عن يوم لتقطفها سواعد أبنائه الفتية.

وقد استعرض في الحفل فيلم وثائقي عن حياة الفقيد ومراحله النضالية على المستويين الوطني والعربي والإسلامي ، وقصيدتين شعريتين لعبدالرحمن المضواحي وفخر العزب تناولتا مناقب الفقيد ودوره النضالي نالتا استحسان الحاضرين.

وشهد الحفل توزيع كتاب عن الراحل بعنوان" عبدالقدوس المضواحي حكاية ثورة وأسطورة كفاح " تضمن شهادات زملائه ورفاق دربه.

حضر الحفل عدد من الوزراء وقادة العمل السياسي وأعضاء السلك الدبلوماسي وزملاء الفقيد أقربائه ومحبيه

عن الوحدودي نت  

الحجر الصحفي في زمن الحوثي