الرئيسية > محليات > لأول مرة الكشف بالأسماء لقيادات حوثية نهبت المال العام في اليمن

لأول مرة الكشف بالأسماء لقيادات حوثية نهبت المال العام في اليمن

" class="main-news-image img

أكثر من نصف مليار تلقتها مؤسسة حوثية واحدة في 4 أيام فقط..

في يومين، استلمت منظمة حوثية أخرى ربع مليار..

مئات الملايين بإسم “هدايا العلماء” والجوامع ومراكز التعليم الحوثية و”في سبيل الله” و”المؤلفة قلوبهم”!

من مفتي الجماعة إلى رئيس لجنتها الثورية إلى قياداتها العسكرية البارزة، جميعهم يتزاحمون على “الشيكات” في كشوفات صرفيات الزكاة مع أنهم يصفونها بـ”أوساخ الناس”!

في يوم 30 أبريل 2019، استلم رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي شيكاً بـ20 مليون ريال من أموال الزكاة من حساب “الغارمين- أمانة العاصمة”، وبموجب “توجيه بدون أوليات”.

وفي 15 يونيو 2019، استلم يوسف المداني، القيادي العسكري الثاني في جماعة الحوثيين بعد زعيم الجماعة “عبدالملك” وزوج إبنة مؤسس الجماعة “حسين”، شيكاً بـ50 مليون ريال من أموال الزكاة مقابل “دعم المرابطين في الجبهة الشرقية بناء على طلب مقدم منه”، وقد صُرف له من حساب “سبيل الله- أمانة العاصمة”.

وفي اليوم نفسه، 15 يونيو2019، استلم قيادي حوثي آخر )من “بيت المداني” أيضاً(، هو أمين المداني، شيكاً بـ100 مليون ريال من أموال الزكاة باسم “المؤلّفة قلوبهم- أمانة العاصمة”. (نعم. ترِد هكذا بالحرف في كشوفات هيئة الزكاة: “المؤلَّفة قلوبهم”! وستتكرر هذه العبارة في كشوفات الهيئة للنصف الأول من 2019 أكثر من مرة، وسنتناول هذه النقطة في الحلقة القادمة من هذا التقرير).

هل تتذكرون يوم 8 يونيو 2020؟ ما يزال يوماً قريباً، أليس كذلك؟ في ذلك اليوم، سنًّت جماعة الحوثي تعديلاتٍ عنصرية على اللائحة التنفيذية للزكاة تقضي بمنح “الهاشميين” “الخُمُس”، أي 20 بالمئة من كل الثروات العامة والخاصة. وارتكز الحوثيون في تشريعهم العنصري هذا على إدعاء أن “الخُمس” فريضة واجبة على كل مسلم لـ”آل البيت” (الهاشميين) لأن “الزكاة” محرمة عليهم.

لكنّ الواقع يقول إنهم يأكلون الخمس والزكاة أيضا. والواقع الذي يقدمه لكم هنا “يمن سايت” يتحدث بلسان وعيون الوثائق والمستندات، وبالتحديد: وثائق ومستندات الهيئة العامة للزكاة الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء نفسها.

الوثيقة عبارة عن كشوفات صرفيات وعُهَد الهيئة العامة للزكاة شاملةً أرقام وتواريخ الشيكات المصروفة وأسماء المستلمين والجهات المصروفة لها خلال النصف الأول من عام 2019.

وتتألف الوثيقة، التي يحتفظ “يمن سايت” بنسخة منها، من 48 كشفاً ضمت 620 شيكاً صرفت لعدد من القيادات الحوثية البارزة وقيادات أخرى حوثية “غير معروفة” لكنها تنحدر- بحسب ألقابها الواردة في الكشوفات- من عائلات هاشمية كبيرة، وتشير أحجام الشيكات والعهد التي استلموها أنهم نافذون داخل الجماعة، فقد حملت لهم هذه الشيكات مئات الملايين من أموال الزكاة خلال الفترة الوجيزة المذكورة.

“يمن سايت” ينفرد بنشر تقرير من ثلاث حلقات عن هذه الوثيقة الهامة التي تثبت إستحواذ الحوثيين- وبخاصة قياداتهم ذات الألقاب “الهاشمية” من أعلى هرمهم القيادي إلى أسفله- على مليارات الريالات من أموال الزكاة خلال فترة قياسية جداً، بأوامر صرف غير دستورية وغير قانونية وتحت أبواب وبنود صرف غير واضحة المعالم كما وغير معلومة ومحددة في قنوات وطرق صرفها، وغالباً بدون أية بنود صرف أصلاً وبدون أوليات.

الوثيقة تكشف أيضاً أن ما لا يذهب من أموال الزكاة إلى جيوب قيادات جماعة الحوثي السياسية والعسكرية والأمنية يذهب لتمويل مدارسهم ومراكزهم الطائفية وتمويل مرجعياتهم الدينية التي تجادل بإستمرار بأن “الخُمس” من حق “آل البيت” “لأن الله ورسوله حرما عليهم الزكاة”. 

لكن، هل حرّموا هم الزكاة على أنفسهم فعلاً؟ كشوفات الهيئة العامة للزكاة، التي بين أيدينا، تجيب على هذا السؤال، وتزيح الستار عن جانب من عمليات النهب اليومية التي تطال أموال الزكاة، وأموال كل الموارد الأخرى، من قبل الحوثيين.

*الزكاة تذهب كـ”هدايا” لـ”علماء” الحوثيين:*

إذا سمعتم مفتياً أو خطيباً حوثياً يتحدث عن أحقية “آل البيت” (الهاشميين) في “الخُمُس” من كل الثروات العامة والخاصة لأن الزكاة محرّمة عليهم، فتذكروا هذا:

في 18 يونيو 2019، تم صرف شيك بـ50 مليوناً و400 ألف ريال من أموال الزكاة كـ”عهدة مشروع هدايا العلماء”، هكذا بالحرف ورد أمام الشيك في كشوفات هيئة الزكاة. لقد ابتدعوا مشروعاً أسموه “مشروع هدايا العلماء” الذي يقدم لـ”علماء” الحوثيين هدايا نقدية من أموال الزكاة بشكل دوري. ولا حاجة للإشارة هنا إلى أن معظم “العلماء الحوثيين” المعنيين هنا بـ”هدايا” الزكاة ينتمون في غالبيتهم العظمى إلى أسر هاشمية .

*يمن سايت


الحجر الصحفي في زمن الحوثي