الرئيسية > تقارير وحوارات > أكدت أن نجاح الحوار يحتاج إلى مزيد من الإجراءات الحاسمة .. الخارجية اليمنية : محافظ تعز على رأس قائمة المحافظين المقالين

أكدت أن نجاح الحوار يحتاج إلى مزيد من الإجراءات الحاسمة .. الخارجية اليمنية : محافظ تعز على رأس قائمة المحافظين المقالين

 أوضحت الأستاذة جميلة علي رجاء الوزير المفوض بوزارة الخارجية أن لقاء برلين الذي جمع مختلف الأطراف السياسية كان لقاء استكشافيا لمناقشة إمكانية إجراء الحوار السياسي الذي أكدته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقالت في حوار للـ “الجمهورية” بأنه من المفترض على رئيس الجمهورية أن يشكل اللجنة التحضيرية للحوار وأن تبدأ عملية الهيكلة للجيش والأمن والحوار أيضاً بشكل متزامن، بعيداً عن المماحكات السياسية حول أي العمليتين تسبق الأخرى على أن يسبق الجميع تثبيت الأمن والاستقرار ورفع المظاهر المسلحة، ووقف الانفلات الأمني في العديد من محافظات الجمهورية، وأكدت أن أبرز القضايا التي سيناقشها الحوار الوطني الشامل هو القضية الجنوبية التي تعتبر من أبرز القضايا الشائكة، خاصة أن هناك فريقا في الحراك يتبنى فكرة الانفصال، الأمر الذي يستلزم إعادة بناء جسور الثقة وذلك من خلال تنفيذ بعض الإجراءات، التي كما نلاحظ بدأ في تنفيذها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي.

حوار: عبدالرحمن مطهر

 مؤخراً أستاذة جميلة عقد حوار سياسي، أو بالأصح مائدة مستديرة بين مختلف الأطراف في برلين، وكنت أحد المشاركين كيف جاءت فكرة هذه المائدة المستديرة؟

ـ كما تعلم أخي عبدالرحمن فإن موضوع الحوار الوطني هو موضوع أساسي في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والتي تتكون من مرحلتين، المرحلة الأولى تبدأ من التوقيع على المبادرة وحتى انتخاب الرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي، أما المرحلة الثانية فبدأت من بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة لانتخاب الرئيس التوافقي وتستمر لمدة عامين أي حتى الانتخابات البرلمانية والرئاسية في العام 2014م، وعملية الحوار التي نصت عليها المبادرة هي تبدأ بالتواصل مع الشباب من مختلف التكوينات السياسية في المرحلة الأولى مما يعني التواصل مع التكوينات السياسية نفسها والمؤثرة على الشباب للتعريف بالمبادرة وتشجيع الدخول في الحوار، بما يعني التواصل مع ثلاثة مكونات أساسية هي الشباب والحراك والحوثيون؛ ولأن التواصل تأخر في المرحلة الأولى رغم بعض الجهود من قبل الاتحاد الأوروبي والحكومة، فقد جاء هذا اللقاء في برلين كمبادرة استكشافية من قبل منتدى التنمية السياسية وبدعم فني من قبل معهد بيرجهوف وتسهيل السفارة الألمانية في صنعاء لدراسة إمكانية الحوار بين مختلف الأطراف وكيفية بناء جسور الثقة بينهم وتهيئة الأجواء لحوار جاد وصريح خاصة بعد بعض التصريحات غير الإيجابية فيما يتعلق بالحوار.

وأضافت: يفترض في هذه المرحلة الآن أن يدعو فخامة رئيس الجمهورية إلى الحوار وإلى تشكيل لجنة تحضيرية ويستحسن كما رأت الأطراف في برلين أن تكون لجنة مستقلة عن الحكومة حتى لاتحمل الحكومة فوق طاقتها وحتى تكون قناة إضافية لتيسير الاختناقات في الحوار وغيره، كما يفترض أن يكون هناك مسح لكل الاتصالات التي تمت مع الأطراف السياسية الثلاثة “ الحراك والشباب والحوثيون” ودراسة نتائجها وإدماجها في لقاءات الطاولات المستديرة السابقة لمؤتمر الحوار الوطني والذي سيكون بمثابة الإعلان النهائي لنتائج الحوارات والاجتماعات المصغرة في المحاور الأساسية للحوار ومنها النظام السياسي والدستور.. إلخ. يجب أيضاً تقوية التنسيق بين المجموعة الراعية للحوار بينها وبين بعض، وبينها وبين الحكومة؛ لأن الحكومة هي المعنية بنتائج الحوار في الأول والأخير.

^^.. ما طبيعة هذا الحوار؟ 

هو لقاء لاستكشاف إمكانية الحوار بين الأطراف المعنية، اقترح هذا اللقاء بعض الأطر المرجعية للحوار وقسمها إلى أطر دولية وإقليمية ومحلية، وقد طرح هذا اللقاء أهمية تهيئة الأجواء للحوار ومنها الأوضاع الأمنية المنفلتة ومعالجة بؤر المواجهات المسلحة وهي مهام اللجنة العسكرية التي تعثرت بعضها في المرحلة الأولى فرحلت إلى المرحلة الثانية وإنهاء المظاهر المسلحة، كما اقترحت مجموعة بودستوم “برلين” بعض الإجراءات التي من شأنها بناء الثقة بين المتحاورين الذين أثقلتهم تجارب حوارية سابقة فاشلة فجعلتهم يتشككون من أي تجربة حوار قادمة.. ومن أبرز نقاط تهيئة الأجواء التي طرحتها المجموعة وقف الحملات الإعلامية المتبادلة وهو مالم نلمسه بعد عودتنا والمتمثلة بالاتهامات المتبادلة بين رئيس المؤتمر الشعبي العام ورئيس الحكومة.

^^.. أستاذة جميلة أنت والدكتورة جميلة الراعبي شاركتما في حوار برلين من تمثلان تحديدا؟

أنا أمثل مكتب يمن للاستشارات السياسية وقد شاركت في عدة حوارات ونقاشات خاصة بالقضية الجنوبية والحوثيين، حيث شاركت في المؤتمر الأول للقضية الجنوبية في القاهرة 2011م، وتوسط مكتبي بين المنظمات الإنسانية الدولية والحوثيين، وكنا ضمن لجنة حقوقية لتقييم نتائج النزاع المسلح بين دماج والحوثيين، ولي علاقات جيدة مع مختلف الأطراف السياسية وبحكم أني شخصية إعلامية معروفة ودبلوماسية لأكثر من عشرين عاما. أما الدكتورة جميلة الراعبي فهي في منتدى التنمية السياسية ووكيلة وزارة الصحة، وأعتبر مشاركة المرأة في الحوار استحقاقا مهما على اعتبار أن النساء يجب أن يكن ممثلات في مختلف التكوينات الناشئة، كما جاء في الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية.

^^.. ماهي الخطوط العريضة التي تم الاتفاق عليها في لقاء برلين؟

بالإضافة إلى النقاط التي أوردتها من مرجعيات واقتراح بعض النقاط التي ستساعد على إنجاح الحوار منها على سبيل المثال بناء الثقة فأنا شخصياً أعتبر جملة الإجراءات التي اتخذها رئيس الجمهورية من تعيينات وإدراج العلاوات على الرواتب وتوفير عدد لابأس به من الدرجات الوظيفية ومنح رواتب لأسر الشهداء ومعالجة الجرحى هي إجراءات في طريق تهيئة الحوار، وإن كان الوضع بحاجة إلى المزيد من الإجراءات الحاسمة، خاصة في المجال الأمني مع المزيد من الظهور الإعلامي لفخامة الرئيس.. بالعودة إلى سؤالك من الخطوط العريضة يجب أن لايقصي الحوار أي جهة أو فئة وأن يتمكن كل مشارك من إسماع صوته، وتمثيل المرأة والمستقلين والفئات غير المنظمة مثل الشباب وكذلك ذوي الإعاقات، والعلماء، وقطاع الأعمال من خلال هيئاته الممثلة، وكذلك النقابات العمالية والفلاحية والمهنية، والأكاديميين.

^^.. مثل من تغيير المحافظين؟

لا أستطيع تحديد ذلك الآن، لكن بالتأكيد محافظ تعز على رأس قائمة هؤلاء المحافظين.

^^.. هل تم التطرق في حوار برلين إلى هيكلة الجيش؟

نعم تتطرق إلى ذلك وإلى ضرورة مراعاة البعد الوطني في موضوع الهيكلة وشخصياً أرى ضرورة انطلاق عمليتي إعادة الهيكلة للجيش والتحضير والبدء بالحوار بشكل متواز، بعيداً عن المماحكات السياسية حول أي العمليتين تسبق الأخرى على أن يسبق الجميع وقف التدهور الأمني وإعادة الجيش لمعسكراته كما جاء في الآلية، كما آمل أن لاتستخدم قضية مكافحة الإرهاب لتأجيل إعادة الهيكلة وإصلاح المؤسسة العسكرية.

^^.. لكن البعض يرى أن الإصرار على قراري مجلس الأمن في 94م هو إصرار على الانفصال؟

لاخوف من ذلك وقرارا مجلس الأمن في 94م لاينصان على الانفصال وينصان على الحوار ورئيس الجمهورية أشار أنه لايوجد خطوط حمراء في الحوار وبالتالي يجب أن يشارك الجميع لطرح مختلف القضايا بشفافية ووضوح وبمسئولية وطنية.

^^.. حتى لو كان المطلب هو الانفصال؟

ياأخي يشارك في الحوار أولاً وتعيد له الثقة بالاعتراف بمشروعية قضيته وتتخذ جملة من الإجراءات العملية تترجم جديتك واحترامك لها وبعدين لكل حدث حديث.

وأعتقد أن ماسيؤدي إلى الانفصال فعلاً هو الممارسات الخاطئة والتعسفات والعناد في الضلال، لكن إذا تمت مراعاة المواطنة المتساوية وتم تفعيل سيادة القانون وتم إعادة الحقوق لأصحابها وأوجدنا الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها الجميع ومارسنا الديمقراطية الحقيقية وتم منح صلاحيات واسعة للمحافظة تحت أي مسمى فيدرالية أو حكم محلي واسع الصلاحيات أو أي مسمى كل ذلك سيعزز ثقة المواطنين ببعضهم البعض وكل هذا القضايا سيناقشها المؤتمر الوطني وسيعمل على معالجتها، ولن يكون كالحوارات السابقة التي كان فيها “فرك” بلهجة أبناء تعز.

^^.. كان فيها فرك ممن؟

من القيادة السياسية السابقة ومن المؤتمر الشعبي العام؛ ولذا تجربة الأطراف السياسية الأخرى في حواراتها مع المؤتمر تجربة مريرة وفيها تحسس ونوع من التشكك وفقدان الثقة، وأعتقد أن الرئيس هادي ـ إلى حد كبير ـ يمتلك المصداقية وهو محل ثقة جميع الأطراف السياسية.

^^.. كيف سيتم الحوار، بأي شكل؟

الحوار كما أفهمه شخصياً الكيفية لم تناقش باستفاضة في لقاء بودستم سيتم من خلال عقد جلسات على طاولات مستديرة لمناقشة مختلف القضايا الموجودة على الساحة الوطنية وبمشاركة مختلف الأطراف. مثلاً الحراكيون سيعقدون جلسات حوارية مع بعضهم البعض ثم تتوسع الدائرة لتشمل القضية الجنوبية ككل ثم مع الأحزاب السياسية الأخرى وهكذا حتى نصل في الأخير إلى المؤتمر الوطني الشامل والذي سيتم فيه مناقشة مواد الدستور؛ لأنه شكل النظام الجديد للدولة، والحوثيون والشباب على نفس المنوال حلقات صغيرة في مسار الحوار حتى الوصول إلى المؤتمر الوطني.

^^.. معنى ذلك أن حوار برلين لم يتطرق إلى الفيدرالية أو شكل الدولة؟

لا لم يتطرق إلى ذلك وهي كما ذكرت حوارات استكشافية ولتحديد المرجعيات والمبادئ العامة والتي تتمثل في سيادة القانون والديمقراطية والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية وهي مبادئ عامة وفي إطارها ستناقش القضايا الأخرى في موائد مستديرة.

^^.. ماهي القضايا الشائكة من وجهة نظرك أستاذة جميلة؟

بالتأكيد القضية الجنوبية تأتي في صدارة هذه القضايا، خاصة أن هناك جزءا من الحراك الجنوبي يتبنى فكرة الانفصال؛ لهذا الحوار معهم سيكون مهما وفيه نوع من الصعوبة وكما ذكرت يحتاج إلى إعادة بناء جسور الثقة المفقودة وهذا يتمثل في اتخاذ بعض القرارات والإجراءات الجريئة والضرورية.

^^.. إزالة المظالم مثلاً؟

مثل الإجراءات التي تحدثت عنها وأيضاً إزالة المظالم وهذا جانب مهم جداً ، معالجة قضايا الأراضي المنهوبة في عدن أو حضرموت أو حتى في المحافظات الأخرى مثل الحديدة التي بدأت بتشكيل حراك خاص بها بسبب نفس الغرض رفع المظالم ونهب الأراضي.

^^.. هل تعتقدين أن فترة السنتين كافية لمعالجة كل هذه الإشكاليات المتعددة؟

إذا بدأت العجلة تدور إلى الأمام وحسنت النوايا وكان هناك هدف وطني حقيقي يتمثل في العمل على إيجاد الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية أعتقد أن هذه الفترة ستكون كافية لكن إذا ظللنا نشكك ولم نتقبل الآخر وظلت الأنا موجودة وتسجيل المواقف وما إلى ذلك فلا العامان ولا غيرها ستكون كافية.

^^.. ما حقيقة الخلاف الذي يقال إنه حدث بين الدكتور الإرياني ويحيى الحوثي؟

هو ليس خلاف بمعنى الخلاف، وإنما نستطيع القول إنه حدث “نزق” بلهجة صنعاء وتم احتواؤه سريعاً وحقيقة مثل هذه التسريبات لا تخدم أحدا ولا تخدم الحوار أساساً، خاصة أننا بحاجة إلى ترميم العلاقات لا إلى تأجيجها.

^^.. لكن مثل هذه النقاشات النزقة هي طبيعية بعد قطيعة لسنوات عديدة؟

بالتأكيد هي طبيعة بالنسبة لأي إنسان مثقف يتفهم طبيعة مثل هذه النقاشات لكن البعض اعتبرها الطامة الكبرى ومثل هؤلاء نستطيع القول إنهم لا يريدون نجاح الحوار.

^^.. بالمناسبة عندما شاهدت في صورة الآنسي والعطاس، كأن بينهما حميمية رغم القطيعة لثماني عشرة سنة؟

ـ تضحك وتقول مازحة قد يكون هذا جزءا من الأداء الجيد لهاتين الشخصيتين. الحقيقة أن لقاء برلين أعتقد أزال الجليد بين الشخصيتين خاصة وأنهما لم يلتقيا منذ 18 سنة.

^^.. خلال الأيام القليلة الماضية صدر قرار جمهوري باعتبار ضحايا ثورة الشباب شهداء للوطن، في المقابل لم يتضمن القرار ضحايا صعدة والحراك ومثل هذا قد يعيق الحوار؟

ـ هذا صحيح، لكن من المؤكد أن هناك إجراءات ستتخذ لجبر الخواطر وتقريباً قانون العدالة الانتقالية سيعالج مثل هذه القضايا ويمكن أن يطرح في الحوارات الأولية على اعتبار أن جميع الضحايا هم ضحايا لصراعات سياسية.

^^.. ماذا لو تحدثينا أستاذة جميلة عن مشاركتك في المؤتمر الجنوبي الأول الخاص بالقضية الجنوبية والذي انعقد في القاهرة في العام الماضي؟

في هذا اللقاء تمت دعوتي كمراقبة وأنا كنت متواجدة في القاهرة وكان بقيادة الرئيس علي ناصر محمد والمهندس حيدر أبو بكر العطاس وعدد من الجنوبيين المتواجدين في القاهرة أو خارج اليمن وأيضاً عدد من قادة الحراك المتواجدين في اليمن وقد صدرت وثيقة رؤية سياسية إستراتيجية لحل القضية الجنوبية عن هذا اللقاء لعلكم قد تابعتمونا في الجمهورية ومنها تبني الدولة الاتحادية الفيدرالية البرلمانية.

^^.. بعد مشاركتك في كل هذه اللقاءات، ألا تعتقدين أن اليمن ذاهبة إلى الفيدرالية؟

لا أستطيع الجزم بذلك، لكن إذا كان هذا هو الحل الأنسب لمعالجة القضايا والحل الذي أجمع عليه المتحاورون فليكن.. مع العلم أن الفيدرالية ليست سهلة؛ لأنه هل ستكون من إقليمين أو أكثر أيضاً هل سنستوعب هذا النظام أم لا وأنا لا أعارض الفكرة، لكن الأمر يحتاج فعلاً إلى كوادر مؤهلة للتعامل مع هذا النظام ومحاولة الاستفادة من تجارب الآخرين، وأعتقد لو الأمور اتجهت إلى هذا المسار فإن الأمر سيحتاج إلى فترة غير قليلة حتى يستوعب الجميع هذا النظام.

^^.. بالنسبة لصراع الدولة مع الحوثيين ما سببه من وجهة نظرك؟

السبب للأسف هو سوء إدارة الأزمات من قبل الرئيس السابق والتلاعب بهذا الملف للحصول على المساعدات أو الابتزاز، بالإضافة إلى تدخل بعض الأطراف الإقليمية.

^^.. لكن ما الأسباب الجوهرية لهذا الصراع المذهبي؟

هناك صراع مذهبي مثلا وجود مركز دار الحديث في دماج وهو سلفي في منطقة تعتبر معقل الشيعة وبه جنسيات متعددة وجود هذا المركز السلفي في صعدة يؤدي إلى حساسية للطرف الآخر الذي يعتبره تهديداً لمذهبه ووجوده مع غياب ثقافة القبول بالآخر وسيادة القانون والمواطنة المتساوية ووجود تلاعب في هذا الملف وأعتقد أن هناك من يستفيد من هذا الصراع المذهبي.

^^.. ما الحل الأنسب لمعالجة هذه القضية من وجهة نظرك؟

قضية صعدة ياأخي ليست بالقضية المعقدة وإنما المشكلة أنه حدث فيها تعسفات خلال الفترة الماضية حقيقة الستة الحروب التي حدثت كانت عبثية وغير مبررة، وكانت فيها تدخلات سياسية إقليمية ودولية فللأسف لم يكن هناك حس وطني ولم يكن هناك مبادئ أو قيم وعندما ذهبت إلى هناك وجدت مناطق بأكملها مدمرة بالكامل والنازحين بأعداد كبيرة، وفي تصوري أن اليمنيين رغم الاختلافات والإشكاليات الكبيرة عقلاء إلى حد كبير بدليل وجود هذه الثورة التي اعتقد الكثير من المحللين السياسيين أن اليمن ستتجه نحو العنف الشامل والانهيار لوجود السلاح والأمية المنتشرة وما إلى ذلك، لكن ذلك لم يحدث مقارنة بما حدث في ليبيا ويحدث حالياً في سوريا، وقد يكون ذلك نتيجة لأن تجاربنا في الحروب مريرة وأحزاننا كبيرة وبالتالي لدينا حذر من اللجوء إلى العنف والحرب الشاملة، لاحظنا أن العنف حدث في مناطق محددة كالحصبة وأرحب ونهم وتعز مثلاً، لكن بحمدالله لم تتحول إلى الحرب الشاملة أو الأهلية بالرغم أننا مؤهلون لذلك.

الجمهورية نت


الحجر الصحفي في زمن الحوثي