الرئيسية > محليات > اليمن.. تاريخ سياسي قصير حافل بالصراعات

اليمن.. تاريخ سياسي قصير حافل بالصراعات

تصوير أ.ف.ب
تصوير أ.ف.ب

يمن فويس - ملكة البدر :

رغم التاريخ السياسي القصير نسبيًا للجمهورية اليمنية التي تأسست عام 1962، إلا أن هذه الجمهورية شهدت طوال سنواتها الخمسين عدة حروب أهلية وأعمال عنف، قبل أن ينتهي الأمر بثورة شعبية أطاحت بالرئيس علي عبد الله صالح وأجبرته على الاستقالة من منصبه.

 وترسخ البنية الاجتماعية في اليمن دور النظام القبلي وتمنحه دورًا يفوق دور مؤسسات الدولة، هذا بالإضافة إلى تراكم 3 مشكلات رئيسية، هي نفوذ تنظيم القاعدة، وظهور «الحوثيين» في الشمال، والرغبة الجامحة لدى سكان المناطق الجنوبية في الانفصال.

 وبدأ الصراع في اليمن عام 1962 عندما تأسست الجمهورية اليمنية في الشمال، إذ اندلعت حرب أهلية بين الإمام وأنصاره المدعومين من السعودية، ودعاة الجمهورية بدعم مصري، وانتهت بإعلان الجمهورية اليمنية في المناطق الشمالية. بينما بقي جنوب اليمن تحت الاحتلال البريطاني إلى أن استقل لاحقًا عام 1967، وبدأت الاشتباكات تندلع بين شطري اليمن.

وبعد تولي الرئيس السابق علي عبد الله صالح مقاليد الحكم عام 1978، استمرت الاشتباكات بين الجانبين حتى حقق الشمال الانتصار وانتهى الأمر بإعلان الوحدة عام 1990، وهرب الرئيس الجنوبي علي ناصر محمد.

 وفي 1994، تجددت الحرب بين القوات الشمالية والجنوبية بعد أن أعلن نائب الرئيس علي سالم البيض انسحابه إلى عدن، عاصمة جنوب اليمن السابق، وإعلانه استقلال الجنوب، وهو ما قابله علي عبد الله صالح بالنكران، واصفًا إياه بإنه إعلان «غير قانوني»، وانتصر في الحرب وأعاد ضم الجنوب من جديد.

 ولكن على الرغم من ذلك فإن تنظيم الحراك الجنوبي مازال فاعلاً في المناطق الجنوبية، ويثبت من حين إلى آخر قدرته على حشد مئات الآلاف من أنصار استقلال الجنوب وإعادة إعلانه دولة من جديد.

 وإلى جانب المشكلة المزمنة في الجنوب، شهد عام 2000 أولى هجمات تنظيم القاعدة، وبعدها وقعت تفجيرات انتحارية بالقرب من السفارة البريطانية، وعام 2001، اندلعت أعمال عنف قبيل الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وبعدها وافق اليمنيون على تمديد فترة رئاسة الرئيس اليمني علي صالح.

 واستمرت أعمال العنف فيما تعهد صالح لواشنطن بأن تكون اليمن «شريكة في الحرب على الإرهاب» في نوفمبر 2011. ثم بدأت اليمن في محاربة أنصار رجل الدين الشيعي حسين الحوثي، في شمال اليمن، منذ يونيو 2004، وقتلت من «الحوثيين» ما بين 80 و600 شخص، حيث تتراوح الاحصاءات بشكل كبير للغاية في هذا الصدد.

 وأعلنت القوات الحكومية أنها قتلت الحوثي بحلول سبتمبر 2004، وبالرغم من ذلك استمرت الاشتباكات والمذابح بين القوات الحكومية والحوثيين، إلى أن بدأت الثورة اليمنية في يناير 2011.

 وعام 2005، ظهرت الاحتجاجات الاقتصادية في اليمن، عندما تظاهر الآلاف احتجاجا على تقليص إعانات الوقود، وأسفرت الاشتباكات بين الأمن والمتظاهرين عن وقوع أكثر من 36 قتيل على الأقل. وعام 2006، فاز صالح بولاية رئاسية جديدة، وبعدها بعام مباشرة، جرم القانون اليمني التظاهر في صنعاء وأعلنت السلطات منع حمل اليمنيين أية أسلحة.

 وإقليميًا، ترتبط اليمن بعلاقات متشابكة وقوية مع الدول الخليجية، بحكم موقعها الجغرافي في شبه الجزيرة العربية وتحكمها في مضيق باب المندب عن طريق البحر الأحمر، بالإضافة لارتباطها بحدود مع المملكة السعودية من الشمال، وعُمان من الشرق.

 وقد بدأت إرهاصات الثورة في ديسمبر عام 2010 عندما اعتصم مئات اليمنيين أمام البرلمان احتجاجا على التعديلات الدستورية التي أجراها حزب «المؤتمر الشعبي الحاكم». وفي منتصف يناير وعقب يوم من هروب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى السعودية يوم 14 يناير 2011، اندلعت الثورة التي أدت لتنحي علي عبد الله صالح بموجب شروط المبادرة الخليجية، وتولي نائبه عبد ربه منصور هادي الحكم.

المصري اليوم


الحجر الصحفي في زمن الحوثي