الرئيسية > محليات > سيول الأمطار في مناطق سيطرة الحوثيين.. تهديد للمدن التاريخية وعجز في إدارة الكارثة

سيول الأمطار في مناطق سيطرة الحوثيين.. تهديد للمدن التاريخية وعجز في إدارة الكارثة

" class="main-news-image img

 

 

تتواصل الأمطار والسيول الناجمة عنها، على مدى أسبوعين، في ضرب كل المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين كما هو الحال في معظم المحافظات اليمنية، مسجلة خسائر بشرية ومادية كبيرة، وسط غياب تام لدور السلطات المعنية خصوصا في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي.   وتسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها غالبية المدن اليمنية، الثلاثاء، بأضرار مادية كبيرة في الممتلكات وتسببت بقطع خطوط رئيسية مسببة إعاقة كبيرة للمسافرين نتيجة الانهيارات الصخرية في العديد من الطرق الرئيسية بمختلف المدن.   كما أدى تدفق السيول وانهيار الحواجز المائية إلى جرف منازل وتسجيل حالات وفاة كما هو الحال في صنعاء، وعمران والحديدة، في حين لم تقوم سلطات الأمر الواقع التابعة للحوثيين بأي إجراءات واكتفت بنشر أخبار عن تلك الكوارث ودعوات جهات داعمة للإغاثة.   مدن تاريخية مهددة وفي العاصمة صنعاء تسببت سيول الأمطار، بسقوط أجزاء من أحد أسوار صنعاء القديمة، فجر الاثنين، وقالت مصادر محلية لـ "يمن شاب نت" أن نحو 15 مترا، تقريبا، من السور الجنوبي تعرض للسقوط، وأدى إلى انهيار منزل أحد المواطنين   القريبة من السور وتعرضه لأضرار مادية كبيرة".   كما تعرضت أسطح منزلين للانهيار بصنعاء القديمة المدرجة ضمن التراث العالمي التابعة لليونيسكو، نتيجة استمرار هطول الأمطار فيما يشكو عشرات المواطنين من تآكل أسطح منازلهم والبعض منهم اضطر إلى شراء طربيل لحماية سطح منزله.   ويخشى سكان صنعاء القديمة من تعرض منازلهم للانهيار مع استمرار هطول الأمطار،  داعيين سلطات الأمر الواقع الحوثيين والمنظمات الدولية للوقوف إلى جانبهم .   من جهتها وجهت الهيئة العامة للمحافظة على المدن والمعالم التاريخية في اليمن (التابعة لسلطات الإنقلابيين الحوثيين) نداء استغاثة إلى  المنظمات الدولية، لإنقاذ مدينة صنعاء التاريخية التي تضررت جراء الأمطار.   وقالت الهيئة في بيان لها، أمس الإثنين، وجهته للمنظمات الدولية المعنية بالتراث وخصصت فيه منظمة اليونيسكو إن "مباني صنعاء القديمة التي صمدت لمئات السنين نكاد نفقدها في أي لحظة، جراء استمرار هطول الأمطار الغزيرة وغير المسبوقة والتي نتج عنها انهيار شبه كلي لعدد من المباني مأهولة بالسكان"، حسبما نقلت عنها وكالة "سبأ" النسخة الحوثية.   و تحدث بيان الهيئة عن حدوث انهيارات جزئية للجدران الحاملة والأسقف بسور مدينة صنعاء الشمالي والجنوبي، مؤكدا أن "هذه المدينة العالمية تواجه اليوم كارثة حقيقية تهدد وجودها".   ووجهت الهيئة "رسالتها للعالم ليتحمل مسؤوليته تجاه انقاذ هذا التراث الإنساني"، معبرة عن أملها "أن تجد هذه الاستغاثة تفهما وتجاوبا".   ومدينة صنعاء القديمة مسجلة في سجل التراث العالمي منذ العام 1986م.   الأمر ذاته ينطبق على مدينة شبام كوكبان بمحافظة المحويت التي باتت معرضة للانهيارات جراء الامطار الشديدة والسيول التي تجتاح المحافظة.   والاثنين انهار "سد الرونة" بمنطقة حبابة الواقعة بمديرية ثلاء، وتداول ناشطون مقاطع فيديو تظهر لحظات انهيار حاجز السد وبدء تدفق السيول باتجاه مدينة عمران ومدينة شبام التاريخية في المحويت.   خسائر بشرية ومادية   وفي حصيلة أولية رصدها محرر "يمن شباب نت" تم تسجيل 6 حالات وفاة 3 منها في صنعاء وحالتي وفاة في الحديدة وحالة في إب خلال اليومين الماضيين، إضافة إلى عدد من المصابين.   ففي صنعاء توفيت امرأتان وطفل وأصيبت امرأتان، الاثنين، جراء تهدم منزل بمنطقة وادي ظهر بمديرية همدان بمحافظة صنعاء (صنعاء)جراء الأمطار الغزيرة.   وفي الحديدة (غرب) تسببت سيول الأمطار بوفاة شخصين وإصابة عددا آخرين في قرية الشراقية بمديرية المراوعة.   وتوفي مواطن في مديرية السدة وأصيب 2 آخرون بانهيارات صخرية في محافظة اب(وسط)، بعد أيام من تسجيل حالة وفاة في ذات المديرية.   وعلى مستوى الخسائر المادية تضررت عشرات المنازل في مديرية عتمة بمحافظة ذمار(وسط) جراء السيول، كما تضررت مزارع وطرقات فرعية في عدة مناطق من المديرية.   وشهدت مديرية المراوعة  بمحافظة الحديدة (غرب)تهدم أكثر من خمسين منزل نتيجة تدفق السيول عليها الأثنين الماضي، وجرفت سيول الأمطار خيام النازحين بمديرية حيس وتسببت بأضرار كبيرة في ممتلكات المواطنين ومساكن النازحين في أطراف المدنية.   وتسببت السيول المتدفقة على خيام ومساكن النازحين المبنية من القش بإتلاف ممتلكات المواطنين من محتويات غذائية وأثاث ووفقا لصور ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي فقد غرقت الخيام والمساكن بمياه السيول نتيجة هطول أمطار غزيرة على مديرية حيس بمحافظة الحديدة غرب اليمن.      وأعلنت ميليشيا الحوثي أمس الثلاثاء، أن سيول الأمطار  تسببت بتهدم نحو 30 منزلا، بالإضافة إلى جرف أكثر  من 18 كيلومترا من الأراضي الزراعية في محافظة عمران (شمال).   تحذيرات من القادم   ولا تزال بعض المحافظات تشهد هطول أمطار غزيرة حتى اللحظة وسط تحذيرات للمواطنين من الابتعاد عن أماكن تدفق السيول مع تحذيرات من انتشار سحب رعدية ضخمة في عددا من المحافظات اليمنية وفقا لصور الأقمار الصناعية.   ويتوقع مركز الأرصاد الجوية استمر هطول الأمطار في المرتفعات الجبلية والمناطق الساحلية، محذرا من تدفق السيول والانهيارات الصخرية، وقال "أن الارض تكون رطبة ومشبعة بمياه الامطار مما يسهل في تدفق السيول".   ويحذر مركز الأرصاد "بعدم التواجد في مجاري السيول وبطون الأودية والحذر من الانهيارات الصخرية والطينية والانخفاض في الرؤية الأفقية في الطرقات والمنعطفات الجبلية، وحذر مرتادي البحر من الرياح الشديدة واضطراب البحر في مياهنا الإقليمية".   ولقي عشرات الأشخاص حتفهم، خلال الأسبوعين الماضيين، جراء سيول ضربت محافظات يمنية، فيما تضررت آلاف الأسر ودُمرت آلاف المنازل، بينها منازل نازحين.  


الحجر الصحفي في زمن الحوثي