الرئيسية > محليات > الممثلة والمذيعة التي مثّلت زوجة "زخيم" في مسلسل "همّي همك": لم أستطع الحصول على الجنسية لبناتي..!!

الممثلة والمذيعة التي مثّلت زوجة "زخيم" في مسلسل "همّي همك": لم أستطع الحصول على الجنسية لبناتي..!!

يمن فويس - أمجد عبدالحفيظ :

“هيا” ذات السابعة ربيعاً لم تدرِ وهي تستعد الآن للدخول إلى المدرسة أنها لا تملك شهادة ميلاد تثبت أنها

طفلة يمنية؛ كل ما تدركه هو أنها تريد أن تدرس لا أكثر, “هيا” التي تكبر أختها الثانية “شجى” بعامين لا تدرك حتى إنه لا يحق لها أن تحصل على نفس الحقوق التي يحصل عليها الأطفال ممن هم في نفس سنها، ليس لكونها تحمل عيباً خلقياً أو مرضاً معدياً، فقط لأن أمها اليمنية انفصلت عن أبيها الذي يحمل الجنسية السعودية.

الذنب ليس ذنب “هيا” التي وضعها القدر بين انتماءين، انتمائها الأول إلى أبيها كون الأحقية للأب في بنته، والآخر إلى الأم التي تحمل الجنسية اليمنية؛ لكن “هيا” لم تحمل أياً من الجنسيتين إلى اليوم، كما أن الذنب ليس ذنب أمها التي جمعها القدر أيضاً بهذا الرجل رغم أنها رفضته ثلاث مرات قبل أن يتحقق الزواج حسب ما أفادت فاطمة.

تعيش “هيا” إلى اليوم مع أمها؛ لكن أباها أبى إلا أن يعيش في منزل آخر، بعد أن تزوّج فتاة أخرى بنفس الطريقة التي تزوّج بها فاطمة سابقاً؛ أي دون أوراق رسمية تثبت زواجه في السفارة السعودية، ومعناه في القوانين السعودية أنها لا تملك أي حقوق عليه في حال انفصاله؛ كون عقد الزواج غير مقيد في السفارة بصورة رسمية!!.

قبل سنوات ذهبت فاطمة إلى السجل المدني في الحديدة لإخرج شهادة ميلاد لبناتها، لكنهم أخبروها في السجل المدني: “ما فيش أي شيء يمكن يفيدني لأنه يعامل بناتي كأجانب بحكم أنهن من أب غير يمني، حاولت وحاولت وحاولت أنني أخرج شهادة ميلاد، بعدين أخرجتها بطريقة أخرى” حسب ما أفادت فاطمة.

استوضحت منها: كيف؟! فأجابت هم بيفهموها.. وذكرت أنها أخرجتها من صنعاء؛ لكنها شهادة ميلاد تثبت أنهن سعوديات في السجل اليمني لا في السجل السعودي ولا حتى في السفارة السعودية.

إلى الآن لم تستطع أن تعطيهن جنسيتها على الرغم من أن مادة في القانون اليمني تكفل حق الأم في أن تعطي جنسيتها أولادها، لكن هذه المادة لم تفعّل حسب ما أخبرها مختص السجل المدني، حينها انصدمت، لتطرح تساؤلاً على أصحاب القرار: “لماذا هذه المادة في القانون اليمني لم تفعّل, وما هي الإشكالية, ألم يكفل القانون للمرأة حقوقها، أم أن المرأة اليمنية لها نُص مواطنة..؟!”.

لم تقف المرأة التهامية والتي يعود أصولها إلى ريمة مكتوفة هذه المرة خاصة وهي ترى أن بناتها غير مثبتات لا في اسم أبيهن، ولا تستطيع هي أن تعطيهن جنسيتها ليأخذن حقوقهن كمواطنات يمنيات، فذهبت إلى السفارة السعودية ترفع مظلمتها؛ لكن الجهات المختصة في السفارة أخبروها أنهم لا يملكون حق التصرف كون أن أوراقها غير رسمية وغير مثبتة في الداخلية السعودية ولا في السفارة السعودية، وأن عقد زواجها شرعي وليس رسمياً ضمن القانون السعودي، لكنهم من باب الجميل ساعدوها بقدر ما استطاعوا ضمن اللوائح, وطلبوا منها عقد الزواج وشهادة الميلاد وصورة من هوية زوجها السابق, كما طالبوا إقراراً خطياً من الأب يعترف فيه ببناته.

تقول فاطمة: “في إقرار بالمحكمة في القضية التي رفعتها بشأن النفقة بأقواله لمّا كان القاضي يسأله: بناتك هن؟، فأجابه: نعم بناتي وأعترف بهن، وأنا مش منكر، فإذا حصلت على هذه الصورة من المحضر، على أساس أنه يكون نوعاً من الإقرار في البصمة، أو أحاول أنني أخلّي القاضي يجبره على كتابة إقرار ويبصم, كما طلبوا مني صورة من جوازه، ورقم جواله ليتواصلوا به، وعلى ضوء هذا أدخل السفارة من جديد”.

فاطمة الخالدي واحدة من مجموعة من النساء اللاتي تزوجن سعوديين ولم يدركن حقوقهن لا هن ولا أسرهن؛ ووقعن ضحايا الجهل، ألم يوجد هناك الكثير من النساء اللاتي تزوجن سعوديين بهذه الطريقة فغادروا إلى العمل ولم يعودوا؟!.

وحتى نجنّب “هيا، شجى” والكثيرات من أمثالهن عناء الهوية؛ يتوجب على الأب عندما يتقدّم إلى بنته شاب أجنبي أن يطلب منه تصريح زواج من الداخلية للبلد التي ينتمي إليه، ومن ثم يذهب معه والفتاة إلى السفارة التابعة لبلده ليثبتوا الأوراق، ويكون عقد الزواج داخل السفارة.

نأمل من السفارة السعودية أن تتفهم وضع “هيا” وأن تكمل فرحتها الدراسية بمنحها جنسية أبيها من أجل الحصول على حقوقها الكاملة كفتاة سعودية يكفل لها القانون السعودي حقها في التعليم والنفقة من الأب، كما أننا نوجّه رسالة إلى أصحاب القرار في السجل المدني اليمني ألا يحق لــ “هيا، شجى” أن يحصلن على جنسية أمهما، وأن يجمعن ما بين الجنسية السعودية واليمنية، خاصة أن الطفلتين تعيشان مع أمهما في اليمن؟

تتبع يمن فويس النسخة الانجليزية – اضغط هنا


الحجر الصحفي في زمن الحوثي