الرئيسية > الصحة والمجتمع > لماذا تظهر بعض حالات COVID-19 الشديدة بين الشباب في أمريكا؟

لماذا تظهر بعض حالات COVID-19 الشديدة بين الشباب في أمريكا؟

" class="main-news-image img

منذ ظهوره، كان COVID-19، المرض الناجم عن فيروس كورونا الجديد، أكثر فتكا بكبار السن، ولكن المزيد من التقارير تظهر إصابة الشباب بحالات شديدة من المرض.

ومن بين الحالات المبلغ عنها الأولى في الولايات المتحدة، كان نحو 40% من المرضى الذين يحتاجون إلى دخول المستشفى تتراوح أعمارهم بين 20 و54 عاما، وفقا لتقرير جديد من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC).

وفي الوقت نفسه، بدأت القصص المأساوية عن مرض الشباب الشديد والموت في الظهور، حيث أصيب اثنان من العاملين في مجال الرعاية الصحية يبلغان من العمر 29 عاما بمرض خطير في ووهان، نجا منهما واحد فقط، بحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".

وهناك قصص أخرى عن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما ممن يعانون من أعراض شديدة للمرض، ما أثار أسئلة عدة حول ما إذا كان الشباب الذين يبدو أنهم أصحاء يجب أن يكونوا أكثر قلقا بشأنCOVID-19.

فماذا تخبرنا هذه الحالات عن المرض؟

يقول خبراء الصحة إن هناك أسبابا تجعل الناس في كل فئة عمرية يتوخون الحذر، فعلى الرغم من أن كبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة بحالة خطيرة أو الموت بسبب المرض، فإن هذا لا يعني أن بعض الشباب لن يتعرضوا لمثل هذه الحالات. لكن هذا العدد من الحالات الشديدة بين الشباب لا يزال صغيرا بما لا يكفي لدحض البيانات التي تظهر أن كبار السن هم الأكثر عرضة للخطر.

وتبرز بيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أن الشباب ليسوا محصنين من الإصابة بحالة خطيرة من المرض، حيث أن 38% من المرضى في المستشفيات تتراوح أعمارهم بين 20 و 54 عاما.

وحلل تقرير مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، أول 2500 حالة تم الإبلاغ عنها في الولايات المتحدة، ومن المرجح أن تكون الموجة الأولى من الحالات هي الأكثر خطورة حيث أن الاختبارات كانت محدودة للغاية في البلاد لبعض الوقت، لذلك من المحتمل أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض أقل لم يلاحظهم أحد. ومع ذلك، أكدت البيانات ما تعلمناه من بلدان أخرى: يزيد خطر الوفاة من COVID-19 بشكل كبير مع تقدم العمر، مع 80% من الوفيات لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما.

وتوضح الدراسات أن الشباب معرضون للإصابة بـCOVID-19 تماما مثل كبار السن، لكن الفرق الكبير بينهم وبين كبار السن هو أن معدلات وفيات الشباب من المرض تميل إلى أن تكون أقل.

ومن المرجح أن تشهد الولايات المتحدة تزايدا في حالات إصابات الشباب على مدى الأسابيع القليلة القادمة لمجرد أن الوباء لا يزال يتزايد. 

ويرجح الخبراء تزايد إصابات الشباب وحتى الأطفال بمرض شديد بشكل أكبر في الولايات المتحدة، مقارنة ببقية دول العالم، إلا أنه، ولسوء الحظ، في أمريكا، جميع الفئات العمرية للسكان ليسوا في صحة جيدة.

ويقول بنيامين سينغر، أستاذ مساعد في الطب الرئوي والرعاية الحرجة في كلية الطب بجامعة نورث وسترن، إن الظروف الصحية الكامنة ربما تجعل الشباب عرضة لحالة خطيرة من الفيروس.

ويقول لي ريلي، رئيس قسم الأمراض المعدية وعلم اللقاحات في جامعة كاليفورنيا، في بيركلي: "عندما تجد حالات خطيرة أو حتى الوفاة بين الشباب، ليس لدينا بالفعل معلومات كاملة عن هؤلاء المرضى. لكن من المحتمل أن يكون بعض هؤلاء الأشخاص قد عانوا من حالات طبية لم نكن نعلم عنها.

ويمكن للحالات المزمنة التي قد تؤثر على الشباب، مثل مرض السكري، أن تزيد من صعوبة التعافي من المرض".

وأكد أنتوني فوسي، رئيس المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، إنه حتى الأشخاص الأصغر سنا الذين يشعرون بصحة جيدة يحتاجون إلى التعامل مع الوباء بجدية لأنهم يستطيعون نشر الفيروس حتى لو لم يشعروا بأي أعراض.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي