الرئيسية > شؤون خليجية > أكدوا أن من حارب شعبه يستحق المحاكمة وليس الرحيل فقط..ثوار إب: جادون في مرحلة التصعيد ولا تراجع عن إسقاط بقايا النظام الفاسد

أكدوا أن من حارب شعبه يستحق المحاكمة وليس الرحيل فقط..ثوار إب: جادون في مرحلة التصعيد ولا تراجع عن إسقاط بقايا النظام الفاسد

> يمن فويس / أخبار اليوم - استطلاع/ عبدالوارث النجري امتازت يوميات الثورة في محافظة إب بتفاعل غير عادي من قبل عامة المواطنين مع دعوات شباب الثورة للمشاركة في المسيرات والاعتصامات وأداء صلاة الجمعة في المكان المحدد، وكذا العصيان المدني، وغير ذلك، وبسبب تعامل النظام مع أبناء هذا المحافظة كمواطنين من الدرجة الثانية في مختلف قضاياها، ودعمه المتواصل للمشائخ والنافذين في العزل والمديريات لقمعهم واغتصاب حقوقهم ومصادرة حرياتهم، نجد أن لأبناء هذه المحافظة حضور فعالاً داخل ساحات الحرية والتغيير في مختلف محافظات الجمهورية.. لذا نجد الشباب في ساحة خليج الحرية وسط مدينة إب يتحدثون بثقة وإصرار عجيب عن الاستمرار في الاعتصامات ومواصلة التصعيد الثوري السلمي حتى إسقاط بقايا النظام وتحقيق كافة أهداف الثورة الشبابية الشعبية. يقول الأخ/ محمد - أحد شباب الثورة في المحافظة، ويعمل مدرساً: إن النظام خلال السنوات الثلاثين الماضية لم يعمل أي شيء جميل من أجل المواطن ليعيش حياة حرة كريمة داخل وطنه، بل على العكس، فالمواطن الملتزم الشريف هو الأكثر فقراً في المجتمع، حيث لا يمثل المرتب الذي يأتي نهاية الشهر أي شيء مقابل الالتزامات المطالب بها ابتداءً من البقالة ومروراً بإيجار المنزل الذي يسكنه والمأكل والمشرب، وفواتير الكهرباء والمياه التي تقصم الظهر وانتهاءً بالكماليات الأخرى. ويضيف: إن الفساد المالي والإداري الذي عشعش في مختلف المرافق الحكومية خلال فترة نظام صالح قد كانت له الآثار السلبية الكثيرة، فمثلاً في قطاع التربية والتعليم منها تدني مستوى التعليم جراء انقطاع المعلمين عن العمل واستبدال بعضهم عن طريق البدل بخريجين بمبالغ زهيدة تؤثر على أداء ذلك المعلم داخل الفصل.. هذا إلى جانب سيطرة العمل الحزبي على العملية التعليمية برمتها من خلال التعيينات الإدارية داخل كل مدرسة، والتعامل مع المعلمين وفق ذلك التصنيف السيء بعيداً عن الجودة في الأداء والالتزام بالعمل والمجاملات في الترقيات والإسهال في التعيينات الإدارية، حتى يصبح عدد الإداريين يساوي عدد المعلمين العاملين في المدرسة الواحدة. ويتابع: هذا إلى جانب المؤامرة التي تحاك ضد المنهج التعليمي بالذات حول اللغة العربية والإسلامية والوطنية وما طالها من تعديلات تستهدف الهوية والدين, أما جانب المشاريع يقول محمد إن هذا بحاجة إلى مجلدات لتكتشف في الأخير أن معظم مشاريع هذا النظام إما مساعدات أو قروض، أما مشاريع السلطة المحلية والمشاريع المركزية فمعظمها مشاريع متعثرة قد تعرضت للغش والتلاعب من قبل المنفذين والمشرفين على السواء في ظل غياب الرقابة وعدم تطبيق النظام والقانون ومحاسبة الفاسدين.. الأخ/ عمار هو الآخر يقول إن النظام الذي يحارب المواطن العادي في لقمة عيشه يستحق المحاكمة وليس الرحيل فقط, ويروي عمار معاناته في عهد هذا النظام قائلاً: أنا خريج كلية التربية والتعليم قسم جغرافيا واسمي مسجل في الخدمة المدنية منذ سبع سنوات وكل عام وأنا أقوم بعملية تجديد القيد وإلى اليوم لم أحصل على الوظيفة ومثلي كثير من الزملاء الخريجين الذين يعتدون بالآلاف وبعد تخرجي عملت في مدرسة خاصة ولكن المرتب لا يوفي بحاجاتي الشخصية، فما بالك بمصاريف أسرة كاملة خاصة وأن والدي قام بتزويجي وأنا في السنة الثانية بالجامعة ولدي ثلاثة أطفال, فاضطررت لترك المدرسة الخاصة والعمل حارساً لدى أحد المقاولين وخلال سنتين استطعت توفير مبلغ لا بأس به وفتحت لي محلاً في شارع تعز عبارة عن بوفية لبيع العصائر والسندوتشات وخلال ثلاث سنوات والأمور تمام رغم الانقطاع المتكرر للكهرباء وكذا المضايقات المستمرة لي من قبل جنود البلدية والضرائب والواجبات وصندوق النظافة وغيرهم، الكل يريدوا رسوم وحق العسكري وغير ذلك. ويستطرد: وبعد انطلاق الثورة كنت أشارك في المسيرات السلمية للشباب وأنا على قناعة أن هذا النظام صار عبئاً على الشعب وأصبح رحيله ضرورياً لإنقاذ حياة الملايين من أبناء هذا الشعب, وبعد مرور ثلاثة أشهر على بداية الاعتصامات والمسيرات بدأ العمل يضعف في البوفية جراء الانقطاعات المستمرة والطويلة للتيار الكهربائي ولأكثر من عشرين ساعة في اليوم الواحد, لذلك اضطررت لشراء مولد كهربائي لمواجهة تلك الانقطاعات المتكررة والطويلة للكهرباء, ولكن الفرصة لم تستمر حيث ارتفعت أسعار المشتقات النفطية ووصلت الدبة البترول الى ستة آلاف والديزل إلى عشرة آلاف ريال ورافق ذلك ارتفاع لأسعار المواد الأخرى مثل السكر وغيرها من المواد الغذائية والفواكه، إلى أن اضطررت لإغلاق المحل ودفع إيجار شهر كامل دون عمل ومن ثم بيع المحل. ويتابع: أسرتي الآن صارت مشردة ما بين منزل والدي وعمي وأنا لم يعد لي مكان سوى هذه الساحة مع إخواني المعتصمين الأحرار لإسقاط هذا النظام الفاسد وبقاياه وتحقيق كافة أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية وبناء دولة النظام والقانون والمؤسسات المدنية. ويقول وليد العديني وهو خريج كلية الآداب ويعمل في صالون حلاقة: إن المجزرة التي ارتكبت بحق المعتصمين في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء في جمعة الكرامة وخطاب الرئيس المتذمر واللامسؤول والذي ألقاه عقب تلك المجزرة هو ما دفعه لتأييد ثورة الشباب والانضمام إلى ساحة خليج الحرية للاعتصام مع إخوانه الشباب. ويضيف وليد أنه ومنذ بداية الثورة في تونس وبعدها مصر كان يتابع باستمرار يوميات الثورات العربية وفي اليمن وقبل جمعة الكرامة بدأ النظام يتحدث عن مضايقة المعتصمين لسكان حي الجامعة وبدأ الإعلام الرسمي يبث مقابلات واستطلاعات حول ذلك ليظهر أشخاصاً عبر القناة الفضائية الرسمية وهم يطلقون التهديدات والوعيد لإخواننا المعتصمين وما هي إلا أيام حتى تحدث تلك المجزرة بكل وحشية تتنافى مع قيم وأخلاقيات شعبنا اليمني لتستهدف إخوة لنا عزلاً لم يقترفوا أي ذنب سوى أنهم قالوا لعلي صالح الذي حكم البلاد أكثر من (33) عاماً إرحل فالشعب يريد إسقاط النظام, وقبل هذه المجزرة البشعة بحق إخواننا كان الرئيس نفسه في خطاب له في المؤتمر العام وأمام أكثر من أربعين ألف شخص قد وجه رجال الأمن بحماية المعتصمين في ساحة الجامعة, ومن خلال ما سبق ألا يعتبر هذا الشخص هو المسؤول أمام الله والشعب والوطن عن تلك المجزرة الدموية ومع ذلك فقد تم إطلاق المتهمين والمتورطين في تلك المجزرة ولا يزال التلاعب مستمراً في هذه القضية من قبل النيابة والقضاء وبتوجيهات من على صالح وبقايا نظامه وإلا ما هي مبررات إقالة النائب العام العلفي الذي ظل يطالب الحكومة بسرعة إحالة ملف هذه القضية إلى النيابة؟ لكن إن شاء الله بعد انتصار الثورة ورحيل بقايا النظام ستكشف الحقائق أمام شعبنا اليمني العظيم الذي تحمل فساد وتخبط وغش وقتل هذا النظام عشرات السنين. بهذه العبارة اختتم وليد حديثه، وبالرغم من صغر سن هؤلاء الشباب إلا أن حديثهم ذو شجون ونابع من القلب بمشاعر صادقة عن معاناة هي بالفعل أليمة في قلوبنا جميعاً ولا يقول غير ذلك إلا معتوه أو مخادع لنفسه ولمن حوله من عامة الناس الطيبين الذين يواصل الإعلام الرسمي تضليلهم منذ بداية الثورة، لكن شباب الثورة اليوم في مختلف محافظات الجمهورية وليس في محافظة إب فقط من يزورهم اليوم يدرك أنهم صاروا أكثر تجلداً وإصراراً على مواصلة مرحلة التصعيد الثوري، وعلى مستوى القرى والعزل والمديريات بمختلف الوسائل السلمية حتى حسم العمل الثوري وتحقيق كافة أهداف الثورة التي خرجوا من منازلهم وافترشوا الساحات والشوارع لأكثر من ثمانية أشهر بغية تحقيقها، وهذا حقهم المشروع الذي كفلته كافة اللوائح والقوانين. ويعد حلم كافة الجماهير اليمنية وليس الشباب المعتصمين من الأحزاب فحسب، فالعيش بأمن وحرية وحياة كريمة في ظل دولة مدنية حديثة يسودها النظام والقانون والعدل والمساواة حلمنا جميعاً الذي ظللنا خلال السنوات الماضية ننشده وللأسف اصطدمنا بتجاهل وتكبر وغرور واحتقار ذلك النظام الذي ظل خلال سنوات حكمه لا يسمع إلا من بطانته السيئة وتناسى أنه حاكم لأكثر من خمسة وعشرين مليون يمني وليس لعشرات الأقارب والمقربين. وكل من يحاول تقديم النصح والمشورة الصادقة يتم إبعاده وينعتوه بالمعارضة وأصحاب النظارات السوداء وغيرها من المسميات التي اعتادوا على التلفظ بها في خطاباتهم وبياناتهم دون أي شعور بالمسؤولية وآثار مثل تلك الممارسات والسياسات الخاطئة.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي