الرئيسية > محليات > تحقيق امريكي يكشف معلومات خطيرة حول وصول اسلحة سعودية اماراتية إلى يد الحوثيين في اليمن (مترجم)

تحقيق امريكي يكشف معلومات خطيرة حول وصول اسلحة سعودية اماراتية إلى يد الحوثيين في اليمن (مترجم)

" class="main-news-image img

كشف تحقيق جديد أجرته شبكة سي أن إن الأميركية، عن سقوط أسلحة أميركية الصنع في أيدي جماعات الميليشيات المتنافسة في اليمن، التي يصوب بعضها أسلحته ضد بعضهم البعض في نزاع مرير يزداد سوءًا.

وتظهر أدلة جديدة أن معدات عسكرية مما تم توفيره لحلفاء الولايات المتحدة قد تم توزيعه ـ بطريقة تنتهك صفقات الأسلحة ـ إلى أيدي ميليشيات في اليمن، بما في ذلك الانفصاليون الذين تدعمهم الإمارات. وهـم يستخدمونه الآن لمحاربة القوات المدعومة من السعودية في الحكومة المعترف بها دولياً، والذين يحملون أسلحة أميركية أيضًا.

وتأتي هذه النتائج الجديدة في أعقاب تحقيق حصري أجرته شبكة سي أن إن في فبراير/شباط وترجمه موقع يمن شباب نت والذي تتبع المعدات الأميركية الصنع التي بيعت إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. حيث تم العثور على الأسلحة في أيدي مقاتلين من غير الدول الموجودة على الأرض في اليمن، بما في ذلك المقاتلين المرتبطين بالقاعدة والميليشيات السلفية المتشددة والمتمردين الحوثيين الذين تدعمهم إيران، وذلك في انتهاك لقانون مبيعات الأسلحة.

 وفي أعقاب التقارير الأولية لشبكة CNN، قالت البنتاغون: إنه بدأ تحقيقه الخاص في النقل غير المصرح به للأسلحة الأميركية في اليمن. لكن وبعد مرور أكثر من نصف عام، يبدو أن الوضع على الأرض قد ازداد سوءًا.

ومع تصاعد الاقتتال الداخلي في جنوب اليمن، انتهز داعش الفرصة للظهور مرة أخرى هناك. حيث أعلن مسؤوليته عن سلسلة من الهجمات في عدن في أغسطس، تعد الأولى منذ أكثر من عام , كما تعد مؤشراً مقلقاً على أن الصراع يخلق فراغا لازدهار المتطرفين.

وجاء رد فعل المشرعين الأميركيين غاضباً تجاه النتائج الجديدة لشبكة سي أن إن. وقال أحدهم، وهذ السناتورة إليزابيث وارين، المرشحة البارزة للرئاسة في الحزب الديمقراطي لـعام 2020، والتي قالت "تقرير واحد عن المعدات العسكرية الأميركية التي تنتهي في أيدي أعدائنا يعد أمر مقلق. وهناك تقريران مقلقان للغاية."

 وقالت وارن إنها تعتزم متابعة النتائج مع إدارة ترامب. مضيفة: "لم تقدم وزارتا الدفاع والخارجية إجابات على الأسئلة التي طرحتها في فبراير وأعتزم متابعة الأمر ".

انتهاك اتفاقيات الأسلحة

من خلال العمل مع الصحفيين المحليين، تمكنت سي أن إن من تصوير عدد من السيارات الأميركية المحمية ضد الألغام المضادة للكمائن (MRAP) وهي تستخدم من قبل جماعات الميليشيات الانفصالية بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.أحدهما كان مدرعة BAE Caiman استخدمها الانفصاليون في القتال بشبوة، جنوب اليمن، ضد القوات الحكومية في أغسطس.

وكما هو الحال مع العديد من القطع الأخرى للأسلحة التي حددتها سي أن إن، فإنه يمكن إرجاعها إلى عقد لبيع أسلحة بقيمة 2.5 مليار دولار بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة في عام 2014.

ومثل جميع صفقات الأسلحة، كان هذا العقد ملزمًا باتفاقية المستخدم النهائي التي تصادق على المستلم في هذه الحالة - وهي الإمارات العربية المتحدة - كمستخدم نهائي للأسلحة. وبالتالي من هذا الدليل، يبدوا من الواضح أن هذا الاتفاقية قد تم انتهاكها.

في فبراير، أخبرت الإمارات شبكة سي أن إن، أنه لا يوجد أي انتهاك لمتطلبات الاستخدام النهائي "بأي طريقة".

وداخل المدرعة هناك دليل آخر على مصدرها. حيث كان لنظام تكييف الهواء التابع لها رقم تسلسلي من شركة Real Time Laboratories الأميركية، مما يشير إلى أن الجزء تم تصنيعه في منشأتها في ولاية ميسيسيبي.

وعند سؤال الشركة عما إذا كانت تعرف ما إذا كانت التكنولوجيا قد انتهى بها المطاف في الأيدي الخطأ في اليمن، أجابت Real Time Laboratories بأنها قدمت المنتج إلى أنظمة BAE في عام 2010 بموجب عقد مع الحكومة الأميركية، لكن "لا يمكنها التعليق على ما قد تكون الحكومة الأميركية فعلت في نهاية المطاف مع هذه المدرعات ".

وقالت متحدثة باسم BAE Systems، التي صنعت المركباتCaiman MRAP، أن الشركة تلتزم "بجميع قوانين ولوائح مراقبة الصادرات ذات الصلة في البلدان التي نعمل فيها".

وأحالت CNN إلى البنتاغون للحصول على مزيد من التعليقات.

ورداً على النتائج الجديدة لشبكة CNN، قال المتحدث باسم البنتاغون، المقدم كارلا غليسون في سبتمبر / أيلول أن التحقيق المشترك بين وزارة الخارجية ووزارة الدفاع في نقل الأسلحة غير المصرح به في اليمن ما زال "مستمرًا".

المشاركة في المعارك

عند تحليل ساعات من الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي للاشتباكات الأخيرة في جنوب اليمن، عثرت سي أن إن على العديد من الحالات التي تستخدم فيها تلك المركبات المدرعة من قبل مجموعات الميليشيات، وكثير منها يقاتل ضد القوات الحكومية.

وواحدة من أبرزها هي جماعة تعرف باسم "لواء العمالقة" - وهي ميليشيا يغلب عليها السلفيين أو المحافظين سنيًا للغاية -وتدعمها الإمارات العربية المتحدة. حيث يُظهر أحد مقاطع الفيديو الخاصة بهم مركبة MaxxPro MRAP أميركية الصنع، ويُزعم أنه يتم قيادتها في قافلة للانضمام إلى معركة الانفصاليين ضد القوات الحكومية في الجنوب.

ولم يستجب لواء العمالقة لطلبات CNN للتعليق. وفي وقت سابق من هذا العام، قال مسؤول إماراتي كبير لشبكة CNN أن لواء العمالقة "جزء من القوات اليمنية" وتحت "الإشراف المباشر" لدولة الإمارات العربية المتحدة. لكن اللواء انضم الآن إلى الانفصاليين في معركتهم ضد الحكومة.

ورداً على أحدث الأدلة، قال مسؤول إماراتي: "لم تكن هناك حالات لاستخدام معدات أميركية الصنع دون إشراف مباشر من الإمارات. باستثناء أربع سيارات استولى عليها العدو".

ولم تستجب الحكومة السعودية لطلب CNN للتعليق على هذه المسألة.

ولا يتم استخدام الأسلحة الأميركية مباشرة ضد حلفاء أميركا في اليمن، ولكن وجودها يصب أيضًا في صالح الدعاية الإيرانية في المنطقة. وأحدث مثال على ذلك لقطات بثتها قناة لبنانية موالية لإيران أظهرت مركبات مدرعة أميركية الصنع يتم تفريغها في ميناء يمني من قبل سفن إماراتية. واتضح أن هذه اللقطات لم تكن حديثة، لكن البث يشير إلى أن وجود معدات أميركية في اليمن لا تزال ورقة لعب بالنسبة لأعداء أميركا.

تعهدات البنتاجون

مع تصاعد الصراع وبعد أن بات دور الأسلحة الأميركية في تدهوره أكثر وضوحًا، إلى جانب تفاقم الأزمة الإنسانية كل يوم، تعهد البنتاغون بالتحقيق في الطريقة التي انتهى من خلالها المطاف بأسلحتها العسكرية في الأيدي الخطأ.

وقال الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية في حديثه أمام مجلس الشيوخ بعد يوم من نشر تقرير 'سي أن إن 'الأولي في فبراير،: أن الجيش "يحقق عن كثب في المزاعم".

وقد بدا قاطعا بأن الولايات المتحدة "لم تأذن للمملكة العربية السعودية أو الإمارات بإعادة نقل أي من هذه المعدات إلى أطراف أخرى على الأرض في اليمن


الحجر الصحفي في زمن الحوثي