الرئيسية > محليات > القبض على ساحر دنس 70 مصحفاً في واقعة هزت اليمن ( صور وتفاصيل ) 

القبض على ساحر دنس 70 مصحفاً في واقعة هزت اليمن ( صور وتفاصيل ) 

" class="main-news-image img

في واقعة هز تعز واليمن بشكل عام وبعد تكهنات، انكشف أمر الشاب “م.س” الذي كان يسرق المصاحف من مساجد إحدى قرى مديرية خدير بمحافظة تعز (جنوبي غرب اليمن)، ويرميها في البيارات (حفر لمخلفات الصرف الصحي) والمنازل المهجورة، مع عظام الحيوانات وأوانٍ مليئة بدماء القطط والكلاب ومخلفات البشر.

وقاد حديث زوجة الشاب (يتحفظ “المشاهد” عن ذكر اسمه) مع نساء القرية، إلى القبض على زوجها الذي رأته يمارس طقوساً مريبة في منزلهما في منطقة خدير وادي الحسين (جنوب مدينة تعز)، ومنها انتعاله للمصحف أثناء دخوله وخروجه من الحمام.

وقالت زوجه الشاب “م.س”، إنها شاهدت زوجها يجمع المصاحف في أوانٍ بلاستيكية ومعدنية، في سطح منزلهما، ويضع قاذورات ومخلفات بشرية معها.

تعلم السحر

وجد سكان “وادي الحسين”، مصاحف ممزقة ومرمية في بيارات القرية، وبعضها في منازل مهجورة، مع عظام حيوانات ودماء، حيث كان المتهم يمارس هذه الطقوس بغية تعلم السحر، بحسب الأهالي.

يقول عبدالرحمن سالم، من أعيان المنطقة، لـ”المشاهد”: وجدنا أكثر من 70 مصحفاً مرمية بين بيارات وقبور ومنازل مهجورة ومدنسة بمخلفات البشر والحيوانات.

وأضاف عبدالرحمن: “كنا نجد المصاحف في مناطق مختلفة وبأماكن مجاري المنازل والطرقات وأماكن تجميع مخلفات الحيوانات، ولم نستطع أن نعرف من يقف خلف هذا الأمر”، موضحاً أن “المصاحف كانت تختفي من المساجد، ونجدها في الخرائب والبيارات، ولم يخطر ببالنا أنه يقف خلف هذا الموضوع مسلم، ومن بيننا، يريد أن يتعلم السحر”.

وقبل انكشاف أمر الشاب “م.س”، الذي تربى في أسرة فقيرة، كان الرعب والخوف مسيطراً على سكان القرية، بعد انتشار خبر العثور على مصاحف القرآن الكريم في مجاري الصرف الصحي والمنازل المهجورة، بحسب علاء محمد، أحد أصدقاء الشاب المتهم بتدنيس المصحف وممارسة طقوس شعوذة وتعلم السحر، موضحاً بالقول: “وجدنا مصحفاً مرمياً في إحدى بيارات القرية، وتم استدعاء الناس وإعلامهم بالحادثة، وتم انتشاله وإحراقه أمام الجميع”.

وعند العثور على مصحف في البيارة، تم الاتفاق على إلقاء محاضرات وتخصيص خطبة الجمعة لمناقشة موضوع السحر والشعوذة والمصحف الذي وجد في مجاري أحد منازل القرية، وتحذير السكان من هذه الواقعة، وتم طبع محاضرة على قرص صلب، وتوزيعه في العزلة، بحسب علاء.

وبعد تحرٍّ وبحث، فوجئ سكان القرية أن زوجة “م.س” تحدثت للنساء عما يقوم به زوجها، بعد سماعها التحذيرات التي وصلتها في خطبة الجمعة، وتم إبلاغ أعيان القرية، ليتم تتبع المتهم وإلقاء القبض عليه، وإبلاغ الجهات المعنية في مركز شرطة مديرية دمنة خدير، الذي بدوره أحال قضية المتهم إلى إدارة أمن محافظة تعز الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.

وتم تشكيل لجنة لتقصي القضية وأبعادها، والنزول إلى عزلة وادي الحسين، وجمع شهادات زوجة المتهم وسكان القرية الذين عثروا على أكثر من 70 نسخة من القرآن الكريم مدنسة، في مناطق مختلفة في قُرى وادي الحسين.

وتم اعتقال الشاب المتهم بالسحر، ونقله إلى إدارة أمن مديرية خدير، ثم إلى إدارة أمن محافظة تعز في المنطقة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

التظاهر بالجنون

أكد أحد أقارب الشاب (خريج هندسة نفط ومعادن كلية شبوة التابعة لجامعة عدن)، لـ”المشاهد”، أن الشاب يعاني من مرض نفسي وجنون، وأنه كان يتلقى العلاج في صنعاء.

وأضاف أن “م.س” مجنون، ولدى أسرته تقارير تؤكد ذلك، وأن أخاه الأكبر كان يقوم بعلاجه وأخذه إلى المختصين في صنعاء بغرض العلاج.

ونفى أهالي قرية وادي الحسين لـ”المشاهد”، أن يكون الشاب مريضاً بحالة نفسية أو مصاباً بالجنون.

وقال عبده أحمد، أحد جيران الشاب، إنه “كان يتلقى العلاج لمدة يومين عند أخيه، ثم يرفض مواصلة العلاج بحجة أنه بخير، ولم يعد مصاباً بأي مرض”، مضيفاً أن الشاب “كان يتظاهر بالقيام بالصلاة وقراءة القرآن أمامنا، وأنه بخير وعاقل، ولا يعاني من شيء، وعندما يعود إلى القرية في منزله يقلبها جنون، ويمارس طقوس تعلم الشعوذة وتدنيس القرآن وكتابة الطلاسم”.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي