تسببت إجراءات فرضتها جماعة الحوثي المسلحة اليوم الثلاثاء بفعاليات طائفية بمناسبة يوم "عاشوراء" الذي يصادف العاشر من شهر محرم من كل عام هجري، الذي تقيّمه الجماعة في صنعاء بامتهان وتعسف المواطنين.
وقال مواطنون ومسؤولون محليون إن جماعة الحوثي أجبرت "مدراء المديريات على الحضور مع تحشيد عقال الحارات للمواطنين وتسجيل المخالفين عن حضور الفعالية ما شكل حالة طوارئ واستنفار للمجالس المحلية".
وأوضح المواطن عبدالولي الدروبي، في تصريح لـ"يمن مونيتور": تفاجئنا اليوم قيام اللجان الأمنية (قوات خاصة بجماعة الحوثي) بمنعنا من دخول منازلنا المجاورة الواقعة في شارع المطار في امتهان واضح لكرامة الانسان.
وأضاف قائلاً: كنت ماشيا على الاقدام من السائلة عبر الشارع المار من مستشفى المؤيد نظرا لمنع دخول السيارات ووصلت إلى جوار روضة الشهداء (أراضي لمستمثرين حولها الحوثيين لمقابر قتلاهم) واستوقفتني لجنة تفتيش وتوقفت للتفتيش ولكنني فوجئت بهم يمنعونني من المرور مع أنني كنت راجلا ولست راكبا بعذر انه ممنوع المرور من جوار المظاهرة.
وتابع قائلاً: اخبرتهم ان يفتشوني ويدعوني أعبر فأنا مريض وأعاني من الحمى وعندي إنزلاق في العمود وقد تعبت من المشي وايد أن اصل إلى منزلي.. ولكن دون جدوى.. قالوا هكذا التعليمات! أي تعليمات هذه التي تمتهن حريتك كمواطن وتمنعك من الوصول إلى منزلك مع أنك مدني مسالم لا تحمل سلاحا ولا شيء سوى بنطلون وقميص.
وقال: "حتى الله سبحانه يعطي رخصة للمريض في العبادات وهؤلاء لا يؤمنون بذلك. لماذا هذا التعسف؟!".
من جانبه قال محمد الأزرقي مواطن يسكن شارع المطار: على الحوثيين ان تقيموا مسيراتهم ومظاهراتهم بعيدين عن المناطق السكنية عنا وأقول لهم اتركونا في حالنا ولا تستخدموا شارعنا لفعالياتكم واقيموها في الميادين العامة المخصصة لذلك ودعونا بسلام.
وأضاف لـ"يمن مونيتور": اللجان الأمنية التابعة لجماعة الحوثي لا ترحم أحداً ولا تعترف سوى بالمشرفين وأقول: "(اللهم من شق على أمتي فاشقق عليه) ما هو ذنبنا بأن نعيش اجواء كئيبة وحزينة وبكاء وشتات انا لست من هذا المذهب ولن انتمي إليه في اي يوم من الأيام".
وتقدس الجماعات الشيعية ذكرى مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما)، حيث قامت الجماعة بفرض حضور إلزامي من قبل مديري مديريات أمانة العاصمة العشر الخاضعة لسيطرتهم، إقامة وتنظيم فعاليات طائفية للاحتفاء بمقتل الحسين، تحت شعار "عاشوراء.. تضحية وانتصار" وبتوجيهات عقال الحارات بحشد أكبر عدد ممكن من المواطنين.
على صعد متصل وجهت وزارة الأوقاف الخاضعة لسيطرة الحوثيين عبر المساجد التي تحتلها بالعاصمة صنعاء إلى "الاحتفال بيوم عاشوراء وإبراز مكانة آل البيت وحرمة الخروج عليهم ووجوب الاستماع لهم" في اشارة واضحة لزعيم جماعة الحوثي المسلحة.
وسيطر الحوثيون على صنعاء في 2014م، وسيطروا معها على المساجد والمدارس، وتدخل تحالف لدعم الحكومة الشرعية التي أسقطها الحوثيون تقوده السعودية في مارس/أذار2015م.
