الرئيسية > شؤون خليجية > صحيفة عكاظ ... معا إلى صنعاء ولو طال الزمن .. المملكة والشرعية اليمنية.. صنوان

صحيفة عكاظ ... معا إلى صنعاء ولو طال الزمن .. المملكة والشرعية اليمنية.. صنوان

" class="main-news-image img

جاء البيان الذي صدر عن المملكة أمس الأول؛ لتأكيد المؤكد؛ وتعزيز المعزز؛ وتكريس المكرس؛ فالمواقف السعودية حيال الأزمة منذ اليوم الأول لانقلاب الحوثي على الشرعية؛ وأيضاً من اندلاع الأحداث والتطورات المؤسفة التي شهدتها الساحة اليمنية مؤخرا؛ وتحديدا في العاصمة المؤقتة عدن؛ لم تتغير قيد أنملة؛ ولن تتغير لأن هذه المواقف مبنية على الثوابت السياسية السعودية؛ بهدف الحفاظ على وحدة وسيادة وأمن واستقرار اليمن ومنع اختطاف هذا البلد العربي الأصيل؛ من قبل النظام الإيراني الإرهابي ومليشيات الحوثي المدعومة منه؛ إلى جانب الحفاظ على اليمن موحدا بعيدا من أي محاولات لتفتيته والحيلولة دون سياسة خلط الأوراق وتغيير البوصلة عن الهدف الأساسي؛ لعاصفة الحزم وإعادة الأمل الذي يقوده التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن بدعم أعضاء التحالف وعلى رأسهم دولة الإمارات العربية التي لعبت دورا أساسيا في منع انقلاب الحوثي..

من الأهمية والضرورة القصوى أن يعي الشعب اليمني بمختلف التيارات والمكونات السياسية وتحديدا في الجنوب أهمية المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد، وهو ما يتطلب التكاتف ولمّ الشمل وتعزيز الوحدة وعدم السماح للمغرضين والمتربصين وأعداء اليمن باختطاف الانتصار الذي تحقق ضد مليشيات الحوثي المدعومة من النظام الإيراني، والمساس بوحدة وسيادة وأمن واستقرار اليمن؛ ومنع أي محاولات لتفتيت اليمن وتقسيمه لأن هذا لايصب في مصلحة اليمن؛ وهذا ما يسعى له أعداء اليمن.

إن ما حققه الشعب اليمني بدعم من فوات التحالف العربي لاستعادة الشرعية وقوات الجيش الوطني الشرعي من إنجازات واختراقات ضد مليشيات الحوثي يعتبر انتصارا ليس فقط للشعب اليمني بل للأمة العربية التي سحقت نظام الملالي الذي حاول التهام عروبة اليمن الأصيلة.

وعندما تؤكد المملكة أنها لن تتوانى عن التعامل بكل حزم مع أي محاولة لزعزعة استقرار اليمن الذي يعد بمثابة تهديد لأمن واستقرار السعودية والمنطقة، فإن المملكة ترسل رسالة واضحة وصريحة للأطراف المعنية بأن أمن اليمن من أمن السعودية والعكس صحيح والمساس بأمن اليمن هو مساس لأمن المملكة.

إن نشوب الفتنة بين الأشقاء في عدن والمحافظات الجنوبية، هو تدمير لمقدرات اليمن الموحد؛ خصوصا أن التصعيد الأخير في العاصمة المؤقتة والمسار الذي اتجهت إليه الأحداث، والآثار التي ترتبت عليها، وعدم الاستجابة لندائها السابق بوقف التصعيد والتوجه نحو الحوار؛ هي إجراء غير مقبول؛ وعلى جميع الأطراف والمكونات السياسية والتشكيلات العسكرية في عدن ضرورة الالتزام التام والفوري وغير المشروط بفض الاشتباك ووقف إطلاق النار، وأي انتهاكات أو ممارسات تمس بحياة الشعب اليمني الشقيق، باعتباره مطلبا رئيسيا لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الاقتتال في عدن.

إن تأكيدات المملكة على أنها لن تقبل بأي تصعيد عسكري أو فتح معارك جانبية لا يستفيد منها سوى المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة إيرانياً، والتنظيمات الأخرى المتمثلة في تنظيمي داعش والقاعدة، هي رسالة سعودية صريحة وواضحة بوقف العبث وتحكيم العقل والعودة إلى الرشد ووقف الاقتتال الذي لا يصب في مصلحة الشعب واليمن وانخراط جميع المكونات السياسية في الحوار الذي دعت إليه المملكة في أسرع وقت والالتزام ببيان المملكة والتحالف بالانسحاب من المواقع التي سيطرت عليها في عدن.

لقد التزمت السعودية التي تقود التحالف العربي بموقفها الثابت حيال دعم الشرعية اليمنية واعتبارها الممثل الشرعي لكل اليمنيين وعدم وجود أي بديل عن الحكومة الشرعية في اليمن؛ لأن أي محاولات للالتفاف على الشرعية هو نسف لليمن الموحد وأن المملكة لن تقبل بأي حال من الأحوال أي محاولات لإيجاد واقع جديد في اليمن باستخدام القوة أو التهديد بها، لأن مثل هذه الإجراءات لاتضر بأمن ومصالح اليمن الموحد فحسب؛ بل إنها تهدد الأمن الإستراتيجي للمنطقة.

والمطلوب في هذه المرحلة التزام المكونات السياسية في عدن بالبيانات السابقة التي صدرت منذ بداية الأزمة وضرورة استعادة معسكرات ومقرات مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية للحكومة الشرعية، وأن تنخرط الأطراف التي نشب بينها النزاع والحكومة الشرعية في حوار جدة بالمملكة بشكل (فوري) ودون تأخير؛ لأن أي تأخير سيكون له تداعيات سلبية على أمن واستقرار اليمن.

إن المملكة تحركت من دورها التاريخي تجاه الشعب اليمني وأن استمرارها في دعمها للشرعية اليمنية بقيادة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته؛ هو لاحلال السلام والأمن في اليمن ومنع التمدد الإيراني وقطع رأس الأفعى الطائفية.

والمملكة ستستمر في إطار التحالف العربي وأعضائه وخصوصا الإمارات في جهودها الرامية للمحافظة على مقومات الدولة اليمنية ومصالح شعبها وأمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه، والتصدي لانقلاب المليشيا الحوثية الإرهابية ومكافحة التنظيمات الإرهابية الأخرى.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي