الرئيسية > منوعات > مسامير: مسلسل كرتوني يعكس سلبيات المجتمع السعودي

مسامير: مسلسل كرتوني يعكس سلبيات المجتمع السعودي

ابعات - يمن فويس يأتي "مسامير" على شكل مسلسل كرتوني يتم بثه على موقع "يوتيوب" لتروي هموم وقضايا الشارع السعودي، يعرض ضمن حلقات لا تتجاوز الواحدة منها ثلاث دقائق، تختزل من خلالها السلبيات الموجودة داخل المجتمع، وتنتقده بأسلوب فني كوميدي ساخر مستخدمين الأفلام الكرتونية. وبدايات "مسامير" كانت عام 2011 بعدما التقى كل من مخرج المسلسل مالك نجر وكاتب الحلقات فيصل العامر، وتحديدا، بعد أن اصدر الأخير كتابا بعنوان "شغب" لكنه منع من النشر في السعودية. وفي هذا السياق، تحدث كاتب العمل فيصل العامر ل CNN بالعربية قائلا: "عندما التقيت بالرفيق مالك تحدّثنا عما يمكن فعله بخصوص مسلسل كارتوني يمتد لحلقات، كنت حينها أصدر كتابي (شغب) الذي منعه سعادة الرقيب، فاتفقنا أن يقوم المسلسل على نصوص الكتاب. فكانت الحلقة الأولى (جعلوني كورجيا) والذي أخذت منا ثلاثة أسابيع لتلد، وكانت ردود الأفعال حينها وحتى الآن تشعرنا بتمام الرضا عما نقوم به." وحول الغاية من العمل، قال مخرج المسلسل مالك نجر لموقع CNN بالعربية:" مسلسل مساميرلا يناقش المشاكل الموجودة على السطح، بل يناقش قضية الوعي عند الناس.. لذلك أردنا أن يكون للعمل قيمة وجدانيّة عاليّة جدا، بحيث أن المشاهد غير السعودي يستطيع في النهاية إذا رأى العمل أن يدرك أن هذه المشكلة موجودة فعلا في المجتمع السعودي، ولكن يستمتع بالعمل أيضا." كما يوضّح الكاتب فيصل العامر أن العمل مهتم بدق مسامير بجدار الأخطاء والسائد الذي تحوّل مع الزمن" لصنم لا يمّس"، أي أن نمارس شيئا من النقد بأدواتنا، وننهض نحو مجتمع أقل ثقوبا وأكثر رفعة، واصفا ذلك بقوله:" هذه أصواتنا، فأنصتوا لها ومن هنا جاءت تسمية العمل بـ(مسامير)." وارتأى القائمون على مسلسل "مسامير" أن يكون العمل مقتصرا على الإنترنت ليكون بمثابة الفضاء الواسع الذي يتيح لهم مساحات أكبر من الحرية والقبول تغنيهم عن شركات الإنتاج التلفزيوني الأخرى. ويقول مخرج العمل نجر:" نحن رأينا أن النشر عن طريق الإنترنت، خصوصا في مكان مثل الوطن العربي، يوفّر هامشا من الحريّة مختلف بشكل كبير مقارنة بالقنوات التلفزيونية الاعتيادية." ويضيف كاتب العمل العامر قائلا:" نحن قررنا أن يقتصر العمل على الإنترنت حين سألنا أنفسنا السؤال التالي: منذ متى شاهد أحدنا التلفزيون، ومنذ متى استخدم هاتفه أو جهازه المحمول." ويعتبر فريق "مسامير" أن العمل لا يستهدف فئة محددة من المجتمع صغارا كانوا أم كبارا، طالما أنه يناقش قضايا مطروحة في المجتمع بصرف النظر عن الفئة العمرية أو الاجتماعيّة. وبلا شك، فقد واجه فريق العمل انتقادات وصعوبات جمّة، إذ يقول الكاتب العامر:" مسامير كعمل فني من الطبيعي أن لا يعجب كل الناس، لذلك تباينت الانتقادات منها ما كان على النص أو الإخراج لغاية أنه وصل ّلجدلية الموسيقى داخل العمل، ولكننا تجاوزنا الأمرعندما رأينا ردود فعل الناس وإعجابهم بالحلقات." وأضاف: "كما أننا نحب ما نقوم به وهذا كفيل يجعلنا أكثر تحملا لما قد يحدث وإصرارا على مواصلة ما نصنعه." ويعزو فريق مسلسل "مسامير" السبب وراء عدم التطرّق لقضايا المرأة في العمل بشكل واسع وعدم وجود شخصيات نسائية بالزخم الموجودة فيه الشخصيات الذكوريّة، للمجتمع السعودي، لطبيعة المجتمع المحافظ، إذ لا يمّكنهم بشكل مستمر من مقابلة المرأة والاستماع لها بشكل مباشر، ومعرفة مشاكلها وهمومها وما تعانيه. وقد حققت الحلقة التي عرضها المسلسل بعنوان "ذات زواج" أعلى نسبة مشاهدات على اليوتيوب لفئة الأفلام والرسوم المتحرّكة. وفي هذا الصدد، يقول مخرج العمل نجر:" التفسير الوحيد لذلك هو أن السعوديين يقضون ساعات ضخمة على اليوتيوب، كما يمكن اعتبار السعودية الدولة الوحيدة في العالم إلى جانب هولندا التي يتصفّح فيه الأشخاص اليوتيوب أكثر من تصفحهم للفيسبوك... فهي حالة غريبة." ويضيف:" لا يوجد في السعودية خيارات كثيرة فيما يتعلّق بمجالات الترفيه، وعلى سبيل المثال لا توجد صالات عرض سينما يتوجّه إليها الناس للترفيه، من هنا حقق العمل عدد مشاهدات عاليّة جدا." ويسعى فريق عمل مسلسل "مسامير" إلى الاستمرار في إنتاج المزيد من الحلقات، رغم الانتقادات والصعوبات التي تمّ تجاوزها وصولا إلى التأكيد على أن الفن ضرورة وليس ترفا.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي