الرئيسية > محليات > الكوليرا تجتاح صنعاء والمليشيا تنهب المساعدات وتتجاهل الكارثة

الكوليرا تجتاح صنعاء والمليشيا تنهب المساعدات وتتجاهل الكارثة

" class="main-news-image img

رفضت عدد من المستشفيات في العاصمة صنعاء استقبال المصابين بالكوليرا ما ضاعف من الوضع الصحي المتأزم في ظل تضاعف عدد المصابين بالوباء في الآونة الأخيرة بشكل كبير.

مدير احد المستشفيات الخاصة برر هذا الاجراء بامتناع وزارة الصحة التي تسيطر عليها المليشيا الحوثية في صنعاء تقديم الدعم المقرر للمراكز الصحية الخاصة بالوباء.

وقال في حديثه لـ"الثورة نت" سبق وان انشانا مركز لاستقبال الحالات في الموجة الثانية التي اجتاحت العاصمة العام الماضي لم نحصل أي نوع من الدعم المخصص له من قبل المنظمات الدولية .

واكد المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب امنية ان المليشيات التي تسيطر على وزارة الصحة باعت عشرات الاطنان من الادوية والمعدات الخاصة بمراكز استقبال المصابين بالوباء، وقال "بدلا من تقديم الدعم للمستشفيات نتعرض لابتزاز مستمر من قبل عناصر المليشيات تحت مسميات متعددة" مشيرا الى تقليص عدد مراكز استقبال المصابين بنسبة 10% عنها في العام الماضي.

يأتي ذلك في ظل ارتفاع نسبة المصابين بالوباء عن ما كانت عليه العام الماضي، حيث يشير تقرير الاستجابة الطارئة الصادر عن وزارة المياه في صنعاء التي تخضع لسلطة الجماعة الانقلابية الىآ ارتفاع معدلات الوباء للفترة يناير _ فبراير لهذا العام آ بنسبة تجاوزت 28بالمائة عما كانت عليه في الفترة نفسها من العام 2018.

وبحسب بيانات صادرة عن المؤسسات الصحية الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي في صنعاء تجاوز عدد الحالات تسعين الف حالة إصابة واشتباه منذ بداية العام حتى الانآ توفيت منها 120 حالة.

تزايد عدد المصابين بالكوليرا في ظل ضعف الإمكانيات شكل ضغطا على المؤسسات الصحية التي تستقبل المصابين ما دفع مستشفى السبعين الحكومي الى اخراج اسرة عدد من الأطفال المصابين من غرف المستشفى الى خيام نصبت في الفناء ليتمكن من استقبال حالات جديدة، وبحسب مديرة المستشفى الدكتورة ماجدة الخطيب يستقبل مستشفى السبعين حوالي 80 حالة اشتباه واصابة في اليوم ويتم التعامل معها جميعا رغم ضعف الإمكانيات.

صنعاء الأسوأ

كشفت احصائيات صادرة عن إدارة الترصد الوبائي تركز انتشار الكوليرا في مدينة صنعاء حيث بلغت نسبة المصابين في العاصمة 73% بينما توزعت الباقي في كل من ذمار والبيضاء و الحديدة بنسب متفاوتة، وبحسبآ مؤشرات الاستجابة الأسبوعي الخاصة بمعرفة أسباب الإصابة ووفقا لبيانات المسح الميداني المرفوعة من فرق الاستجابة السريعةآ RRTآ التابعة لوزارة المياه والبيئةآ التي تسيطر عليها المليشيا الحوثية فان شرب المياه الملوثة وغير النظيفة تسببت في إصابة 55% في حين أصيب 38% بسبب تناول اكل ملوث وكانت العدوى سببا في إصابة 7%.

يذكر ان مدينة صنعاء تواجه كارثة بيئية نتيجة لتسرب مياه الصرف الصحي في اكثر من حي واختلاطها بمياه الشرب في ظل تجاهل المليشيا للكارثة وعدم وضع معالجات عاجلة لشبكة الصرف الصحي حيث تحولت بعض المناطق داخل المدينة الى مستنقعات خاصة في مديريات معين والثورة وصنعاء القديمة ومنطقة بني الحارث فقد تحولت سائلة سواد حنش بامتدادها من السنينة حتى الحصبة الى مجرى لمياه الصرف الصحي وتجمع القاذورات والنفايات.

فصل المطر

حذر مختصون من تفاقم الازمة وتضاعف انتشار الوباء بشكل واسع خلال الأيام القادمة ودخول موسم الامطار مقللين من أهمية الإجراءات التي تنفذها وزارتي الصحة والمياه المحتلة من قبل المليشيات والتي تنحصر في اغلاق عدد من الابار ومحطات تعبئة مياه الكوثر باعتبارها معالجات مؤقتة للنتائج وليس للأسباب.

وتوقع التقرير الصادر عن وزارة المياه تضاعف انتشار الوباء في الفترة القادة نظرا لقدوم موسم الامطار في ظل فشل المؤسسات المختصة في صنعاء ان اتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة أسباب الوباء واقتصار أنشطة المكافحة على معالجة النتائج.

وذكر التقرير ان احد اهم أسباب الفشل في مكافحة الوباء وتوسع انتشاره عدم ترجمة الخطط المتفق عليها الى أفعال في الميدان وضعف اداء أنشطة الاستجابة وغياب لجان التقييم والمتابعة في الميدان.

آ 


الحجر الصحفي في زمن الحوثي