يمن فويس / تقرير خاص :
حاول صالح أن يبدو أكثر تماسكا في مشهد وداع أخير لسلطة زائفة ذهب من أجلها مئات الشهداء وأعداد مضاعفة من الجرحى ليكن بذلك رابع زعيم عربي تطيح به ثورات الربيع العربي .
قالها من كان بجواره : وبعد عامين سأقف مكانك ويكن في مكاني من يودعني وشتان بين حديثي رجلان أحدهما تعالى وحسب ألن يقدر عليه أحد ومن وعى الدرس جيدا وبدا زاهدا بالسلطة من أول خطاب ...
مفارقات عجيبة أنتجتها إرادة أمة ظنت بها شعوب الدنيا أنها ليست أكثر من عبيد لحاكمها لتكن الإرادة الإلهية في أضعف خلقه ومن شاب لا يملك من الحياة الدنيا سوى عربية خضار وقد يقضي ليله في انتظار الصباح واللهث وراء ما يسد به بطنه الخاوية وفي ذلك عبرة لأولى الألباب .
لم تبدوا السعادة على ابن صالح وهو يجوب ببصره في أنحاء قصر ظن لعقود أنه غير مبارحه وما كاد ليفعلها حتى اتخذ الشعب قراره وبدأ المشاركون في مراسيم الوادع الأخيرة كرهبان استحوذت الكلمات على ألبابهم فتسابقت أياديهم تعلن تصفيقها .
خان الحزن العديد من كلمات صالح وهو ذو البأس الشديد وبين عشية وضحاها من الخارق إلى السابق وما ربك بظالم للعبيد .
قالوها وقد صدقوا فيما قالوا أن الجزء من جنس العمل وابن صالح تمادى في ذل الناس فأذله الله على يد شعبه وكذلك فعل ربك بمبارك الذي تمادى في سجن شعبه فأرداه الله إلى غياهب السجن ومن قبله ملك ملوك العرب الذي تشافا في قتل شعبه فأسقه الله من نفس الكأس وأما أبن علي فكان إلى نفي الناس أقربهم فنفاه الله فهل من مدكر .
كيف يكون زين العابدين في تونس وهو من أغلق دور العبادة فيها وكيف يكن ابن مبارك في مصر وهو من أذل أم الدنيا وكيف يكن معمر ليبيا وهو من هدمها وكيف يكون صالح اليمن وهو مفسدها ؟؟
برحيل ابن صالح عن السلطة تدخل بلد الحكمة في عهد جديد عهد تطوي فيه صفحة الم وتفتح فيه أمل تطوي صفحة ألم امتد لعقود ثلاثة وزيادة وتفتح صفحة أمل لمستقبل آت ينعم الخير فيه كل أرجاء اليمن وشعبها العظيم .
