الرئيسية > محليات > المخلوطة.. وجبة تهامية حاضرة رغم الحرب

المخلوطة.. وجبة تهامية حاضرة رغم الحرب

" class="main-news-image img

تتعدد أصناف الوجبات في اليمن بتعدد المناطق واختلاف أذواق سكانها إذ يكاد يكون لكل إقليم أطعمته وطرق طبخاته الخاصة التي تختلف عن ما لدى الأقاليم الأخرى.

ففي إقليم تهامة وتحديداً محافظة الحديدة يقبل الناس بكثرة على تناول وجبة خفيفة يطلق عليها «المخلوطة» خصوصاً في ساعات الصباح الأولى.

حيث تعد وجبة إفطار شهية يتم تناولها مع مسحوق الفلفل الأحمر الحار أو ما يعرف محلياً بـ«السحاوق» وتتكون المخلوطة من عجينة القمح والدجرة يضاف إليها البيض والجبن وشرائح البطاطا والكراث والبصل والكزبرة ويتم عملها على شكل كرات صغيرة وقليها في زيت الطعام حتى يتحول لونها إلى الأحمر وتصبح مقرمشة ولذيذة.

مهنة مربحة

يصادفك بائعو المخلوطة في أكثر من شارع بمدينة الحديدة وفي مختلف مدن الساحل الغربي لليمن، حيث يفضل الناس الحصول عليها من السوق مباشرة ونادراً ما يتم تجهيزها في مطبخ البيت، مما يجعل سوقها مربحاً ويؤمن فرص عمل ثابتة تدر دخلاً مناسباً لأسر المشتغلين بها في مواجهة آثار الحرب في اليمن، حيث بات اليمنيون يعانون الويلات من بطش ميليشيا الحوثي الإيرانية.

30 عاماً

الحاج فتيني عمر من سكان مدينة حيس، ظل وفياً لمهنة إعداد وجبة المخلوطة وبيعها في مدينته الصغيرة منذ 30 عاماً، ورغم نزوحه إلى مدينة الخوخة هرباً من قذائف ميليشيا الحوثي الإيرانية، إلا أنه استمر في مزاولة عمله بعد أن نقل مطبخه المتواضع إلى مسكنه الجديد. ويشير في حديثه لـ«البيان» إلى أن ممارسته لهذا العمل على مدى ثلاثة عقود جعله يشعر بنوع من الارتباط الروحي معه.

حيث لم تعد المهنة بالنسبة له مجرد تجهيز وتسويق قطع صغيرة من الخبز بل أصبح عادة محببة لنفسه يصعب عليه التخلي عنها، إذ يصحو في ساعات الفجر الأولى ويبدأ بتجهيز عجينة المخلوطة وتقشير البطاطا بمساعدة زوجته وابنه وما إن ترسل الشمس أول خيوط أشعتها على المدينة الساحلية حتى يكون فتيني قد أخذ مكانه المعتاد في أحد أركان شارع البريد ليبدأ يوم عمل جديد.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي