الرئيسية > محليات > شباب وشابات بمحافظة تعز يرسمون جداريات لتجسيد بشاعة الحرب وملامح السلام

شباب وشابات بمحافظة تعز يرسمون جداريات لتجسيد بشاعة الحرب وملامح السلام

" class="main-news-image img

بالقرب من مقر الشرطة العسكرية المؤقت بمحافظة تعز وقف عمار الأصبحي مبتسمًا بعدما انتهى من انجاز رسمة على جدار المقر جسدت بشاعة وجه الحرب وملامح السلام المنشود، في المدينة التي تشهد مواجهات بين قوات الشرعية وجماعة الحوثي منذ ثلاث سنوات.

وعلى سور مقر الشرطة العسكرية المؤقت بحي المرور رسم شباب قطرات وخطوط حمراء قال الأصبحي، أنها ليست دم هذه المرة ولا عبارات حربية بل رسومات يرسمها عدد من الشابات والشباب على وقع جيتار يعزف عليه أحد الشباب وعلى مقربة منه صدح صوت الشاب اسامة عدنان بالغناء.

وإلى جانب عمار الأصبحي الذي يرأس مؤسسة تنفذ مشروعًا لدور الفن في بناء السلام وقف طفلين تبدوا علامة الفرح ظاهرة عليهما وهما يشاهدان شباب وشابات يرسمون على سور الشرطة العسكرية ، بينما كان ثلاثة أطفال اخرين يشاركون في رسم جداريات تدعو للسلام.

وربما ابتسم الأطفال لأنهم يشاهدون رسومات تدعو للسلام على سور مقر عسكري بعدما سئموا الحرب التي منعتهم من اللاعب وممارسة الحياة الطبيعية في المدينة التي لم تعرف سوى اصوات المدافع ومختلف أنواع الأسلحة منذ ثلاث سنوات، أعنفها كانت في الحي الذي يسكنوه، حي المرور الذي كانت جماعة الحوثي تسيطر عليه قبل طردها من قبل قوات الشرعية.

ويرأس عمار الأصبحي مؤسسة "هِمم للفنون والتنمية الثقافية" التي تنفذ مشروعًا عن دور الفن في بناء السلام بالشراكة مع مؤسسة التنمية الشبابية وبدعم من "فريدريش إيبرت"، ويشمل جداريات وفعاليات فنية مسرحية وموسيقية وندوة وورشة عمل ومعرض ، ويهدف المشروع الذي يستمر شهرا كاملا بحسب عمار، إلى تعزيز دور الفن في أنسنة الواقع وتحسين ذائقة الوعي المجتمعي وتنميته ثقافيًا بعيدًا عن وجع السياسية.

وأراد الشباب والشابات بحسب أحدهم، بهذا الرسم الذي بدأ بمصاحبة عزف موسيقي، تجسيد بشاعة وجه الحرب وملامح السلام المنشود، واختاروا حائط سور الشرطة العسكرية لأهمية ورمزية المكان.

وتواصل هِمم نشاطها بالرسم على الجدران منذ عدة أيام، ورسمت جداريات في مبنى قيادة الشرطة العسكرية وحوض الأشراف والمرور وعلى جدار مدرسة الشعب شرقي المدينة، وهي المنطقة التي شهدت هي الاخرى معارك عنيفة خلال سنوات الحرب الماضية، تبدوا اثارها بارزة حتى اليوم، فجميع المنازل في المنطقة طالتها أثار الحرب، وتعرضت للتدمير، وأحرقت غالبية المحلات التجارية في منطقة حوض الأشراف، وعدد من الأحياء المجاورة لها.

وكتب الأصبحي على حائطه بموقع التواصل الاجتماعي ’’فيسبوك‘‘: " في حوض الأشراف نحدق في كارثة الحرب الشاخصة والمنازل المتضررة ومن على جدار مدرسة الشعب سنبدأ بالرسم وتجسيد بشاعة وجه الحرب وملامح السلام المنشود بمصاحبة عزف موسيقي فكونوا معنا".

وقال" أربعة أعوام من النزاع المسلح في تعز, من الموت المتمدد دون خجل على حيطان بقت شاغرة لجداريات رسومية فأضحت مرثيات وصورا تستيقظ الذاكرة لمن أثثوا ذاكرة المكان ورحلوا".

ويحاول عمار وفريقه بهذه الرسم التي ركزت على الأحياء التي شهدت أعنف واشرس المعارك، بحسب الأصبحي توجيه رسائل قوية عن السلام ضد العنف والحرب والخراب، مؤكدًا أن هدف المشروع تعزيز دور الفن في أنسنة الواقع وتحسين ذائقة الوعي المجتمعي وتنميته ثقافيا بعيدا عن وجع السياسة والاقتتال.

ومن على جدار مدرسة الشعب ستنهي مؤسسة ’’هِمم‘‘ نشاطها الأول من مشروع "دور الفن في بناء السلام"، وستبدأ بعد ذلك، تنفيذ أنشطة فنية متنوعة اخرى خلال شهر كامل.

وقال عمار الأصبحي بعد الانتهاء من الرسم على جدار الشرطة العسكرية، نتمنى أن نحقق ما نصبو إليه.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي