الرئيسية > محليات > الكشف العلاقة الخفية بين الحوثي والقاعدة في اليمن

الكشف العلاقة الخفية بين الحوثي والقاعدة في اليمن

" class="main-news-image img

كشفت تقارير صحفيةعن تعاون وثيق بين ميليشيا الحوثي الانقلابية الموالية لإيران وتنظيم القاعدة الإرهابي، من أجل إدامة الصراع في اليمن وإشعال الفتنة بين القبائل.

وبينت الوثائق التي حصلت عليها صحيفة عاجل السعوديةآ  أن الحوثيين وفروا غطاء حماية لأحد قيادات تنظيم القاعدة ليقوم باختطاف 45 جنديًا يمنيًا، تم قتل 14 منهم على الأقل وتسليم الباقي للجماعة الانقلابية المسيطرة على العاصمة صنعاء، فيما قالت مصادر مطلعة إن الحوثيين تجاهلوا نداءات أهالي الجنود المختطفين، وقاموا بإطلاق سراح القيادي في القاعدة باعتباره شخصًا "وطنيًا ومتعاونًا".

وعلى الرغم من مرور ثلاث سنوات و4 شهور على عملية الاختطاف، لازال أهالي الجنود يطرقون أبواب الانقلابيين لمعرفة مصير أبنائهم ، لكن دون جدوى، بينما تتزايد الأدلة على أن القصة كلها تمت برعاية الإنقلابيين، إن لم يكن بتخطيط مباشر منهم، من خلال تعاونهم غير المعلن مع تنظيم "القاعدة".

ومنذ وقوع عملية الاختطاف، وأهالي الجنود لا يكفون عن جمع المعلومات و التحري عن حقيقة الجهة الخاطفة، ما وفر لهم أكثر من دليل على أن الميليشيا الانقلابية هي المسؤول المباشر عما حدث لأبنائهم، بما في ذلك تعرض 14 منهم على الأقل للذبح، ما يمثل، وفق القانون الدولي الإنساني، جريمة حرب مكتملة الأركان.

الاختطاف

فتحت قصة الجندي هلال صليح وهو في العقد الثالث من عمره، الباب للكشف عن تعاون الإنقلابيين الحوثيين مع تنظيم القاعدة الإرهابي، على الرغم مما يدعيه كلاهما عن رفضه لممارسات الأخر ضد الشعب اليمني.
وفُقد الجندي صليح في محافظة أبين جنوب اليمن، في الأيام الأولى من انقلاب مليشيا الحوثية الانقلابية على الحكومة الشرعية، وكان آخر تواصل له مع أسرته في تاريخ 14 إبريل 2015م، عندما كان مع زملائه على متن شاحنة (دينا) في نطاق مديرية الوضيع.

ولأكثر من ثلاث سنوات، انقطعت أخبار صليح وزملائه، فيما أشاعت وسائل الإعلام الحوثية إنهم تعرضوا للاختطاف من جانب تنظيم القاعدة، فيما كان أهالي الضحايا يجمعون المعلومات والأدلة، التي أكدت في نهاية المطاف أن الحوثيين متورطون في هذه الجريمة .

وتؤكد وثيقة حصلت عليها "عاجل"، وتمثل رسالة من قائد اللواء الثاني مشاه بحري، (نحتفظ باسمه)، بتاريخ 25 مايو 2015م، إلى مركز القيادة والسيطرة في وزارة الدفاع، أن الخطف حدث فعلا، لكنه يشير إلى أن القاعدة هي التي نفذت العملية بالتعاون مع "حلفائها"، دون مزيد من التفاصيل.

وتشير الرسالة إلى أنه لم يتم الرفع بأسماء الجنود فورا بسبب الأوضاع الأمنية التي حدثت في مقر اللواء، كما توضح أن قائد اللواء لم يتمكن إلا من احصاء 20 فقط من الجنود المختطفين.

وينتمي الجنود المختطفون إلى اللواء الثاني مشاه جبلي، واللواء الثاني مشاه بحري، وهما اللواءان المكلفان بحماية منشأة بلحاف النفطية في محافظة شبوة، ويعود معظمهم إلى محافظات حجة وذمار وريمة وصنعاء وعمران وشبوة.

وتوضح رسالة قائد اللواء الثاني مشاه بحري أنه استطاع معرفة 20 جندياً حينها من منتسبيه، بينما تقول وثائق وكشوفات أهالي الجنود بأن عدد المختطفين يبلغ 45 جندياً.

الإفراج عن السليماني

من بين هؤلاء المختطفين ، نجا اثنان، لكنهما رفضا الافصاح عن أي تفاصيل حول ما حدث معهما، إلا ما ذكراه بأن زملاءهم وقعوا في قبضة القيادي في تنظيم القاعدة "جلال بلعيد"، والذي دارت كثير من الشبهات حول عمالته لجهاز الأمن القومي، الموالي للانقلابين الحوثيين.

لكن بعد فترة من اختطاف الجنود، وقع أبرز المتهمين بالوقوف خلف هذه العملية، وهو المدعو ( س.ع. السليماني) "في قبضة ميليشيا الحوثي وذلك في نقطة تفتيش بمحافظة ذمار، لكن الإنقلابيين، وبدلًا من استنطاقه لمعرفة مصير الجنود، نقلوه إلى صنعاء، وهناك تم إطلاق سراحه سريعا، دون أن يخضع لأي تحقيق أو محاكمة رغم مناشدات الأهالي التي ضاعت في دهاليز الانقلابيين، على ما أفادت مصادر "عاجل".

وكانت حجة الميليشيا الانقلابية التي أشهرتها بوجه الأهالي أن القيادي في القاعدة "متعاون معها ويعد شخصًا وطنياً"، رغم أنه متهم بالتورط في ذبح 14 جنديا من المخطوفين.

فضلًا عن ذلك، تجاهل الحوثيون ما ورد في مخاطبات أهالي المختطفين لمن يوصف بـأنه "رئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي"، وكذلك مراسلات نواب ومشايخ المحافظة لـ"وكيل الأمن القومي" عن تورط (س.ع. السليماني) في اقتحام معسكر الجيش ومطاردة الجنود حتى استسلموا له.

شاهد وحيد

في الأيام الأولى من الاختفاء، لم تجد أسرة صليح أي خيط يقود إليه، إلا رقم هاتف سائق الشاحنة التي كانت تقل الجنود، وهو آخر رقم اتصل عليهم منه قبل اختطافه، لكن السائق، الذي ينتمي إلى محافظة البيضاء لم يعطهم أي معلومة توصلهم إليه، مكتفيًا بالقول إنهم وقعوا بيد جلال بلعيد "القيادي في تنظيم القاعدة أو ما يسمى بأنصار الشريعة" في مديرية الوضيع.

ولاحقًا، تواصلت "عاجل" مع السائق فكرر الرواية نفسها، لكنه اشار إلى أنه لا يستطيع الجزم بمن هو الخاطف الحقيقي، نظرًا لانشغاله وقتها بالنجاة و الابتعاد عن منطقة الخطر.

في المقابل، أكد أهالي المختطفين أن المؤكد لديهم هو وجود شركاء للقاعدة في عملية الاختطاف، موضحين أن (س.ع. السليماني) الذي اقتحم المعسكر، ثم طارد الجنود حتى استسلموا له، يحظى برعاية الميليشيا الانقلابية.

وذكر الأهالي أن هذا المتهم قبض عليه في مدينة ذمار وتم تسليمه للشرطة العسكرية ثم نقل إلى صنعاء تحت سيطرة الانقلابيين وهناك تم إخلاء سبيله، بدعوى أنه "وطني ومتعاون".

وبتقدير أهالي الجنود، فإن الحوثيين نفذوا عملية الخطف عبر حليفهم غير المعلن (تنظيم القاعدة)، لإشعال مواجهات بين قبائل المختطفين، وقبائل موالية للقاعدة، مشيرين إلى أن الحوثيين يتحملون المسؤولية القانونية لتوضيح مكان الجنود المختطفين، خاصة أنهم أفرجوا عن المتهم في هذه العملية الاختطاف دون إخضاعه لإي تحقيق.

وقال الأهالي إن الإفراج عن السليماني يؤكد تواطؤ الانقلابيين الكامل مع الخاطفين سواء كانوا من تنظيم القاعدة أو متسترين به للتغطية على جريمتهم، التي تشمل أيضًا ذبح 14 من المختطفين


الحجر الصحفي في زمن الحوثي