الرئيسية > تقارير وحوارات > تهجير جثث معارضي الأسد بعد تهجير الأَحياء منهم!

تهجير جثث معارضي الأسد بعد تهجير الأَحياء منهم!

" class="main-news-image img
اء سور لمقبرة تضم جثامين معارضين سوريين، يتسبب بمشكلة بين أركان النظام السوري في محافظة حمص التي تتوسط البلاد.



وعرف في هذا السياق، أن موظفاً يدعى وحيد يزبك، قد قام باعتراض شديد اللهجة، على بناء سور لتلك المقبرة، كونها تضم جثث معارضين للأسد، سقطوا في حربه على السوريين، حسب ما قال هو نفسه على صفحته الفيسبوكية.



ووحيد يزبك هو موظف في المجلس البلدي لمحافظة حمص، ومعيّن بمرسوم جمهوري أصدره رئيس النظام السوري بشار الأسد.



واحتج يزبك على مجرد بناء سور لتلك المقبرة، معتبراً أن ما يعرف بـ "المصالحات" التي جرت بين نظام الأسد وفصائل المعارضة السورية في المحافظة، لا تشمل الإبقاء على تلك المقبرة، وأنه لا يجوز، كما قال، أن يقوم نظام الأسد بترميمها أو حمايتها بسور، كونها تضم من سمّاهم "من أساء إلى الدولة" قاصداً معارضي النظام.




احتجاج الموظف المذكور، أوقع محافظ المدينة بحرج على ما يبدو، فتقدّم الأخير بطلب لاعتقال هذا الموظف، خصوصاً أنه يعمل في الإعلام الإلكتروني، أيضاً، فتم احتجازه منذ الأول من أمس، وأطلق سراحه ليل الاثنين الثلاثاء.



وبعد توقيف استمر ليومين، عاود الموظف المعين بمرسوم جمهوري، الظهور على وسائل التواصل الاجتماعي، عبر بث فيديو مباشر، متحدثاً فيه عن أن محافظ المدينة هو الذي تسبب بتوقيفه، مهدداً أهالي حمص بقوله: "من حاربَ سيحاكَم، والذي قتل وأساء إلى الدولة هو شخص لا كفّارة له" نافياً عن نفسه تهمة "الطائفية" التي على ما يبدو قد وجِّهت إليه، من أطراف عديدة، منها من أبناء المدينة.



الشروع بإخراج جثث معارضين للأسد ودفنها في مقابر أخرى!



ويبدو أن قصة مقبرة حي الوعر الحمصي، تعود إلى فترة سابقة عندما فرض نظام الأسد ما يسميه "مصالحات" على أبناء البلدة من معارضيه، فهجّر قسماً منهم، ثم أبقى على بعضهم في مكان مسقط رأسه، كما قال الموظف المذكور، مؤكداً أن نظام الأسد كان شرع بإخراج تلك الجثامين العائدة لمعارضين سوريين، ثم إعادة دفنها في مكان لم يذكره، مؤكداً أنه تم إخراج "أربع" جثث، في السابق، لكن الموضوع توقف "لأسباب أمنية" لم يوضحها.



وكرر الموظف المذكور مطالبته بعدم جواز ترميم مقبرة تضم جثامين معارضين للأسد، قائلاً إن محافظ المدينة، وهو طلال البرازي، معيّن بمرسوم من الأسد، و"أنا معيّن بمرسوم" على حد قوله، قائلاً: "عندما يريدون تمرير أي مشروع يتهموننا بالطائفية" مكررا العمل على منع ترميم المقبرة وتسويرها، كيلا "تصبح محجة" لمعارضي النظام، في وقت لاحق. بحسب كلامه.



ووردت تعليقات كثيرة على ما أدلى به الموظف المذكور، منها ما يشيد به، وهم جملة من أنصار النظام، ومنها ما ورد على ألسنة بعض أهالي المدينة الذين تساءلوا عن حقيقة ما يسميه النظام بالمصالحة، فيما هو يقوم حتى "بتهجير الجثث" إلى مقابر أخرى، فما هو حال "الذين على قيد الحياة" من معارضيه؟



وقامت الصفحة الفيسبوكية الخاصة بالموظف المذكور، بإطلاق تهديد لمحافظ المدينة، بأن مشروع "مقبرة قتلى مسلحي (حي) الوعر، لن يمرّ"، بعد قَسَم قطعته الصفحة على نفسها، في الساعات الأخيرة.



يذكر أن نظام_الأسد يتخذ من إحدى مقابر محافظة حمص، وهي مقبرة الفردوس، مكاناً لدفن من يسمّيهم "مجهولي الهوية" الذين يسقطون دفاعاً عن نظامه، فيما يقوم بإخراج جثث أبناء البلدة أنفسهم، من مدفنها، وإعادة دفنها في مقابر أخرى، فقط لأنها تعود لمعارضيه الذين سقطوا في حربه التي شنّها منذ عام 2011.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي