الرئيسية > محليات > خرج متحصّناً، تاركاً وراءه فريقاً سياسياً موالياً وخلفاً يأتمر بأوامره .. الثورة اليمنية: صالح يفوز

خرج متحصّناً، تاركاً وراءه فريقاً سياسياً موالياً وخلفاً يأتمر بأوامره .. الثورة اليمنية: صالح يفوز

[caption id="attachment_10862" align="aligncenter" width="369" caption="علي عبدالله صالح"]علي عبدالله صالح [/caption]

في اليمن ثورة لم تستكمل، هل يتذكّرها أحد؟ مغادرة علي عبد الله صالح البلاد أعادت تحريك اهتمام الإعلام الغربي باليمن وثورته وشعبه و... استكمال الصفقة الخليجية ـ الأميركية ـ اليمنية لمحو الثورة ودفن أهدافها. كأن شيئاً لم يكن

صباح أيوب - كيوسك | بعدما فاز بحصانة شرعية تقيه خطر الملاحقة الدستورية، خرج علي عبد الله صالح الى شعبه وخاطبه مودّعاً، طالباً السماح ومعلناً عودته الى البلاد كرئيس حزب سياسي بعد انتهاء علاجه في نيويورك. لعلّه السيناريو «الحلم» الذي يتمناه كل حاكم واجه أو سيواجه غضب شعبه عليه وقيامه ضده. حركة صالح السياسية ومغادرته البلد وتواجده في نيويورك شغل الاعلاميين الاميركيين والفرنسيين الذين أعادوا تسليط الضوء، ولو بخجل، على ثورة لم تكتمل وتحرّك شعبي منسي أقلّه إعلامياً.

وبينما احتجّت بعض الاصوات السياسية والاعلامية الاميركية على استقبال الولايات المتحدة الرئيس اليمني لفترة علاجية، بدا الكل مجمعاً على «انتصار ما» حققه الطاغية اليمني، وبالتالي مستقبل قريب غير مشرق لليمن. «لا يمكننا وصفه سوى بالانتصار. خرج متحصّناً، مرفوع الرأس، تاركاً وراءه فريقاً سياسياً موالياً وخلفاً يأتمر بأوامره»، يعلّق ديدييه بيون على مغادرة الرئيس اليمني الى الولايات المتحدة الاميركية.

بيون يضيف «والذي يرى في مغادرة صالح انفراجاً سياسياً وخطوة الى الامام نحو الديموقراطية مخطئ». يشرح الباحث في «معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية»، في مقابلة مع صحيفة «لو موند» الفرنسية، أن «رحيل صالح عن السلطة، على أهميته، لا يعني، تغيّراً في موازين القوى الداخلية حتى الآن. وحتى بالنسبة لغضب الشارع، فهو غير محسوم.. إذ إن جزءاً من الشعب اليمني فقط تظاهر ضد قرار إعطاء الحصانة للرئيس، لكن موازين القوى بين المتظاهرين المعارضين لصالح والمؤيدين له لا تزال على حالها غير محسومة». وعن المستقبل اليمني، يربط بيون مسار الأمور بمصير صالح، هل يعود الى اليمن أم يلجأ الى بلد آخر؟ وبالمشهد السياسي الاقليمي في الدول المجاورة. لكن، المحلل الفرنسي لا يرى في الانتخابات المقبلة أملاً كبيراً بتحقيق الديموقراطية في اليمن، إذ إن المرشح الوحيد للرئاسة هو نائب صالح. لكن ذلك لا يعني، حسب بيون، أن الامور ستهدأ في البلاد، فهناك الجبهة الشمالية مع الحوثيين والجنوبية مع صعود تنظيم «القاعدة» وسيطرته على بعض

المناطق.

ماثيو غيدير في مجلة «لو بوان» الفرنسية، يبدي تشاؤمه أيضاً. وبالاضافة الى اقتناعه بأن «تأثير صالح السياسي على البلاد لن يضعف أو يختفي، هو يبدد أيضاً أي أمل بمحاسبة الرئيس ومحاكمته بتهم قتل المتظاهرين، لا داخلياً ولا من خلال الامم المتحدة». لماذا؟ يشرح غيدير أنه «ليس من مصلحة القبائل اليمنية الكبرى ولا الممالك الخليجية المجاورة أن يعتقد اليمنيون بأنهم استطاعوا إسقاط النظام. لذا، فإن تلك القوى ستبقي على هذا الانتقال الصوري مغلقة الطريق أمام أي محاولة لإحلال الديموقراطية في البلد». إن «ثورة شعبية في اليمن ستغضب، بالتأكيد، الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية»، يخلص الكاتب الفرنسي.

أميركياً، لعلّ، العنوان الصحافي الأبرز في مواكبة هذه القضية، كان لموقع «ذي ناشيونال إنترست» وهو يقول: «على صالح البقاء في نيويورك». دانا ستاستر كتبت مقالاً تنتقد فيه حكم صالح وأداءه في قمع التظاهرات الشعبية الاخيرة. لكن، ستاستر ترى أن «الولايات المتحدة يجب أن تلتزم بالحصانة التي منحت للرئيس اليمني، معترفة بصعوبة وقسوة عدم إحلال العدالة ومنح المتظاهرين وأهالي الشهداء حقوقهم».

ستاستر ترى أن «الولايات المتحدة يجب أن تدخل في لعبة طويلة الأمد. أي أنها يجب أن تتعامل مع صالح مجدداً، لكونه سيكون لاعباً أساسياً في إحلال الاصلاح في البلد، كما يبدو أنه أكثر أهمية من القوى الشعبية غير المنحازة لأي طرف في اليمن». «الأمر سيغضب اليمنيين وسيكون غير مريح لواشنطن» تشير الكاتبة لكنه «ضروري من أجل التوصل الى الديموقراطية واستكمال الثورة اليمنية».


الحجر الصحفي في زمن الحوثي