الرئيسية > تقارير وحوارات > حكومة الكويت تواجه حرج تكرار الاختراقات الأمنية الإيرانية

حكومة الكويت تواجه حرج تكرار الاختراقات الأمنية الإيرانية

" class="main-news-image img
توقيت الكشف عن استخدام المياه الإقليمية الكويتية لتهريب أسلحة إيرانية للمتمرّدين الحوثيين من شأنه أن يجعل حرج السلطات الكويتية مضاعفا، إذ أن حكومة الشيخ جابر المبارك مطالبة في هذه اللحظة من طرف العديد من النواب والسياسيين والإعلاميين الكويتيين بتقديم تبرير لأدائها الأمني الذي سمح بهروب عناصر خلية إرهابية تابعة للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني بعد أن أدانهم القضاء الكويتي، فإذا بها تصبح مطالبة بتفسير اختراق أمني إيراني آخر لا يقل خطورة عن الأول.
 
 
نفى مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية صحة ما نشرته وكالة رويترز بشأن استخدام إيران للمياه الكويتية لنقل شحنات أسلحة ومستشارين عسكريين إلى الحوثيين في اليمن من أجل تفادي حظر نقل الأسلحة المفروض من قبل التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
 
ومن شأن كشف من هذا القبيل، وإن لم يحمّل أي طرف كويتي مسؤولية مباشرة عن عمليات التهريب تلك، أن يسبّب حرجا للكويت التي لا تريد أن تكون طرفا أو سببا في تعطيل جهود التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية دعما للسلطات الشرعية اليمنية، في مواجهة المتمرّدين الحوثيين المتحالفين مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح والمدعومين من إيران في إطار سعي الأخيرة لتركيز موطئ قدم لها في جزيرة العرب في نطاق صراع أشمل على النفوذ تخوضه في عدّة أنحاء من المنطقة.
 
ولا يقتصر الحرج على علاقة الكويت بمحيطها الخليجي، ولكنّه يطال موقف السلطات الكويتية إزاء شارعها ورأيها العام الداخلي الذي لا يخلو من أصوات شديدة النقد لأداء الحكومة، لا سيما أداءها الأمني بمواجهة محاولات الاختراق الإيرانية، بعد فرار 26 مدانا في قضية خلية العبدلي المورّط فيها حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني اللذين أسسا خلية إرهابية في الكويت وقاما بتهريب وتخزين أسلحة بشمال البلاد استعدادا لتنفيذ عمليات إرهابية.
 
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الكويتية، الأربعاء، عن المصدر قوله إن المياه الإقليمية لدولة الكويت تحت السيطرة التامة للقوة البحرية الكويتية والإدارة العامة لخفر السواحل وتحت المراقبة بجميع الوسائل على مدار الساعة وأنها لم ترصد أي أنشطة مشبوهة في المناطق البحرية التي تحت سيطرتها.
 
 
وجاء هذا النفي الكويتي ردّا على قول الوكالة المذكورة في وقت سابق نقلا عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة” إن الحرس الثوري الإيراني بدأ في استخدام مياه الخليج بين الكويت وإيران للتحايل على حظر نقل أسلحة للحوثيين في اليمن، وإنّ سفنا إيرانية تفرغ أجزاء صواريخ وبطاريات إطلاق ومخدرات وأموالا في قوارب أصغر في أعلى الخليج حيث تواجه تدقيقا أقل، وأنّ تسليم وتسلّم الشحنات يتمان في المياه الكويتية وفي ممرات ملاحية دولية قريبة منها.
 
.
 
وقالت الوكالة إنّ مسؤولين لم يردوا في وقت سابق على أسئلتها بشأن قضية التهريب، وأن الحرس الثوري الإيراني رفض الردّ على القضية بينما لم يتسن الوصول إلى مسؤولين بوزارة الخارجية الإيرانية للاطلاع على موقفها. كما لم يتسن – تضيف رويترز- الوصول إلى مسؤولين حوثيين للتعليق.
 
وورد في تفاصيل القضية أنّ مصادر مطلعة كشفت عن أن الحرس الثوري الإيراني بدأ في استخدام طريق جديد عبر الخليج لنقل شحنات أسلحة سرية إلى الحوثيين حلفائه في الحرب الأهلية اليمنية.
 
وتقول مصادر غربية وإيرانية إنه على مدى الشهور الستة الماضية بدأ الحرس الثوري الإيراني استخدام مياه الخليج بين الكويت وإيران مع بحثه عن سبل جديدة للتحايل على حظر نقل أسلحة لحلفائه الحوثيين الشيعة.
 
وفي هذا المسار تنقل سفن إيرانية عتادا إلى قوارب أصغر في أعلى الخليج حيث تواجه تدقيقا أقل. وقالت المصادر إن تسليم وتسلم الشحنات يتمان في المياه الكويتية وفي ممرات ملاحية دولية قريبة منها.
 
وقال مسؤول إيراني كبير “يتم تهريب أجزاء الصواريخ وبطاريات الإطلاق والمخدرات إلى اليمن عبر المياه الكويتية.. أحيانا يستخدم هذا الطريق لنقل الأموال أيضا”. وأضاف “ما تم تهريبه مؤخرا، أو على وجه الدقة في الشهور الستة الماضية، أجزاء صواريخ لا يمكن إنتاجها في اليمن”، شارحا أنّ الأموال والمخدّرات يمكن أن تستخدم في تمويل أنشطة الحوثيين.
 
ومن جهتهم قال محققون مستقلون من الأمم المتحدة، يراقبون العقوبات على اليمن، لمجلس الأمن في أحدث تقرير سري لهم إنهم ما زالوا يحققون بشأن ممرات محتملة لتهريب الأسلحة.
 
ومما ورد في التقرير “رغم أن وسائل الإعلام الموالية للحوثيين أعلنت أن وزارة الدفاع في صنعاء قادرة على صنع الطائرات دون طيار. فإنها في واقع الأمر يتم تجميع تلك الطائرات من مكونات يورّدها مصدر خارجي ويتم شحنها لليمن”.
 
وأضاف التقرير أن الحوثيين “سيستنفدون مخزونهم المحدود من الصواريخ في نهاية الأمر. وسيجبرهم هذا على إنهاء حملة هجمات صاروخية على الأراضي السعودية ما لم يحصلوا على إمدادات جديدة من مصادر خارجية”.
 
ووصف مسؤول إيراني ثان حجم نشاط التهريب عبر المياه الكويتية بأنّه “ليس كبيرا جدا. لكنه مسار آمن”.
 
وأضاف “يتم استخدام موانئ إيرانية أصغر لتنفيذ هذا النشاط نظرا لأن الموانئ الكبيرة تلفت الانتباه”.
 
وردا على سؤال عما إذا كان الحرس الثوري مشاركا في العملية قال المسؤول الثاني “لا يتم أي نشاط في الخليج دون مشاركة الحرس الثوري. هذا النشاط يتضمن مبلغا ضخما من المال، فضلا عن نقل عتاد إلى جماعات تدعمها إيران في معركتها ضد أعدائها”.
 
وقال جيري نورثوود من شركة ماست للأمن البحري، وهو ضابط سابق في البحرية البريطانية قاد سفنا حربية في المنطقة، إن المياه الإقليمية لإيران والكويت والعراق في شمال الخليج متداخلة مع بعضها بعضا، وإنّه لا يزال المجال كبيرا أمام المهربين للعمل، مؤكّدا “الخليج بأكمله يموج بنشاط القوارب الصغيرة”.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي