عشرون برميلاً في طريق الحوار الوطني..!

كتب
الثلاثاء ، ٠٩ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٢٩ صباحاً

                              الحسن الرازحي

 المتابع لخط سير الحوار الوطني يتولد لديه شعور مترنح بين التسليم لليأس والإحساس بالدوران في نفس الفلك السابق وبين التعويل على الحلم النخبوي من شخصيات سياسية وتكتلات طرية تتلقى بشكل ممنهج ومدروس ضربات انتهازية من مثلث السلبية بإضلاعه المشائخية  والعسكرية والرسمية الدينية.

كثير هي الحواجز والعوائق الماثلة أمام خط سير الحوار الوطني المثمر وأهمها استمرار الخطاب الإعلامي اللامسئول والذي يسعى لفرز المجتمع الى صفين يولد لدى أحدهما نظرة الاستقواء والأحقية كنتيجة ويولد لدى الآخر شعوراً بالانكسار ووجوب مواجهة الإقصاء المتدرج وإثبات الوجود بكل الوسائل استخلاصا لعبرة المثل القائل (كن ذئباً وإلا أكلتك الذئاب).

سعي غير مطمئن نحو مبهم يدعي ملكية تفسيره طرف من الأطراف فمثلاً قضية الجنوب يسطوا عليها من فجرها وفاقمها وسحب عليها غطاء رباني ليس هذا فحسب بل ويضع شروطاً وإملاءات لحلها ثم يجاهد ليتربع بتفريخاته الجديدة المتوالدة ليحكم ويبت فيها بكل برودة  أعصاب ليعيد مشهد حوار قابيل وهابيل.

المحطات الجديدة التي تحاول إيقاف خط سير الحوار الوطني هي "براميل" المشائخ المتناثرة التي وضعت على الطريق بشكل بدائي ومتناقض بين النقاط العشرين (براميل التحالف القبلي) ورسائلها الجلية في العناوين لا سيما وهي تطل على حافلة الحوار عند كل برميل لتسأل عن البطائق الشخصية وتفتش عن أي سلاح يمكن أن يضع حداً لتسلط التخلف القبلي الماثل وحليفه العسكري والدينوي.

الحوار ليس حصاراً تستنفد في كل الطاقات للالتفاف على أوجاع وآلام المجتمع اليمني جنوباً وشمالاً بشعارات دينية وأدبيات وطنية مشبوهة ومستهجنة.

الحوار مفهوم يعبر عن اشتياق جماعي تجاه المساهمة في وضع حد لتمزق الجسد الِقيمي للمجتمع اليمني يتم فيه طرح كل الخيارات والمشاريع والمعالجات لكل المظالم وفي مقدمتها الشروع في تنفيذ النقاط العشرين المطروحة من قبل اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار كأبسط كرت للأمان والتأمين وإلا فاقرءوا على ثورتكم (يس). 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي