إلى شبابنا:مخاطبة ورجاء..

كتب
الثلاثاء ، ٠٩ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٤٩ صباحاً

بقلم: د.محمد الظاهري -

وأنا أتأمل واقعنا السياسي والاجتماعي والثقافي, وارتباطات كثير من القوى اليمنية بالخارج والتأثر به, وأتابع ردود أفعال بعض شبابنا تحديداً, تجاه انعقاد ما عرف بـ(مؤتمر تحالف قبائل اليمن ), الذي عُقد البارحة في العاصمة صنعاء.

وجدتُ لزاماً عليَ إبداء الرأي, والتنبيه لكثير من التحديات التي تواجه ثورتنا السلمية.

إني هنا, أخاطب شبابنا المتسلحين بالنقاء والطُهر الثوري بقولي :هل من الحكمة تجريد ثورتنا من روافدها وأنصارها, لصالح خصومها وأعدائها!

وهل يجدي في هذه المرحلة القبول بما هو سائد وشائع, من خطاب وطرح استعلائي تهكمي وساخر, وتبسيط مخل, تجاه كثير من القضايا والظواهر شديدة الخطورة والتعقيد مازال يشهدها واقعنا اليماني!

فعلى سبيل المثال: هل من المنطق والرشد, وضع جميع قبائلنا وشيوخها في مواجهة ثورتنا, رغم أن منها المناصر لثورتنا, والمعادي لها في آن ؟!

يا تُرى من المستفيد من هذه المواجهة؟!

الإجابة: المستفيدون هم, قطعاً, أعداء الثورة وخصومها.

كما أنني أدرك جيداً الحالة الاستقطابية الحادة التي تعيشها ساحتنا اليمانية, وطبيعة التحالفات الجديدة وامتداداتها داخلياً وخارجياً.

فثمة استقطاب حاد للتنوع المجتمعي اليمني, يتمحور في ثنائيات تحالفية مُسيَسة ومستقطبة نزاعية, وإن تغير أطرافها وتحالفاتها الحالية عن السابقة, كُنَا قد تحدثنا عنها كثيراً منذ زمن ليس بالقصير!

رجاء: لماذا لا نستعين بالمرحلية في تحقيق أهداف ثورتنا ونصرة مبادئها, بدلاً من استعداء كل من حولنا واستنفارهم في مواجهة ثورتنا ؟!

بقي التوكيد هنا, على أنَ ما ورد آنفاً لا علاقة له بالاستسلام والانهزام, وحمل الراية البيضاء, أو مناصرة (التقليدية) على حساب خذلان (الحداثة), أو قبول بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية, وما تمخض عنهما من تعثر للمسار الثوري, وإجهاض للفعل الثوري نفسه.

بل هو اجتهادٌ شخصي, واستقراء للواقع, عقب مضي ما يقرب من العامين على انطلاق شرارة ثورتنا السلمية, وفي ضوء حقائق مشاهدة على واقعنا اليماني, العصي على التغيير الجذري, الحاسم والسريع.

فلنمضِ في مسارنا وفعلنا الثوري, بقناعة وإيمان, وفق رؤية إستراتيجية وخطط, ترى النور عبر ترجمتها إلى برامج تنفيذية, مع الوعي بالمتغيرات السياسية المحلية والإقليمية والدولية, المحيطة بنا, وطبيعة التحالفات المتحركة من حولنا.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي