يا ليت قومي يعلمون

كتب
الاثنين ، ٠٨ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٥٢ صباحاً


بقلم: عبدالحكيم الفقيه -

كشف أحد الفلسطينيين و الذي كان يعمل جاسوساً للدولة العبرية أثناء محاكمته بأنه وخليته كانوا يتلقون دعما ماليا لغرض نشر كتيبات بالعربية تزيد الفجوة بين الشيعة والسنة وركزوا على الكتيبات المغالية في التطرف الديني في كلا المذهبين والغرض هو تدمير الإسلام من الداخل ، وللأسف هناك سنة وهناك شيعة يستجيبون للمغالاة والتطرف وتكفير الآخر والزعم بامتلاك الحقيقة الدينية.

من المعروف أن العرب والإيرانيين قد تعايشوا آلاف السنين بحكم الجغرافيا الموحدة وتعايش السنة والشيعة أكثر من ألف سنة في المنطقة وكل طرف يقر بالآخر ولكل طريقته التأويلية ورؤاه ولم يصلوا لصدامات مسلحة مستفحلة فاختلاف الأمة رحمة وغنى في التعدد ضمن نطاق الدين الواحد، ومن المؤسف أن تستجيب العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية للخصومة الراهنة ومن المؤسف أن تجري الأحداث في المنطقة لتكريس هذا الصراع.

إن اللعبة الغربية المتمثلة في تفكيك بنى الدول والتركيز على فتح ملفات الإثنية والعرقية قد أتت أكلها لصالح المشروع الصهيوإمريكي جراء استجابة المسلمين للتناحر الذاتي والداخلي تحت يافطة المذهبية المقيتة.
كنا في اليمن قد انتابتنا الغبطة والأفراح حين انضم التجمع اليمني للإصلاح وتكتل الحوثيين إلى مكونات الثورة الشبابية الشعبية السلمية وكنا نعتقد أنهما سينصهران في ميدان الثورة وأن الثورة ستجب ما قبلها ، لكن للأسف فبعد توقيع المبادرة عاد الصراع بين الحوثيين والإصلاح وظهرت للعلن اللعبة الإقليمية والدولية والسباق الإقليمي والدولي على توطيد موضع القدم في اليمن.

كنا نظن أنه قد حان الوقت الفعلي لبناء الدول العربية المدنية الإنسانية وستتراجع الدول الدينية في معمعة الربيع العربي الشعبي الثوري ، لكن القدرة التنظيمية لحركة الإسلام السياسي استطاعت أن تجعلهم في الواجهة رغم طمأنتهم للجماهير بأنهم سيبنون الدول الديمقراطية المدنية ومن الصعب استباق الأحكام عليهم ولكن تحويل الصراع في سوريا إلى صراع طائفي ديني وجر الإقليم برمته ضمن هذه الزاوية هو ما يقلق من بروز الدول الدينية المذهبية وتفصيل شرعية دينية للحكم ورمي المكتسبات المدنية والعلمانية في سلة المهملات.

هل يدرك العرب والمسلمون أن تحولهم إلى بيادق في رقعة شطرنج لاعبوها عالميون لا يخدم لا عروبة ولا إسلام وإنما سيزيد الوصاية الدولية ليظلوا متطاحنين متشرذمين فاقدي القرار والسيادة والثروة ومحرومين من إكسير الحياة وأكسجين الحرية التي دفعت الشعوب العربية ضريبتها الدماء الزكية؟

عن الجمهورية 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي