مناذرة و غساسنة العصر

كتب
الأحد ، ٠٤ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٤٠ صباحاً
بقلم / محمد القهالي
بقلم / محمد القهالي
تتناقض المواقف و تتباين الرؤى حول محاور الشر في العالم فالبعض يرى أن محور الشر هي إيران و تابعيها, في حين يرى الآخرون أن محور الشيطان الأكبر هي أمريكا و تابعيها. و بين هذه الرؤى تتجاذب دول المنطقة الى محوري النزاع, ليشكلوا قطبي مواجهة قد تؤدي في أحسن الأحوال الى تمزيق الأمة العربية الى أشلاء البعض منها مع محور الشر و البعض الآخر مع محور الشيطان الأكبر, و قد تؤدي في أسوا الأحوال الى حرب عالمية ثالثة ميدانها الشرق الأوسط و الوطن العربي خصوصاً, و وقودها نفط العرب, و مقاتلوها مناذرة العصر و غساسنته,و بهذا نكون قد عدنا الى ماقبل البعثة النبوية, حين كان الفرس و الروم يتقاتلون في أرض العرب و على أيدي العرب. و لن تكون اليمن بمنأى عما يدور في الساحة, و قد تنجذب الى أحد قطبي صراع لاناقة لها فيها و لا جمل. ففي حين رفضنا الأشقاء في الانضمام الى مجلس التعاون الخليجي, يرتمي البعض في أحضان القطب الأمريكي و يحاول جر اليمن معه, و يرتمي البعض الآخر في حضن القطب الايراني محاولاً جر اليمن معه أيضاً, مقدمين خدمة لقطبي النزاع على حساب مصلحة الوطن, الذي هو في غنى عن الدخول في حلف المناذرة , أو الغساسنة , لأنها لاتعنيه فلم يكن فيها ذات يوم , و حتى قبل الإسلام. فلماذا يحاولون اقحامنا في أحلافهم المهلكة و يرفضوننا في أحلافهم التي تفيدنا اقتصادياً !؟ و لماذا نصر أن نكون في مشروع غيرنا و لا نريد أن يكون لنا مشروعنا الخاص بنا بعيداً عن مربع الصراع و حرب المصالح!؟ اتقوا الله في اليمن يامن تريدون ارضاء اصدقائكم على حساب أوطانكم. وطننا لايحتاج الى ان يكون تابع لأحد, فلديه من المقومات ماتجعله في غنى عمن يريد اهلاكه. وطننا لايريد سوى ان ينهض من جراحاته ليجد من يضمدها و يبني دولة مدنية حديثة سلمية بعيداً عن الصراعات, و التحالفات المهلكة, يحتاج الى أبناء بررة يقدسونه و لايبيعونه, يبنونه و لايهدمونه, يتخلون عن كل ولاء من أجله, يضحون بأرواحهم و لايبيعونه من أجل مصالحهم. المجد لليمن , الخلود للشهداء, النصر للثورة
الحجر الصحفي في زمن الحوثي