احذر فخامة الشعب يا سيادة الرئيس

كتب
الخميس ، ٠١ مارس ٢٠١٢ الساعة ١٠:٢٣ مساءً
بقلم/ عبدالسلام الشريحي
بقلم/ عبدالسلام الشريحي
لأول مرة في التاريخ اليمني يحكمنا رئيس في ظل بقاء سلفه حياً وغير منفي عن الوطن، فحمداً للثورة التي ستفرض على التاريخ أن يقف طويلاً ليكتب عن حضارتنا القديمة المتجددة. وهذه إحدى أهم ثمار ثورة الشباب التي ثارت فيما ثارت ضد التأبيد أو التوريث في أحسن الأحوال كما كان مقرراً من قبل. وبانتخاب هادي رئيساً لليمن تكون كل الأطياف والقوى السياسية والشعبية في اليمن قد اتفقت على بداية مشروع التغيير وبناء اليمن الجديد مدعومة بتوجه إقليمي ودولي للمشاركة الفاعلة في إنجاح الحلم اليمني الذي تأخر كثيراً. ولكن ما يخشاه الجميع أن تظن النخبة السياسية بأن رحيل صالح ومجيئ هادي أو حتى غير هادي هو كل هم الجماهير الثائرة فتقف دون إنهاء المشروع الحلم الذي أوصل ابتداء هادي وباسندوة عبر قطار خلف الكثير من التضحيات ولم يفت الشعب لكنه تأخر قليلاً. وهنا لابد من التذكير ليعلم الرئيسان هادي وباسندوة وهما يدركان ذلك بالطبع أن وصول أي شخصية إلى السلطة لا يستحق سقوط شهيد ولا وجع جريح ولا تضحية ثائر، وأن ما جعل الشهداء يتسابقون على الموت والجرحى يتلذذون بالجراح والثوار يستسهلون التضحيات هو فقط يمن جديد غير ذاك الذي كان قبل الــ11من فبراير 2011. منصب رئاسة الجمهورية مسنود بدعم شعبي واسع لا يمكن التشكيك فيه أو التقليل منه، كما قال الرئيس هادي، وهذا أيضاً ما يجعل هذا الإسناد الشعبي أكثر مطالبة بتحقيق حلمه المشروع في التغيير بالتوازي مع مساعي حل قضيتي الجنوب وصعدة وهيكلة الجيش التي يجب البدء فيها بأقرب وقت. تغيير ينتظر الناس من خلاله الخلاص من فاجعة الفساد ومنظومته، إما باقتلاع الفاسدين أو بإصلاحهم ليحاسبوا ويكونوا أسوياء ويتخلصوا من تراكمات ماضيهم غير السوي. تغيير يدرك بأننا في كثير من الأحيان أصبحنا إخوة أعداء، فيبدأ العمل جدياً بإعادة اللحمة من خلال الاعتذار عن المظالم والإقصاء ورد الحقوق والاعتراف بالوجود المتمثل بالتمثيل العادل والمشاركة الحقيقية لمن ركنهم الماضي القريب في خانة التهميش بقصد أو بدون قصد. تغيير يستوعب أن اليمن السعيد وصل حده في البؤس لا بذنبه ولا بذنب أبنائه ولكن بذنب مختطفيه و(ملاكه)من النظام السابق، فيبدأ العمل في استرجاع الفرحة الغائبة عن الوطن، والحاضرة داخل أسوار الخاطفين، فاليمن بما يحويه لايزال قادراً أن يكون سعيداً كما كان. تغيير يكفل الحقوق والحريات واستقلالية الرأي ويؤسس لدولة المؤسسات ويعيد هيبة الدولة ويخضع القوة للقانون لا يجعل القانون تحت رحمة القوة وأصحابها. المنسيون على رصيف البطالة سنوات بعد إنهاء الدراسة ينتظرون أماكنهم التي تملكها المعتقون وأصحاب الواسطات وأقارب حمران العيون والمنتفعون من المؤسسات والمغتصبون لها ننتظر نحن تقاعدهم أو تدوريهم الوظيفي. والكثير الكثير من الحقوق والمطالب تعرفونها وتعرفون مكامن الفساد والسوء، كونكم من المخضرمين، كلها تنتظر ماذا أنتم فاعلون. كل ما نذكره ونطالب به لا نريده بين غمضة عين وانتباهتها فأنتم لا تملكون عصا سحرية لحل ذلك ولكن من سار على الدرب وصل وبداية الغيث قطرة، فالمطلوب هو تطمين الشعب بالشروع في إصلاحات حقيقية ومحاسبة جادة والتأسيس الحقيقي لمعالجة كل تلك الإشكاليات التي اعتقد أنها قنابل موقوتة لا تحتمل تجاهلها أو التسويف في حلها .. نقلا عن الجمهورية
الحجر الصحفي في زمن الحوثي