" اليمن ومهزلة مؤتمرات المانحين "

كتب
الاثنين ، ٠١ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٥٩ صباحاً


بقلم :يوسف الحاضري -

- انعقد في نيويورك مؤخرا وبالتزامن مع انعقاد الاجتماع العالمي للجنة العمومية لعصبة الأمم المتحدة المؤتمر رقم (4) للمانحين والثالث خلال فترة هذه الفترة والتي يهدف من خلاله دعم اليمن ماديا لرفع اقتصاده لمواجهة الأخطار الاقتصادية التي تواجه اليمن ,,, وفي كل اجتماع تتصدر دول الخليج "جيران اليمن" هذه الاجتماعات ويتصدر معها الوعود بالدعم اللامحدود ,,,, وننهي هذه المؤتمرات بقلوب مطمئنة يكسوها الأمل والفرح ,,, ثم ما هي إلا أيام معدودة حتى يتم اختلاق مشاكل وأحداث وعقبات تعيق تقديم هذه المنح المالية لليمن ,,, فتأتي بعض الدول لتوفي بالتزاماته على شكل مساعدات إنسانية وغذائية ونفطية وغازية وغير ذلك "مواد خام" وبعضها تدس رأسها في التراب وتظل في الظل مطأطئة رأسها لأن وقت الالتزام حان ,,, ولأننا في أرض السعيدة غير سعداء بهذه التصرفات كون يدنا هي السفلى ولا خير فيها فإننا نظل عاجزين عن الكلام أو النقاش أو الحوار لأنهم يتفضلون علينا والتزاماتهم غير ملزمه لهم في الدفع ,,, ولكن لكي نكون قليلا منصفين علينا أن نستثني بشكل جزئ المملكة العربية السعودية وبشكل أقل دولة الإمارات العربية ,,, ومع ذلك تظل مساعدات خارجة عن منظومة المؤتمر وتوصياته ومشاريعه وخططه التي تم الاتفاق عليها ولعل أهم سبب في تلاشي هذه الوعود هي الحكومة اليمنية نفسها من جانب والتي تتعامل مع الأمور بكل سلبية مطلقة أو بفكر زاحف أبطأ من زحف السلاحف لأنهم عودونا على الذهاب بلا خطط مدروسة وبلا وعود منجزه وبلا وطن مأمّن على المستوى الداخلي كي يطمئن المانح والداعم والمستثمر القدوم ليضع أمواله في الأرض ,,, وخاصة هذه الحكومة التي تعيش ومستمرة في حياة المراهقة والعبث الفكري يترأسها "سالم باس ندوة رئيس الحكومة" الذي مازال يعيش حياة الشوارع والساحات التي أختلقها في 2011 ليصل لهذا المنصب ,,, ولأنه مازال يتعامل مع الشعب اليمني بانتقائية رغم أنه يحكمه بلا شرعية إطلاقا إلا شرعية الفوضى ,,, فالمانحون يشاهدونه يوميا وهو يتصرف بعقليه مراهقين ومتزمتين أقرب ما تكون للطفولية فتارة يهدد بالخروج مرة أخرى للشارع ليعيد الفوضى وتارة يشتم الأحزاب المعارضة لحزبه وتارة يتهم شريحة من شعبه باتهامات ثم في الأخير يستغرب عدم إيفاء المانحين بوعودهم !!!

- إن أردنا بالفعل أن نعمل مع أصدقاء اليمن في سبيل إرساء دعائم المنح والمانحين في اليمن فعلينا أولا أن نصحح من أنفسنا وأن نضع على رأس حكومتنا أشخاص يدركون معنى الوطن ويعملون للوطن ولديهم شخصية قوية وشخصية قيادية رجولية لأن الحاكم الحالي في الحكومة أضعف حلقة في الوسط اليمني المتزاحم بصراعات الذات والمصالح والهيمنة على الآخر ,,, ولعل أول خطوة نبذ "رئيس الحكومة الحالي" خلف ظهورنا ووضع رئيس آخر له ثقله وكلمته وهيبته وقوته وإلا فلا ننتظر من الداعمين أن يعطوا من لا يثق في نفسه شيء من أموالهم فالأموال الموعودة بها اليمن تصل إلى 7مليار دولار وليست ملاليم يا شعب اليمن !!!

- كنا نتمنى أيضا أن يكون ضمن أجندة مؤتمرات المانحين لليمن الدعم اللوجستي والدعم الشعبي للمغترب اليمني في أرض الخليج من خلال وضع عدد من النقاط والأفكار التي تعزز من تسهيلات المغترب في العمل في سوق الخليج من خلال نزع كل القيود التي تقيد المغتربين في غربتهم كالقيود العبودية التي تُسمى "كفالة" وأيضا التعقيدات التي تواجه الشعب اليمني الباحث عن العمل في أرض الخليج كالفيزة والتأشيرات فهذه النقاط أجدها أهم بكثير من الوعود المالية أو حتى المساعدات المدفوعة كون المال المدفوع سيتم استهلاكه في بناء أو إنشاء أو أجور ورواتب وغير ذلك أما العمالة اليمنية في الخليج فهي من سترفع معدل الدخل للفرد والتي بدورها يرتفع معدل الدخل القومي وتقضي على البطالة والفقر التي هي أكبر تحديات اليمن هذه الفترة والرجوع إلى ما قبل 1990م حيث كان اليمني يُعامل كالخليجي تماما كونه في الأصل جزء من المنطقة بل أساس المنطقة وفيها قوة بشرية وطاقة كامنة أتمنى منهم أن يستغلوها في الإتجاة السليم ,,, والله الموفق للأوطان والشعوب في مسيرتهم القادمة !!!

[email protected]

الحجر الصحفي في زمن الحوثي