قلق التغيير الثوري

كتب
الأحد ، ٣٠ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٩ صباحاً

بقلم: عبدالحكيم الفقيه -
قطع الشعب اليمني رحلة طويلة ومنهكة منذ 26 سبتمبر 1962 حتى 11 فبراير2011 حيث خاض الشعب اليمني مصاعب جمة دفع ضريبتها الدمع والدم والجوع والذعر والظلم والفقر والمرض بسبب السيطرة القبلية والعسكرية والدينية على مقاليد الأمور وبسبب الدكتاتوريات المتعاقبة التي استولت على كرسي السلطة وفقدت التنمية شروطها بسبب غياب المشروع لدى القادة وديكورية أشكال السلطة التي جرعت الشعب الوهم والوعود الزائفة على العكس من النظام الثوري في جنوب اليمن سابقا الذي بنى دولة نظام وقانون حديثة حتى اندماجها عام 1990 في الكيان الجديد الذي استطاع إعادة إنتاج نظام اليمن الشمالية بعد حرب 1994
كانت مرحلة الرئيس السلال مرحلة حرب أهلية وانقسم اليمانيون إلى جمهوريين وملكيين وتم الانقلاب على الزعيم السلال لصالح القوى التقليدية أو بالأصح قوى نوفمبر الرجعية التي دفعت بالقاضي الارياني إلى رئاسة المجلس الجمهوري وفي عهده تمت المصالحة الجمهورية الملكية وتغلغلت القوى الملكية في بنيان النظام بلباس جمهوري.
قاد المقدم إبراهيم الحمدي انقلابا أبيض في حركة 13 يونيو التصحيحية أطاح بالقاضي الإرياني وترأس الحمدي رئاسة مجلس القيادة وتم الإطاحة به في 11 أكتوبر 1977 وكانت مرحلته هي العهد الذهبي الزاهر لنظام الجمهورية العربية اليمنية وشهد التفافا شعبيا وقفزة تنموية لا يمكن الجحود بها .مقتل الرئيس الحمدي دفع بالرئيس أحمد الغشمي إلى الرئاسةلمدة ستة أشهر وتم مقتله في انفجار في القصر الجمهوري. وفي 17 يوليو 1978 تولى الرئيس علي عبدالله صالح الرئاسة حتى أطاحت به الثورة الشبابية الشعبية السلمية وجاءت بالرئيس عبدربه منصور في انتخابات توافقية وفق المبادرة الخليجية وآليتها الأممية.
ظل القمع والإرهاب هو ديدن السلطة في اليمن الشمالية حيث الاعتقالات بتهمة الحزبية الممنوعة وظل الفساد المالي والإداري هو السمة اليمنية للدولة وكانت اليمن الجنوبية تحكم بالحزب الأوحد الذي ظل الصراع بين أجنحته ينفجر بين الفينة والأخرى حتى أطل يوم الثاني والعشرين من مايو 1990 حيث توحد اليمنيون وقرنوا وحدتهم بنظام سياسي يؤمن بالتعددية الحزبية لكن حرب 1994 قضت على المأمول من الأحلام وأصابت الوحدة اليمنية في مقتل.
المكتسبات البسيطة والمتواضعة التي حققها الشعب اليمني لم تأت إلا عبر تضحيات جسيمة ومعاناة مريرة جراء سياسة الإفقار والتجويع والظلم والقمع وخصوصا في مرحلة السيطرة العائلية على مقاليد الأمور في عهد الرئيس السابق صالح وجاءت موجة الربيع العربي فاندلعت ثورة الشباب الشعبية السلمية في 11 فبراير 2011 كي تكشط الدمامل من وجه سبتمبر وتزيح التجهم والغبن عن وجه أكتوبر وتضع مداميك المستقبل والدولة المدنية الحديثة المنشودة وخوف الشعب كل الخوف أن يستمر ديدن النظام التقليدي كتلم حمار وليست ثورة فبراير هي أول ثورة تضيع في بلد الثورات الضائعة.

عن الجمهورية

الحجر الصحفي في زمن الحوثي