ثورات الشعوب تحمل قيم وأهداف نبيلة

كتب
السبت ، ٢٩ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٠٤ صباحاً

كتب - محمد مقبل الحميري

عندما يثور الشعب بمعظم فئاته ضد النظام الذي يحكمه لا يمكن ان تكون ثوره ضد شخص الحاكم لذاته لاستبداله بحاكم اخر يحبونه أيضاً لذاته .... فالشعوب تصبر وتصبر خوفا من المجهول ولكنها عندما يتجاوز الطغيان مداه والظلم نهايته ويصبح الفساد هو الاصل والنزاهه نادره...

وتنتقص مواطنة المواطنين ويتمايز الناس بحسب الانتماء للاسرة او المنطقه اوالمذهب او الجنس واللون  وتصبح حماية المتنفذ اقوي من حمايه القانون  ويستد الأفق ويقتل الأمل امام الناس وتكون النظرة للمستقبل اكثر قتامة من الواقع المؤلم عندها تبدأ طاقات الشعوب بالتململ وتبدأ إرهاصات الثورة بتحركات ومواقف هنا وهناك رفضا للواقع صارخة في وجه الباطل وغالبا تواجه بعنف وكبت وقمع غير مسبوق فيزداد الضغط النفسي والمعاناة الشعبية وكما يقال كثرة الضغط يولد الانفجار عندها تندفع الشعوب اندفاعا قويا ليس فيه احتمال للعوده والتراجع عن هذا الاندفاع نحو التغيير لان التراجع معناه الانتحار والانتقام من الشعب اكثر من ذي قبل فالحكام لا يعتبرون ولا يعرفون الا لغة البطش والتنكيل التي تعودوا عليها وصحيح انه في بدايه اندفاع بركان الثوره قد تكون المجاميع التي تبدا بهذا الزلازل قليلة ولكن عامة الشعب الذين لم يكونوا قد خرجوا هم أيضاً  مهيئون للانفجار وجاهزون للانطلاق وبحماقة الحكام وتعاملهم المتغطرس واستخدام القوة المفرطة مع من خرجواللبطش بهم وكذلك خطاب مطبلي ألانظمة والمنافقين المستهينين بقدرات الشعوب كل ذلك يساعد علي سرعة خروج من تبقوا وانظمامهم مع من سبقهم فيشكلون طوفان هائل لا عاصم للأنظمة منه إلا بالزوال  وإنقاذ إرادة الشعب  فهذه قوه الشعوب التي لا تقهر عندما تتحرك وفق إرادتها الصادقة فتسطر التاريخ كيف تشاء ومستحيل آن يغلبهم غالب ولله در القائل

اذا الشعب يومآ أراد الحياه      فلا بد إن يستجيب القدر

ولا بد لليل أن ينجلي.             ولا بد للقيد ان ينكسر

وهذا ما حدث في بلادنا وزلزل من أعتقدوا انهم هم اليمن واليمن هم فرحلوا صحيح انهم رحلوا وفق مبادرة إقليمية  ولكن ماكان لهذه المبادرة ان يكون لها قيمة وتنفيذ لولا أرادة الشعب

نسرد هذا الحديث ليعتبر فيها كل حاكم قادم الي اليمن بأن بقاءه بعد أراده الله بإرادة الشعب والعاقل من اتعض بغيره

وعلي كل الفاعلين في المسرح اليمني ان يعملوا علي تأسيس الدولة اليمنيه الحديثة وتقديم مشاريعهم وتصوراتهم لكيفية هذه الدوله والتحاور حول ذلك من منطلق مصلحة الوطن أولًا ومصلحة الوطن آخراً وليس تفصيل قمصان لأحزاب او جماعات او مذاهب فالشعب اليمني قدم التضحيات تلو التضحيات لينعم بوطن آمن مستقر يسوده العدل والمواطنةالمتساويةوينعم بخيرات بلاده دون تمايز او استئثار فئة من الناس بهذه الخيرات علي حساب الشعب وكلنا يتوق لان نري مثل هذه المشاريع والتصورات لكيفية بناء الوطن علي الواقع وعبر الحوارات والندوات وكل وسائل الاعلام ليدلي كل واحد بدلوه ولا ننتظر ان يأتي إلينا مثل هذه المشاريع من الخارج فهذه مسئوليه أبناء الوطن جميعًا وفي مقدمتهم الاحزاب والأكاديميين والعلماء ومنظمات المجتمع المدني وكل الفاعلين في المجتمع بضمير يقض وروح تحمل المحبة للجميع والحرص علي الوطن ومن يعمل عكس ذلك فلن يغلب إرادة الشعب والتاريخ لا يرحم.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي