حين نخسـر البطولة

كتب
الاثنين ، ٢٤ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٣٨ صباحاً

بقلم: منال الأديمي :

في الأمس مرت علينا ذكرى مسيرة الوعد الصادق في جولة النصر (كنتاكي سابقاً) والتي انتهت بمجزرة مروعة راح ضحيتها عدد من الشهداء ,وأكثر من 300 جريح , و800 حالة اختناقات بالغاز, كانت جريمة تعجز الكلمات عن وصفها كما وتعجز الذاكرة عن نسيانها .. مشاهد الجثث التي مزقتها أسلحة الآر بي جي, ومضادات الطائرات, والمعدلات, وأنصاف الجثث ,وبقايا الرؤوس التي أبت إلا أن تمضي شامخة .. نعم لا تستغربوا كل تلك الأسلحة الجبانة والغادرة كانت في ذاك اليوم الدامي في مواجهة صدور شباب سلمية، العارية إلا من الخير وحب الوطن.

عام مضى ولازالت ذاكرة الجدران والثوار تحتفظ بالكثير من ذكريات تلك الجرائم في القاع وكنتاكي وكل مكان في العاصمة كانت تصل إليه صرخة "ارحـل".

سقط في ذاك اليوم الأسود العديد من خيرة شباب الثورة .. رأينا صور البعض منهم و سمعنا عن بعضهم روايات صمود أسطوري في مواجهة غير متكافئة القوة والهدف بين الخير والحرية والكرامة وحب الوطن والشر والعبودية والظلم والإجرام، بين خير في صدرور عارية وحقد مدجج بمختلف الاسلحة .. أستحضر من هؤلاء الأبطال الذين سقطوا في ذلك اليوم الدامي الشهيد المصارع البطل عبدالعزيز محمد عثمان راجح الذي استشهد أمام المؤسسة العامة للطرق والجسور جولة النصر (كنتاكي سابقا) كان الشهيد بطل الجمهورية في المصارعة .. كان عبد العزيز يوماً ما يرفع علم اليمن عالياً وسط تصفيق حار أثناء تتويجه بطلاً للجمهورية في رياضة المصارعة وحين اختارتهُ رصاصات الغدر والخسة ليكون شهيداً في ذلك اليوم ضمن العديد من الشهداء اختار الموت بطلاً حتى في لحظاته الأخيرة لم يتوانَ في تلبية صوت الوطن الثورة الحرية والكرامة..فمن عاش بالحق مات عليه .. زف شهيدا يومها مكللاً برايات العزة والكرامة بعكس قاتليه المكبلين بالخزي والعار ولعنة من الله والناس أجمعين.

ترى هل كان يعرفك صالح أيها الشهيد ؟ هل سمع بك يوماً أيها البطل..؟
هل كان يعلم الدون جوان حين أعطى أوامره اللعينة بالقتل بأنه كان يقتل بطلا اسمه عبد العزيز بطلاً بحجم هذا الوطن.
هل كان يعلم انه كان يسقط سارية عظيمة تحمل الروح رخيصة فداءً لليمن .. سارية لطالما حملت العلم باليد والوطن في المهجة والروح .. كم سنبكيك أيها الشهيد.. وكم ستخلدك الذكرى وسيمجدك تاريخ الثورة والتضحية !! فهنيئا لك الشهاد§ة والبطولة والخلود.

إلى كل جنود الأمن المركزي والحرس الجمهوري المشاركين في مجزرة ذلك اليوم وسائر المجازر بحق شباب الثورة .. يا من تضربون الأرض بأرجلكم كل يوم وترفعون أياديكم ورؤوسكم عاليا لتحية سارية حديدية عليها قطعة قماش تحمل ألوان علم ترى ماذا يعني لكم العلم؟

هل هو مجرد جزاء وعقوبة تتكبدونها من رتبة أعلا منكم شأناً ؟ أم هو راتب زهيد تتقاضونه أخر كل شهر لا يغني ولا يسمن من جوع في حين ينام قادتكم متخمون بوطن قد استنزفوه من الوريد إلى الوريد.
أم هي الروح التي أرخصتموها فداء لكرسي حين تناسيتم الوطن وحق الوطن.

هل تعلمون يا من غرر بكم في ذلك اليوم وتلطخت أيديكم بدماء بكت لأجلها السماء والملائكة قبل البشر أنكم في ذلكم اليوم الأسود قتلتم أنفسكم قبل أن تقتلوا تلك الساريات العظيمة التي حملت بأيديها أعلاماً وأرواحاً وفي القلب وطناً.
آهٍ أيها البطل الشهيد ...ما عساهم يقولون وبم يعتذرون حتى إن رتلوا تراتيل الندم ليل نهار فلا ندم .. وبماذا يفيد اليوم الندم؟.

لا للندم فقد قتلتم العلم وقتلتم الوطن .. فجعتم الحبيبة اليمن بخيرة شبابها وأبنائها.
فيا من تحرسون الوطن اليوم ماذا فعلت أياديكم في الأمس الحاضر فينا وبقوة وإلى الأبد؟ كيف استطاعت أياديكم أن تطلق رصاص الغدر في قلب وصدر ورأس وظهر الوطن؟

كيف تمكنت ضمائركم العيش بعدها براحة بال أم أنه لازال للندم والإحساس بالذنب طريق إلى قلوبكم ولو للحظات وإن يكن فلا ندم وبماذا يفيد الندم .. وقد تجرأتم على حرمة النفس التي حرمها الخالق فهنيئاً لكم يا من قتلتم وبدم بارد، رضا المخلوق وسخط الخالق .. صدقوا أبواقهم حين تروج لجريمتكم بأنها بطولة وذود عن الوطن حيناً وبأنكم كنت ضحايا لا قتلة أحيانا .. اكذبوا على أنفسكم لتنعموا بقليل من الراحة وليخيل لكم من زيفهم وسحرهم أنها الحقيقة .. لكن شتان.. شتان.. بين البطولتين.

عام مضى شهداءنا وما زلتم في قلوبنا .. ذكراكم تزيد فينا الإصرار والصمود في مطلب إسقاط الحصانة وحق المحاكمة.
دوماً الرحمة والخلود لكل الشهداء.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي