انهب بقدر حبك للرسول!

كتب
الاثنين ، ٢٤ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٠٩ صباحاً

بقلم: عارف أبو حاتم

على طريقة “حج وبيع مسابح” تدفقت الغيرة على رسول الله عند “الأنصار الجدد” وتحت شعار “أثث بيتك وانصر نبيك يا رعوي” انطلق الغاضبون صوب الفرنجة والكفار، فالأنصار القدامى آووا رسول الله ونصروه، وأقام فيهم حتى مات ودفن، و”الأنصار الجدد” مجموعة “متهبشين” يضربوا لاظهر رسول الله، الأنصار القدامى تنازلوا عن تجارتهم ومزارعهم ومساكنهم، بل إن سعد بن الربيع أراد أن يطلق إحدى زوجتيه كي يتزوجها أخيه المهاجر عبدالرحمن بن عوف، و”الأنصار الجدد” نهبوا ممتلكات الناس ومكاتبهم وسياراتهم.
وتحولت الغيرة إلى مأساة أبشع من الرسوم والفيلم المسيئين، فهذه “الغزوة” راح ضحيتها أربعة قتلى و48 آخرين جرحى، بينهم 10 رجال أمن، وضبطت الداخلية 13 متهماً باقتحام السفارة، وإذا ثبتت إدانتهم سينفقون عددًا من سنوات أعمارهم في السجون، والسيارات المهشمة 80، والمحروقة 18، وواحدة “لاند كروزر 2010” مسروقة .. كل ذلك نتاج غزوة السفارة، من أجل نصرة الرسول الكريم، تم حرق ونهب ممتلكات جهة غير مسئولة عما حدث من إساءة.
فالذي كان يصرخ: إلا رسول الله، عندما دخل إلى مكاتب الاستقبال صرخ “إلا الطابعة” ولم يخرج إلا بها، ومن صرخ: فداك روحي، تغير صراخه إلى: فداكِ روحي يا صالون، ونهب سيارة.
تخيلوا لو أن أحد “الأنصار” النهابة قتل وهو محمل بغنيمته أهذا شهيد أم سارق؟، حتى في بقية دول الربيع التي شهدت موجة غضب واحتجاجات لم يتم فيها أي نهب لممتلكات الآخرين، أما “أصحاب البلاد” فقد “بهذلوا” بالإسلام والجهاد!.
“الداخلية” حتى الآن لم تقدم توضيحاً لعملية اقتحام السفارة، وخرج العميد طارق صالح المُقال من قيادة اللواء الثالث حرس خاص، قال لصحيفة “وول ستريت” الأمريكية: إن السبب هو استبعاد الكوادر الأمنية المؤهلة من أبناء العائلة، وحاشية العائلة، وقال: “أخي يحيى في إجازة ولو كان موجوداً لنبه الداخلية ووجه بعمل التدابير الأمنية اللازمة، ومنع حدوث ما حدث”، يا سلام على المعجزة “يحيى” مع العلم أن كتيبة الأمن المركزي المكلفة بحماية السفارة انسحبت بالكامل أمام المتظاهرين، ولم تطلق رصاصة واحدة في الهواء لتفريق الجموع، فالتعليمات القادمة من بقايا العائلة تقتضي ذلك.
العملية مكشوفة فقد أراد “طرف سياسي” أن يضع أشواكاً وعراقيل في طريق رحلة الرئيس هادي إلى واشنطن المقررة أواخر هذا الشهر.
[email protected]

عن الجمهورية 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي