هادي كمرشد للجماعة!

كتب
الأحد ، ٢٣ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٣:١٧ صباحاً


بقلم: سامية الأغبري


مؤخراً أصبح رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي يشعرك وكأنه جندي في الفرقة أولى مدرع , يأتمر بأمر قائدها لا العكس!
الرئيس اليوم يستخف بعقولنا بترقيعاته تلك وبوجوه بالية قد أكل عليها الدهر وشرب ,وجوه لونها وشكلها ومنبتها واحد , يبدوا إن معاشرته الطويلة للرئيس السابق أكسبته خبرة في مجال الإقصاء والترقيع ! بعد أن تأملنا فيه خيراً,وعقدنا عليه آمالاً كبيرة وعريضة, وكنا نبرر له الصمت والبطء في اتخاذ القرارات , نحاول منحه عذراً فلايمكن بين ليلة وضحاها تحقيق كل أهداف ثورتنا, فالثورة ليست فقط استبدال رأس النظام بآخر أو تغيير شكل نظام بآخر , هادي سيبني دولتنا المدنية التي ننشد, نصفق له حين يتخذ قرارات حاسمة تخدم البلد, نحتج على من ينتقده, ونقول نعم هذا هو من انتخبناه اليوم سيعيد بناء اليمن الجديد الذي ضحى لأجله شهداء الثورة من خيرة شباب ونساء اليمن , كنا نقول إننا في مرحلة انتقالية يصعب التنبؤ بالمستقبل والى ماذا وأين ستؤول الأمور ! لكن الأمور بدأت تتضح أكثر , الرئيس خيب ظننا, لم يعمل على قصقصة أجنحة ومخالب كل من لايريد بناء اليمن الجديد , كل من يدمر هذا البلد مهما كان انتمائه,وعلى العكس نراه اليوم يقرب قوى بعينها ويمكِنها من السلطة و يعمل على مراضاتها وان كان على حساب امن الدولة واستقرارها ومستقبلها, وصورته هو أمام الشعب! هناك إحلال لمناصب من اصغر منصب في الدولة إلى أكبرها لتلك القوى ,هو يكرر أخطاء صالح , هادي المحاصر بحجة الحماية من الفرقة ربما انه يحاول حماية نفسه بالتوقيع على تلك القرارات التي تخرج من الفرقة أولى مدرع والتي أصلا قد تمت طباختها في مطابخ الثالوث الجشع والمتجسد في قوى بعينها! وهادي يبصم عليها أكان راضياً أو مكرهاً!
هكذا وللأسف يظهر رئيسنا للشعب الذي انتخبه كرئيس لكل اليمنيين انه مرشد الجماعة الجديد , يظهر نفسه وكأنه مجرد بيدق بيد الأخرين! كان يمكن له أن يحتمي بالشعب الذي بدأ يتفاءل بقراراته حد أن احدهم ظلم الشهيد الرئيس الحمدي وشبهه به, ومشبهو هادي بالحمدي عليهم أن يعرفوا ان الرئيس متحالف مع مملكة آل سعود وذات القوى التي رأت في الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي خطرا يهدد مصالحها ووجودها كقوة خارج سيطرة الدولة, لذا وجب التخلص منه, ولهذا لايمكن لهادي ان يكون حمدياً آخر.
تجمل وجه بعض القوى بالأحزاب القومية واليسارية " التقدمية" ,ووصلوا إلى مبتغاهم واليوم لم يعودوا بحاجتها, فمسيرة لبضعة آلاف تجبر هادي على توقيع قرار, فما الحاجة لوجود "اللقاء المشترك"؟هم يلهثون وراء المناصب ويتهافتون عليها ولأجل هذا كانت أهداف ثورتهم المختلفة عن أهدافنا السامية والنبيلة, مع تقديرنا للشرفاء داخل هذه القوى, وللشهداء منهم , فمن ضحى لم يكن هدفه المنصب أو مال أو شهرة وجاه , كان هدفهم مشروع كبير ,جميل "اسمه اليمن" المتحرر من الظلم والاستبداد والتبعية, إذاً من جنوا ثمار هذه الثورة اليوم لاتعنيهم الشراكة مع القوى الأخرى! وبالنسبة لشباب وقواعد هذه الأحزاب خير لهم ان نعود كما في التسعينيات, ومنذ ماقبل الثورة كانت هذه قناعتهم وازدادت مع الثورة واليوم هم أكثر إصراراً على ان هذا التحالف لم يعد مجدياً ولافائدة مرجوة منه, فالأحزاب التقدمية , المدنية خسرت وتخسر كثير بسبب هذا التحالف.
في التسعينيات تقاسم شريكا المؤامرة على الحزب والوحدة الحكم بعد ان اقصيت بقية الأحزاب بما فيها شريك الوحدة الحزب الاشتراكي , واليوم كأن التاريخ يعيد نفسه, وعلٌ هذه الأحزاب تستفيد من الدرس , وتعرف ان مكانها الحقيقي والطبيعي الشارع مع الناس ومطالبهم , تحالفها معهم.. مع أحلام البسطاء , خير من شراكة في نهب ثروات البلد وتدميره وتأسيس ثروات خاصة بهم على حساب الغالبية العظمى من أبناء هذا الشعب.
ومع هذا وفرح الفرحون يظل القادم كرد فعل على تصرفات هادي واللاهثون خلف السلطة غامض, القادم مجهول وحتى مصير المبادرة هل تنجح أم تفشل سؤال يصعب في ظل هذا الوضع الرد عليه ,خصوصاً مع عودة مسلسل الاغتيالات لشخصيات سياسية وعسكرية , منها محاولة اغتيال الأمين العام للحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان احد أهم وأبرز قيادات المعارضة , واحد أهم طرف في التسوية السياسية, ومع تصريحاته الأخيرة وتأكيده أنها محاولة إغتيال لايزال إعلام الشركاء يتجاهل الحادثة! لماذا؟ الجنود المتهمون والمعروفة أسمائهم من فرقة على محسن! لذا وجب على الشريك تغليب مصلحته, هكذا يكون الرد عندما يكونون هم الجناة!
غاب ياسين فلعب الفأر وكانت التعيينات الأخيرة , و إضافة أسماء إلى اللجنة الفنية بعضها يعتقدون أنها تمثل الجنوب ,هي لاتمثل إلا من رشحها ويعلم هادي كما نعلم ان مثل هذه الإضافات لن تحل القضية الجنوبية بقدر ماتعقدها وتستفز الحراك الجنوبي, كما كان تعيين وحيد رشيد في هذا الوقت ولمحافظة عدن أمر مستفز لهم! وكأن هناك من يحضر لحرب قادمة في عدة جبهات, الحرب لن يكسب فيها احد, وتجار الحروب قد كشفوا لن يستطيع الإعلام تضليل الناس مجددا , لن يكون هناك , كعك للمقاتلين في الجبهات, لن تصدق الفتاوى, لن تبيع إمرأة بسيطة ذهبها لحرب يقتل فيها الأخ أخاه من اجل مصلحته.
غياب د. ياسين يعتقد البعض انه لمصلحته وسهل وسيسهل عليهم الأمر والحرب, وكأن جميع أصحاب المصالح اتفقوا على إبعاده عن المشهد, وجميع المصلحيون تآمروا عليه, لأجل ذلك كانت محاولة الإغتيال, الجماعة أرادوا الاستحواذ على كل شيء في الدولة من اكبر منصب إلى أصغره , وأصبح هذا الأمر واضحاً جلياً من خلال التعيينات الأخيرة , ومن يعارضهم اليوم بعد وصولهم إلى ما أرادوه هو ثورة مضادة , وعميل لصالح , ومندس وامن قومي! لايريدون سماع إلا صوتهم, والتصفيق لهم , وقاعدتهم" من ليس معنا فهو ضدنا"!
" مع استنكارنا لتهديد وزير العدل والديلمي" لكن الاهتمام بتهديد وخبر هام وعاجل على قناة اليمن يثير شفقتنا , وهم الذين حاولوا تجاهل حادثة اغتيال الدكتور ياسين ,وربما وزير الداخلية والمشترك والحكومة سيتحركون عاجلاً لكشف هوية المهددين , فهذه جريمة خطيرة يجب ألا تمر دون إلقاء القبض على من هددهما , جريمة اخطر واهم من محاولة اغتيال د. ياسين سعيد نعمان من جنود معروفين في نقطة معروفة وتتبع جهة معروفة, ولتميع قضية ياسين ,لايهم المهم جملت الوجوه ,وتم الوصول بعون الله إلى المبتغى! يريدون ان ننسى حادثة اغتيال الدكتور وكل يوم تفتعل حادثة من اجل ان ننسى! كلا لن ننسى, وحوار دون مهندسه ياسين سعيد نعمان هو فاشل بكل المقاييس إذا افترضنا أنهم فعلاً يريدون الحوار بالكلمة وعلى الطاولة لاحوار المدافع وفي الميادين, وستتضح الأمور في قادم الأيام أكثر.. وإنٌا منتظرون!

عن صحيفة الشارع اليمنية 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي