نبيَنا دعاية انتخابية جديدة

كتب
الجمعة ، ١٤ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٥٨ صباحاً

بقلم: عفراء الحبوري

يتعرض الصادق الأمين رسولنا وحبيبنا محمد للإساءه في فيلم لم يشاهده أغلبنا ، لكن حُكم على الفيلم من خلال إشاعة الغرض منها سياسي لا ديني ، ومع هذ افإن فكرة الإساءه بحد ذاتها حتى وإن كانت إشاعة أمر يثير حفيظتنا جميعا ، لكن بينما يشتط العالم الإسلامي غضبا ، يقفز اليمين المتطرف الصهيوني فرحاً وسعادة بسبب السذاجة التي وصلنا إليها، فالفيلم الذي تم عرضه لم ينتج ليعرض في الحادي عشر من سبتمبر كما أشيع وهذا بحسب ماذكرته صحيفتا" الواشطن بوست وول سريت جورنال " ، فمنتج ومخرج وكاتب الفيلم هو الإسرائيلي المقيم في الولايات المتحدة الاميريكية "سام باسيل" يبلغ من العمر ?? عامًا يعمل مطور عقارات، وقد قام بجمع خمسة ملايين دولار من ??? متبرع يهودي لإنجاز العمل، وجري تصوير الفيلم في ولاية كاليفورينا في مدة 3 أشهر خلال العام الماضي ، واللافت في الامر ان كل هذا الجهد وهذه المبالغ لايمكن أن يكون الغرض منها إنتاج فيلم ديني ، بل فيلم سياسي بإمتياز وهذا بحسب تصريحه "بأنه قرر إنتاج الفيلم لإظهار أن الإسلام دين كراهية".

. ولمن يتابع الشأن الأميركي يستطيع بسهولة الربط بين توقيت إشاعة الفيلم والانتخابات الاميركية القادمة ، فالمراد هنا هو دعاية مجانية للمرشح الجمهوري " ميت رومني " مرشح اليمين المتطرف الذي يبني دعايته على الخطاب العدائي للإسلام ، وأن أوباما متساهل في تعامله معهم ، وللأسف الشديد ماحصل في بنغازي وقتل السفير الأميريكي يعتبر دعاية مجانية جديدة للإنتخابات ، وعكس الصورة التي اُنتج من أجلها الفيلم ، هذا بالرغم من قوله تعالى {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ }فاطر18 ، إلا اننا سنظل بتجاهل هذه الآية الكريمة نقدم المزيد من الهدايا المجانية للدعاية ، خصوصا بعد نشر صورة السفير في وسائل الإعلام هناك ، وإستثارة الشارع ضدنا وبالتالي الإلتفاف مع المرشح اليميني المتطرف .

. ولما سبق ذكره ، أتمنى أن نكون في اليمن الأكثر حكمة حتى ولو لمرة وننأى بأنفسنا عن أية محاولة لجرنا نحو العنف والفوضى ، فإلى متى سنظل أدوات تخدم أغراض سياسية ، فأنا أرى أن أفضل رد يتمثل بإتخاذنا لنبينا قدوة في تصرفاتنا وسلوكنا ، فما يفسده فيلم تصلحه أخلاقياتنا وسلوكنا مع الغير ، وعلينا أيضا الخروج بمسيرات ووقفات إحتجاجية سلمية لا نؤذي فيها احدا ، والأهم من هذا هو إتخاذ الحكومات الاسلامية موقف واضح " حتى ولو تمثيل " .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي